رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الفيلم التونسي "أشكال" للمخرج يوسف الشابي يحصل على جائزة السوسنة السوداء

نشر
الأمصار

بعد رحلة طويلة، انطلقت منذ عرضه في مهرجان كان السينمائي عام 2022، ضمن تظاهرة نصف شهر المخرجين، حصل الفيلم التونسي "أشكال" للمخرج يوسف الشابي، على جائزة السوسنة السوداء في ختام فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان عمّان السينمائي الدولي.

تنضم هذه الجائزة إلى حصاد الجوائز الكثيرة التي جمعها العمل الأول للمخرج الشاب عبر أكثر من عام، أبرزها جائزة حصان ينينجا الذهبي في الدورة الـ28 من مهرجان عموم أفريقيا للسينما والتلفزيون "فيسباكو" في واجادوجو، وجائزة النقاد في مهرجان "نوشاتال" في سويسرا، وجائزة أفضل فيلم في مهرجان السينما بالبوسفور في تركيا، كما حصل على تنويه خاص في مهرجان نامورا، وتوج بالجائزة الكبرى لمهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في فرنسا.

الفيلم التونسي "أشكال"

فيلم "أشكال"

وينطلق "أشكال" من سؤالين أساسين يستخدمان عادة لجذب المتلقي ناحية الاستغراق في التحديق جهة الشاشة، تماماً مثل شخصيات الفيلم التي يتعلق بصرها بالنار التي تخرج من كفوف ذلك الرجل الغامض مشعل الحرائق الباردة ذات الأثر الغريب، والسؤالين هما: ما الذي يحدث؟ ولماذا؟.

فيما بدا أنه مهمة عادية، يبدأ المحققان "بطل" محمد قريع، و"فاطمة" فاطمة وصايفي، في التحري عن مقتل حارس ليلي، بأحد المشروعات السكنية الذي تم استئناف العمل به عقب توقفه منذ الإطاحة بـالرئيس التونسي الأسبق "بن علي".

وفي المشاهد الأولى، نرى ألسنة الدخان تأتي من جانب أحد الطوابق العالية في البنايات الحديثة لحدائق قرطاج، حيث تقع أغلب حوادث الحريق، وحيث يسكن المكان، كما سنعرف فيما بعد الشعلة البشرية التي تسحب الكل إلى النار بصورة غرائبية.

من الطابق العلوي، وحيث يعاين "بطل" و"فاطمة" الجثة، نراها نائمة على جانبها والمدينة في الخلف، كأنما الجثة المحترقة علم منكس أو ماضٍ لا يزال حاضراً يذكرنا بجثة شهيرة لمحترق قبل 13 عاماً أو إرهاصة بالمزيد من التفحم الذي سوف تشهده المدينة.

بمهارة درامية يوحد السيناريو بين المحققين والمشاهدين، محاصراً إياهم بين قوسي السؤالين اللذان أشرنا لهما؛ فالجثث العارية المحترقة تتزايد بلا سبب واضح، فما الذي يحدث في حدائق قرطاج يجعل المواطنون على اختلاف مشاربهم وحيواتهم يذهبون كي يقتبسوا النار من كفا هذا الرجل المشتعلين؟!، ولماذا يتركون أجسادهم تذوب في لهيبها دون أن يقاوموا الأنصار والتفحم؟!.