رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

"الحشرة القرمزية" تدخل قائمة اتهامات الجزائر لدولة المغرب

نشر
الأمصار

بعد اتهام الجزائر لدولة المغرب بافتعال الحرائق و”إغراق البلاد بالمخدرات”، إضافة إلى “التخطيط لزعزعة استقرارها بمساعدة جهات معادية”، تعود السلطات الجزائرية لإقحام اسم المملكة في انتشار أسراب من “الحشرة القرمزية” التي غزت نبات الصبار والتين الشوكي بولاية تلمسان الجزائرية، نتيجة أسباب طبيعية ومناخية، مع ما سببته من أضرار بيئية، إذ نقلت وسائل إعلام جزائرية عن مصادر رسمية أن “مصدر هذا الوباء الإيكولوجي هو المغرب”.

المصادر ذاتها حاولت اختزال أصل المشكل في المغرب، إذ ادعت أن “أحد المستثمرين المغاربة أراد الاستثمار في صناعة المواد التجميلية، ليقوم بعدها بجلب هذه الحشرة إلى المغرب، ذلك أنها تفرز سائل الكارمن المستعمل في مواد التجميل، قبل أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انتشارها في المملكة، لتقوم بعدها بالانتقال بفعل الرياح إلى المناطق الحدودية، ومنها إلى الجزائر”، مؤكدة أن “الجيش الجزائري تدخل لمكافحة هذه الآفة على الشريط الحدودي منذ اللحظات الأولى لاكتشافها”.

ويبدو أن خطاب السلطات والإعلاميين في الجزائر يُراوح مكانه، فعوض البحث عن حلول علمية ناجعة لهذه الآفة البيئية التي تهدد نبتة الصبار في البلاد، يُسخرون كل جهودهم لإلقاء اللوم على المغرب والرياح القادمة منه، في استمرار مفضوح لنظرية المفعول به القائمة على أن “كل ما يحدث لنا هو نتاج سلوك الآخر”.

وتفاعلا مع الموضوع ذاته، قال رياض أوحتيتا، خبير في المجال الفلاحي، إن “المملكة المغربية بدورها ضحية لانتقال هذه الحشرة إليها من مناطق أخرى في العالم، خاصة من الاتحاد الأوروبي والقارة الأمريكية”، مضيفا أن “الحشرة القرمزية لا تنتقل بفعل الرياح لوحدها، وإنما يُمكنها أن تنتقل بفعل حركة المواشي والأعلاف والآلات والمعدات الفلاحية المستقدمة من المناطق الموبوءة”.

أصل الحشرة القرمزية 

وحول الأصل الاستوائي لهذه الحشرة، إذ أكدت عدد من الدراسات أن موطنها الأصلي هو الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا والمكسيك، أفاد المتحدث عينه بأن “المرجح أنها انتقلت بفعل الرياح الدافئة القادمة من أمريكا والمكسيك أو مرتفع الأزوري نحو دول شمال إفريقيا، من المغرب إلى تونس مرورا بالجزائر، غير أن هناك مجموعة أخرى من العوامل التي تساعد على انتقالها من منطقة جغرافية إلى أخرى”.

وخلص المتحدث عينه، في تصريح له، إلى أن “القول بكون المملكة مصدر هذه الحشرة غير صحيح وغير علمي”، مشيرا إلى أن “المغرب كان سباقا لإنتاج فصائل وأجيال جديدة من الصبار المقاوم لهذه الحشرة، الذي يتميز بإنتاجية ومناعة عاليتين للحفاظ على استدامة الإنتاج ومواجهة المخاطر البيئية التي تواجهه”.

جدير بالذكر أن الحشرية القرمزية أو “الكونشي” ظهرت لأول مرة في المغرب أواخر العام 2014، وهي عبارة عن “حشرة قشرية رخوة على شكل بيضوي وتتميز بلون أحمر داكن، نظرا لإفرازها سائل الكارمن، فيما تظهر على نبات الصبار على شكل كومات بيضاء تشبه القطن، كما أنها لا تشكل أي خطر على الإنسان أو الحيوان”.