رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بسبب "العاصفة دانيال" دعم دولي وعربي لإغاثة المنكوبين في ليبيا

نشر
الأمصار

قتلى وضحايا بالآلاف ومفقودون لم يعرف مصيرهم بعد، وأحياء اختفت بسكانها، استغاثات في كل مكان لإنقاذ مدن الساحل الشرقي الليبي بعدما ضربتها العاصفة دانيال، وحوّلت العديد من مناطقها إلى منكوبة، مخلفة أعدادآ كبيرة بين قتلى ومفقودين.

ومع اجتياح العاصفة دانيال شرقي ليبيا خلال الأيام الماضية، مخلفة أكثر من "ألفي قتيل"، وضع الفرقاء السياسيون الخلافات جانبًا، وتوحدوا خلف المناطق المنكوبة.

وهناك دعم دولي لإغاثة المنكوبين في ليبيا.

فرغم أن أكثر المناطق التي تعرضت للعاصفة دانيال وقعت في شرقي البلاد حيث توجد حكومة أسامة حماد المنبثقة عن مجلس النواب، إلا أن غربي البلاد حيث توجد حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) والمجلس الرئاسي ومصرف ليبيا المركزي، شرعوا في إجراءات فورية لإغاثة المنكوبين.

وفي حديثه لقناة "المسار" التلفزيونية الليبية، قال رئيس حكومة شرق البلاد أسامة حماد إن هناك "أكثر من ألفي قتيل وآلاف المفقودين" في مدينة درنة وحدها، لكنها أرقام لم تؤكدها أي مصادر طبية ولا أجهزة الطوارئ.

بإعلان المجلس الرئاسي الليبي الحداد لمدة ثلاثة أيام في كل أنحاء البلاد، بدأت حكومة الوحدة الوطنية (منتهية الولاية) تنكيس الرايات بجميع الجهات العامة والخاصة؛ "ترحمًا" على أرواح ضحايا الفيضانات والسيول بالمنطقة الشرقية.

وبدأت حكومة عبدالحميد الدبيبة اتخاذ إجراءات من شأنها مواجهة تداعيات السيول على المنطقة الشرقية؛ فقررت صرف بشكل عاجل 60 مليون دينار للبلديات المتضررة من هذه المحنة؛ لتتمكن من الاستجابة السريعة.

وكلفت جهاز الطرق والمواصلات بفتح مسارات مؤقتة بشكل عاجل، ووجهت بتسيير رحلات من مصراتة ومعتيقة (غربي ليبيا) إلى الأبرق وبنغازي وطبرق.

وبحسب بيان صادر عن حكومة الدبيبة، فإن الأخيرة وجهت بتجنيد 6000 عضو شرطة للدعم والمساندة، وأرسلت معدات وزوارق موزعة على 40 شاحنة مساعدات.

وأكد الدبيبة ضرورة التغاضي عن الخلافات السياسية في "أداء الواجب الوطني"، مشيرًا إلى أنه على كل الوزارات إرسال مندوبيهم إلى المناطق المتضررة.

مساعدات إغاثة

وقدم صندوق التضامن الاجتماعي التابع لحكومة الدبيبة مساعدات إغاثة، عبر شحن المعدات الضرورية من مخازن مصراتة وطرابلس إلى مخازن فروع جبل الساحل والمرج ودرنة والقبة والتي من شأنها مساعدة الأسر المتضررة.

المجلس الأعلى للدولة دخل على خط الأزمة، فعقد اجتماعًا مساء الإثنين، قرر فيه تشكيل وفد لزيارة المناطق المنكوبة في شرقي ليبيا وتقديم التعازي لأسر الضحايا، إضافة إلى تشكيل لجنة لمتابعة ما تقوم به حكومة الوحدة الوطنية من تدابير لإغاثة المتضررين، والإجراءات والترتيبات المتخذة لمواجهة تداعيات هذه المحنة، وتطويقها، والحد من آثارها.

بدوره، أكد نائب رئيس المجلس الأعلى للدولة عمر العبيدي، إجراءه العديد من الاتصالات الدولية مع الدول الصديقة والشقيقة، التي تربطهم بها علاقات دبلوماسية جيدة، لطلب الدعم الإنساني العاجل، عن طريق إرسال فرق إنقاذ وإسعاف ودفاع مدني محترفة ترتقي لمستوى الكارثة التي تمر بها المناطق المنكوبة في شرق ليبيا.

ومن غربي ليبيا إلى شرقها، لم تكن حكومة أسامة حماد التي في قلب الأزمة بعيدة عن الوضع؛ فأصدرت قرارًا بتنكيس الأعلام بكافة مرافق الدولة وإعلان الحداد 3 أيام.

وفيما أعلن رئيس حكومة شرق ليبيا أسامة حماد درنة مدينة منكوبة، داعيا لتوجيه كافة الجهود إليها لإنقاذ العالقين، هرع بكافة وزراء حكومته إلى المناطق المنكوبة لتفقد أوضاع المتضررين.

وأعلن القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، توجيه الحكومة لتشكيل لجنة متخصصة لتقييم الأضرار، وإعادة رصف الطرق المدمرة لتسهيل حركة التنقل وإعادة الكهرباء، واتخاذ كافة التدابير اللازمة.

