رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

سالم كايد العبادي يكتب: بعيدًا عن السياسة.. ماذا تعرف عن لندن؟!

نشر
الأمصار

لندن مدينة الإعلام الحر.. احتضنت أول إذاعة تبث باللغة العربية 1938، هي هيئة الإذاعة البريطانية التي تشرفت بالعمل فيها (25) عامًا.

 

أعيش فيها منذ أكثر من (30) عامًا.. مدينة الأمن والأمان.. أنام فيها ليلي الطويل دون أن اسمع إطلاق نار في الشارع القريب أو قصف مدفعي في الحي المجاور.

 

خلال تلك السنين لم يستوقفني رجل أمن على الإطلاق ليسألني عن هويتي أو إلى أين أذهب.

لم أشاهد جنديًا واحدًا يمشي في شوارع لندن ولم أرَ دبابة أو مدرعة على مفترق طرق.

 

شرطة لندن لا تحمل سلاحًا ويتحدثون مع الناس في غاية اللطف حتى تظن أن الشرطي في لندن يصلح
أن يكون وزير خارجية.

 

لندن لا تفرق بين سكانها.. لا فرق بين أسود وأبيض، مع احترام الأديان والمعتقدات والعادات والتقاليد لكافة السكان على اختلاف منابتهم.

 

تتباهى مدينة لندن أمام عواصم كثيرة بعدم وجود سجناء سياسيين فيها أو معتقلي رأي.. وتفخر بأن أهلها لا يصفقون للحاكم ولا يُعَيِّشون له ولا يفتدونه بالروح والدم.. إنهم مشغولون في خدمة المدينة والارتقاء بها.

 

مدينة لندن تُهدي المواطن الصالح جنسيتها وتسمح له بالتملك وشراء بيت وتمنحه التأمين الصحي وحق التعليم المجاني لأبنائه حتى انتهاء المرحلة الثانوية إلى جانب مزايا كثيرة.

 

لندن تفتح صدرها لكل إنسان على وجه الأرض لكي يتعلم لغتها، وتحترم كل غريب… هذا ما عُرِف عنها على مر التاريخ.

 

لندن تحترم إنسانية بني آدم… حتى اللاجئين الذين يصلون إليها عبر البحار بعد رحلة عذاب طويلة، يجدون المأوى والسكن والأمان.

 

لندن مهوى أفئدة حكام العالم، يشترون فيها القصور والأطيان ويجدون فيها مقاصدهم ويحرصون على تعليم أبنائهم في مدارسها وجامعاتها ومعاهدها العسكرية.

 

لندن رمز السلام والحرية والعدالة… الناس كلهم سواسية كأسنان المشط أمام القانون.

ساكن لندن يصبح عاشقها لا يطيق فراقها، ويُسرع في العودة إليها لو طال الغياب.

ما أعنيه في مقالتي ضمنًا، هو أمنيتي بأن تصبح عواصمنا العربية مثل لندن