رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أثار غضب المغاربة

نشر
الأمصار

أثار خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غضب وسخط شعبي مغربي كبير، بسبب توجيه الرئيس الفرنسي خطابه مباشرة إلى المغاربة، مما يفتح باب الجدل حول تأثر العلاقات المغربية الفرنسية بهذا الخطاب.

وجاء ذلك بعد مقطع الفيديو الذي نشره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبر منصة إكس (تويتر سابقا)، والذي أشعل الجدل وأثار موجة استياء واسعة في الأوساط المغربية الأسبوع الماضي، إذ اعتبره كثر "حنينا إلى الحقبة الاستعمارية".

جاء خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب عدم موافقة المملكة المغربية إلا على أربع طلبات رسمية للمساعدة في جهود الإنقاذ بعد الزلزال الذي ضرب مناطق شمال ووسط البلاد. من بين الدول التي عرضت المساعدة كانت إسبانيا، بريطانيا، قطر، والإمارات.

ورغم العديد من الطلبات التي وردت، إلا أن الاستجابة المغربية اقتصرت على هذه الطلبات الأربع.

ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابه بشكل مباشر للمغربيين قائلا: "نحن هنا، ومستعدون لإرسال مساعدات إنسانية مباشرة"، مضيفا: "أتمنى أن تتوقف كل هذه الخطابات الجدلية التي ليست في محلها والتي تعقد الأمور في هذه اللحظة المأساوية".


 

دعت كل من "المنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية" و"المرصد الوطني للشباب الملكي والإعلام" و"المجلس الوطني لمتطوعي المسيرة الخضراء" وجمعيات المجتمع المدني إلى تنظيم وقفة احتجاجية، الجمعة المقبلة أمام السفارة الفرنسية بالرباط احتجاجا على “تدخل الرئيس إيمانويل ماكرون في الشؤون الداخلية للمملكة المغربية”، وذلك بعد موجة الغضب الناجمة عن تعامل السلطات الفرنسية مع الزلزال الذي عرفته بلادنا.

وصفت عضوة البرلمان المغربية فاطمة التامني خطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه "استعلائي"، معتبرة أنه يخالف أصول الدبلوماسية.

التدخل في البلاد

وأشارت الهيئات عينها، في بيان مشترك، إلى أن "محاولة الرئيس الفرنسي مخاطبة المغاربة يعد تدخلا سافرا في الشأن الداخلي المغربي"، مسجلة "رفض الشعب المغربي لكل محاولات ماكرون تسييس الكارثة الطبيعية التي بادر فيها المغاربة بمبادرات عفوية أبهرت العالم بالتضامن الكبير مع إخوانهم المتضررين من آثار الزلزال الذي تعامل معه الملك محمد السادس بحنكة تجسدت في إعطاء تعليماته بإسعاف المتضررين وانتشال الجثث وإيواء المتضررين، إضافة إلى فتح ورش لبناء مساكن للمتضررين".

ودعا البيان كل الهيئات السياسية والنقابية وعموم الشعب المغربي ومغاربة العالم إلى “الخروج بكثافة في كل بقاع العالم يوم الجمعة 22 سبتمبر ابتداءً من الساعة الرابعة بعد الزوال، للرد على استفزازات رئيس الدولة الفرنسية الذي سعى بأسلوبه غير الحضاري بمحاولته زعزعة استقرار وطننا”، داعيا في الوقت ذاته إلى “تقوية الجبهة الداخلية وبمزيد من الحذر واليقظة لإفشال خطط ماكرون”.

كما دعت الهيئات الموقعة على البيان كل الفاعلين الاجتماعيين والاقتصاديين والمجتمع المدني إلى “التعبئة بمقاطعة المنتوجات الفرنسية وتوظيف كل إمكانيات الضغط على الرئيس الفرنسي للاعتذار للقيادة المغربية”.

وفي نفس السياق، قال المصطفى العياش، المنسق الوطني للمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، في تصريح إن “الخطاب السياسي للرئيس الفرنسي تجاه المغرب ما زال يعكس النظرة الاستعمارية التي وللأسف ما زالت تحول دون إدراك العقل السياسي الفرنسي أن المملكة المغربية دولة ذات سيادة وقادرة على مواجهة كل التحديات التي تواجهها على غرار الزلزال دونما الحاجة لأية مساعدات مسيسة أو تلك التي ابتغي من ورائها تحقيق أهداف وأجندة سياسية معينة باستغلال معاناة المغاربة”.

وأضاف العياش أن “المغاربة كانوا على صوت واحد في الرد على ماكرون الذي خاطب الشعب المغربي بعدما لم تستجب له القيادة المغربية، إذ عبروا عن رفضهم واستنكارهم لهذا الخطاب”، مشيرا في الصدد ذاته إلى أن “المجتمع المدني المغربي واع بهذه الممارسات ولا يمكن أن يقبل بأي شكل من الأشكال مثل هذه الأفعال التي تنم عن المراهقة السياسية لماكرون”.

وأَلْمَحَ المنسق الوطني للمنظمة المغربية للمواطنة والدفاع عن الوحدة الترابية، إلى أن “القيادة الفرنسية إذا ما أرادت إصلاح علاقاتها مع المغرب فما عليها إلا أن تنخرط في الدينامية التي تعرفها قضية الصحراء المغربي والخروج من منطقة الظل التي تصطف فيها”، مسجلا أن “الرؤية المغربية في هذا الإطار واضحة وعبر عنها الملك محمد السادس حين اعتبر أن قضية الصحراء المغربية هي المعيار الوحيد الذي تقيس به الرباط صدق الصداقات ونجاعة الشراكات.