رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب: في الصميم.. لا تزرعوا الألغام في طريق الأجيال

نشر
الأمصار

عندما قال عنترة بن شداد العبسي قصيدته في العصر الجاهلي اي قبل ١٤٤٥ عاما من الان واكثر قال فيها (لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من في طبعه الغضب ) لأن الاثنين الحقد والغضب يفقدان الانسان الحكمة والتروي والقدرة على معالجة اي مشكلة حتى لو كانت على مستوى العائلة الصغيرة او المجتمع  ونحن واشقائنا في الكويت  كان ما بيننا ما صنع الحداد وكان قرار (دخول الكويت او الاجتياح او الغزو او التحرير ) فليسمه كل بما يراه يتوافق مع معتقداته الا انه كان خطأ استراتيجا دفع ثمنه ولا زال يدفع العراق وشعبه لان الظروف الدولية والاقليمية لم تكن في سياق ايجاد حل سلمي للازمة لكون الهدف الاساسي  كان اضعاف العراق وانهاء دوره العربي والإقليمي وتدمير قوته وقدرته العسكرية والاقتصادية  ولا داعي للتذكير بكل مجريات تلك الأحداث المريرة  والمؤلمة.
لكن الذي حدث ان الاشقاء في الكويت ظلوا يتحينون الفرص لايذاء العراق في ارضه وثرواته النفطية وتواصل زحفهم على الاراضي العراقية مستغلين قرارات مجلس الامن التيوحاء بالضد من مصالح العراق كونه كان تحت الفصل السابع ومن ثم دخلوا المياه الاقليمية العراقية وخورعبد الله العراقي منذ ان  اوجد الله العراق.

اقول ان تضيق الخناق على العراق من اطلالته  على الخليج العربي ومحاولة افشال مشروع ميناء الفاو الكبير ببناء ميناء مبارك الكبير  في حين لدى الكويت إطلالة بحرية بطول اكثر من ٤٠٠ كيلو متر ولديه من الموانئ الكبيرة ما يغني عن ميناء مبارك وهذا  يجعل المرء يتسأل لماذا هذا الاصرار ولماذا هذا التعنت وهل وجود من باع شرفه وضميره من المسؤولين العراقيين مقابل رشا هو الذي دفعهم الى التمادي في المضي في هذه اللعبة التي هي اللعب بالنار  فعن اي مغالطات تاريخية  في قرار المحكمة الاتحادية تتحدثون  وهل يجوز لاي كان ان يوجه بتغيير قرار محكمة عليا لان قرارها لا يتوافق مع طموحاته الغير مشروعة.

ومن يريد ان يعيش بأمن وأمان عليه ان لا يزرع الحقد وان يتعامل بشفافية فملف التجاوزات على الاراضي  العراقية منذ كانت حدود الكويت في المطلاع  في العام ١٩٦١ وثائقها محفوظة والتمدد على حساب مصالح العراق وشعبه لا يجعل الكويت تعيش مرتاحه لانها بصريح العبارة  تزرع بذور العداء والفرقة وعدم تجاوز مأسي الماضي المدمرة  افتحوا صفحة بيضاء ولا تستقوا بالاجنبي ولا تنسوا ان العراق جاركم قبل ان تكونوا دولة وان الايغال في ايذاء الجار لا يأتي الا بالخراب ومن يزرع الشوك لا يجني العنب بكل تأكيد فلا تزرعوا الألغام في طريق الاجيال القادمة.