وناشد جميع الجهات الرسمية وخاصة مصرف ليبيا المركزي، توفير التمويل المطلوب والعاجل حتى تستطيع الجهات التنفيذية القيام بمهام الإغاثة وإصلاح الأضرار، مؤكدًا إصدار تعليمات فورية، لتسخير كافة الإمكانيات وتوفير الدعم اللازم من المعدات الطبية، وتخصيص أماكن للإيواء بالتعاون مع رئيس الحكومة المنبثقة عن مجلس النواب لبذل كل الجهود ومواصلة الليل بالنهار للتخفيف من آثار هذه الكارثة.

دعم دولي على ليبيا

"إن مدن وقرى الجبل الأخضر تنادي الجميع بسرعة دعمها ومساعدتها من هذه الفاجعة والمسارعة في إعادة بنائها"، بهذه الكلمات وجه القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، مناشدة عاجلة لدعم المناطق المنكوبة.

وتلك المناشدة وجدت صدى دوليًا؛ فبدأ الدعم يتقاطر على المناطق المنكوبة، بدأ من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي أجرى اتصالا هاتفيا بالمشير حفتر، أكد خلاله دعم دولة الإمارات للمناطق المتضررة، معطياً توجيهاته بإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية وفرق الانقاذ والدعم والمعدات الطبية.

شكر للإمارات

وبحسب البيان الليبي، فإن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أبدى استعداد بلاده تسيير جسر جوي بشكل متواصل لمساعدة كافة المدن والمناطق المتضررة.

بدوره، أعرب المشير حفتر عن أسمى آيات الشكر والتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، لإرسال مساعدات الإغاثة وفرق الإنقاذ التي بدأت فعليا في المشاركة في عمليات البحث والإنقاذ.

ومن دولة الإمارات إلى مصر، كانت القاهرة حاضرة بتضامنها وبقرارتها إرسال فرق الإنقاذ والفرق الطبية من وزارة الصحة إلى ليبيا؛ لإغاثة المنكوبين.

مصر تعلن الحداد

وفيما تقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالتعازي باسمه واسم الشعب المصري في ضحايا الكارثة الإنسانية في المغرب وليبيا، قرر إعلان الحداد ثلاثة أيام في مصر تضامناً مع شعبي البلدين.

ووجه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، القوات المسلحة بتقديم الدعم الفورى والإغاثة الإنسانية، جواً وبحراً، للأشقاء فى ليبيا والمغرب.

وفيما أعربت وزارة الخارجية الجزائرية عن تعازيها للشعب الليبي في ضحايا الفيضانات، أكدت استعدادها للوقوف إلى جانب ليبيا، ومد يد الدّعم والمساعدة للتخفيف من وطأة وتوابع هذه الكارثة.

وأذن الرئيس التونسي قيس سعيّد بالتنسيق العاجل مع السلطات الليبية، لتقديم يد العون من خلال تسخير الإمكانيات البشرية والمادية، لمواجهة آثار الإعصار، وتعزيز جهود البحث والإنقاذ وعلاج الجرحى.

مساعدات من تركيا 

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجهيز 3 رحلات للهبوط في مدينة بنغازي، مشيرًا إلى أن الطائرات ستضم 168 فردًا ومركبتين للبحث والإنقاذ وزورقين للإنقاذ.

وأكد الرئيس التركي توفير خيم وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة إلى مولدات كهربائية وغيرها من معدات الإنقاذ، وتخصيص فريق للبحث والإنقاذ البحري والبري مكون من 65 شخصًا.

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر عن "تعاطفه وتعازيه" للمتضررين من الفيضانات، قائلا إن واشنطن تعمل مع الأمم المتحدة والسلطات الليبية للمساعدة في جهود الإغاثة.

وبلغ عدد الأسر المفقودة كبير يقدر بنحو 7 آلاف وأكثر" "مهند" وصف الوضع الإنساني في مدينته، فالعاصفة لم تفرق بين ليبي أو جنسيات أخرى، فالمفقودين قُدروا بالآلاف ما بين مواطنين ليبين ومصريين وسوريين، المياه انجرفت نحو الوادي بقوة وأخذت في طريقها الجميع دون أن تفرق بين أحد، لذا الضرر كبيرًا على المدينة والتي لم تتحمل السيل الشديد.

وهناك تضرر وسط المدينة بأكملها، خاصة السكان الذين يقيمون على أطراف الوادي ويبلغ عددهم ما بين الـ30 والـ40 ألف مواطنًا، منهم نحو 7 آلاف مفقودين أو أكثر، تحاول فرق الجيش التدخل وإنقاذ العالقين وانتشال جثامين الضحايا لكنّ الأمور بالغة الصعوبة، بينما هناك تدخلًا من رجال الجيش، إضافة إلى الباقين من رجال الكتيبة 166 والتي هي في الأساس مسؤولة عن عمليات الإنقاذ في المدينة وغرفة عمليات درنة، الكتيبة التي فقدت عدد كبير من رجالها في الكارثة، حتى أنّ هناك أنباء وفقًا للناشط المدني في درنة بأنّ أحد قادتها ضمن المفقودين.

ورغم الصعوبات التي يواجهها رجال الإنقاذ في الوصول، لكنّهم لم ييأسوا للوصول إلى ذويهم في المناطق المنكوبة، هكذا كان الحال مع ناصر وعائلته، المسعف بالهلال الأحمر الليبي، والذي يعيش هو الآخر بمدينة درنة رفقة عائلته، والتي نجت من السيل لكنهم فقدوا منزلهم.