رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

زلزال المغرب المدمر يدق أجراس الخطر حول مصير أطفال العائلات المنكوبة

نشر
الأمصار

يعد أطفال المغرب هم الحلقة الأضعف في ضحايا زلزال المغرب المدمر، حيث تعرضوا للعديد من الانتهاكات التي زادت من مأساتهم الحالية، ولكن البعض ضافر جهوده لاحتضانهم.

الإتجار في الأطفال

وكشفت متطوعة في العمل لتقديم المساعدات لضحايا زلزال المغرب المدمر في فيديو نشرته على مواقع التواصل الاجتماعي، "أرسلت لي امرأة مبلغ 54 يورو كمساهمة لمساعدة ضحايا زلزال المغرب المدمر، وبعد ذلك اتصلت بي، وأخبرتني أنها ترغب بطفلتين من القرى المنكوبة للعمل في بيتها وبيت والدتها كخادمات في البيوت".

وأثار الفيديو جدلًا في صفحات التواصل الاجتماعي بالمغرب، وطالب ناشطون مغاربة بتدخل السلطات لحماية الأطفال من سماسرة الاتجار بالبشر. ووفقًا للأمم المتحدة، تأثر حوالى 100 ألف طفل جراء الزلزال الكارثي الذي ضرب الحوز بالمغرب، كثيرون منهم مصابون بصدمات نفسية.

زواج القاصرات

وفي منشور على منصة "فيسبوك" يدعو الرجال في المغرب الذين ليس الزواج ضمن قدراتهم المادية، إلى التوجه إلى الجبال المنكوبة من جراء زلزال المغرب المدمر، والزواج من الفتيات القاصرات، واستغلال ظروف أنهن يتيمات. كما ظهر أحد منتحلي صفة التطوع في فيديو وهو يتحرش بطفلة صغيرة في القرى المنكوبة، ويطلب منها تقبيله، ويعرض عليها الزواج وأخذها إلى المدينة.

وقالت إحدى الفتيات الناجيات من  زلزال المغرب المدمر، "قدم رجلان إلى قريتنا واستفردا بشقيقتي الصغرى، وأخبرها أحدهما بأنه يرغب بالزواج بها ونقلها إلى المدينة".

تبني اليتامى

بينما وعلى الجانب الآخر كثرت فكرة تبني أطفال الزلزال اليتامى، حيث قررت مريم العلوي، أم لطفلة واستاذة تعليم ابتدائي من مدينة مكناس المغربية التكفل بطفلة أصبحت يتيمة بفعل الزلزال المدمر الذي ضرب وسط البلاد، ليل الجمعة والسبت، وأودى بحياة الآلاف بينهم الكثير من الآباء.

وبتأثر كبير، قالت مريم  إن قرارها هذا جاء للتخفيف من مأساة هؤلاء الأطفال الذين دمرت حياتهم وفقدوا ينبوع الحنان بفعل الزلزال الذي كان مركزه إقليم الحوز.

وأضافت: "أريد أن أتكفل بيتيمة من يتامى الزلزال. أمنحها بيتا يأويها وحضنا كبيرا يدفئ صدرها وإخوة يحبونها".

وتتابع: "لم نفكر أنا زوجي مسبقا في فكرة التكفل بطفل، لكن هذه الفاجعة ودموع الصغار أمام جثامين ذويهم فطرت قلبي. أنا مقتنعة أنني وأسرتي مؤهلون نفسيا وماديا لاستضافة طفل جديد بيننا".

 100 ألف طفل تأثروا

ومريم واحدة من كثير من المغاربة الذي هبوا من أجل كفالة الأطفال الذين فقدوا آباءهم من جراء الزلزال.

وتشير التقارير الأولية لمنظمة "يونيسف" المنشورة على موقعها الرسمي إلى أن حوالى 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال القوي الذي ضرب المغرب.

وعكس مريم، كانت نادية، ربة بيت وأم لطفلتين مقيمة بضواحي العاصمة الرباط، تفكر دائما في التكفل بطفل يتيم أو متخلى عنه وتأكدت أن الوقت قد حان لتخطو هذه الخطوة "المؤجلة" بعد هذا الزلزال المدمر.

وتظن الشابة الثلاثينية أن معظم الأطفال اليتامى سيتم نقلهم إلى دور أيتام أو مؤسسات خيرية أو يتم التكفل بهم من طرف أحد أقاربهم.

وفي حديثها  أوضحت أنها تريد تقديم مساعدة مادية شهرية ليتيم سيعيش داخل بيئة أسرية أو دار أيتام.

وتؤكد: "سأساهم إلى جانب مبلغ مالي شهري في تطبيبه ورعايته واقتناء حاجياته اليومية من ملبس وكتب مدرسية".

وتتابع: "قد يقضي معنا الأعياد والعطل المدرسية وفقا للقانون الداخلي للمؤسسة التي سينتمي إليها، سأكون أذنا منصتة لأحلامه ومشاكله وأفراحه وقلبا يحنو عليه".