رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

زينب الكناني تكتب: حقيقة البغاء المقدس تحت مجهر التاريخ

نشر
الأمصار

تعتبر المرأة المعلم الأول في تاريخ الحضارات وخصوصًا في الجانب الروحاني مما جعلها الكاهنة الأولى في المجتمع الامومي القديم القائم على سيادتها، وتشير البيانات الأركيولوجية الى أن وظيفة الكهانة كانت وقفآ على النساء، أما الذكور كانوا يلعبون دورًا مساعدًا لا اساسيًا في المؤسسة الدينية كانت مفاتيح قوة الغيب بيد المرأة حتى مجمع الألهة كان أنثوي مثل (عشتار_ايزيس _ فيستا_ ارتميس).

فقد سيطرت المرأة على الحياة الدينية رغم تمكن الرجل من بعد صراع من فرض سيطرته على هذه المؤسسة ورفع مكانه الالهة الذكور (مردوك _أنليل _ زيوس) الأ ان بعض الوظائف استمرت حكرآ على النساء..

الكاهنات في العراق القديم:

كان للكاهنة في وادي الرافدين أهمية كبرى وللأهمية الاجتماعية والدينية الخاصة بهن فقد اهتمت القوانين كثيراً  وخصص المشرعون العديد من المواد لتنظيم مركزها القانوني. فقد خصص بها الملك اور انمكينا (۲۳۷۸ - ۲۳۷۱ ق-م ) مخصصات كبيرة في إصلاحاته وكذلك قانون لبت عشتار، إلا إن قانون حمورابي كان أكثر تفصيلاً، فقد نظم مركزها القانوني وابرز بشكل واضح ما لها وما عليها، ففي الوقت الذي يحدد فيه امتيازاتهن بالأملاك والإرث نرى مواد أخرى من القانون اتسمت بالصرامة والشدة، ولاسيما فيما يتعلق بالجانب الأخلاقي والسلوكي للكاهنة، فقد أجبرتها القوانين أن تعيش حياة العفة وحاسبتها كأي امرأة متزوجة إذا أضرت بسمعتها فقد منعت عليها وبشدة أن تفتح حانة للخمر أو أن تدخلها وجعلت عقوبتها إن فعلت الخلاف الحرق بالنار ( المادة ١١٠ )وهي(اذا فتحت الكاهنة ناديتو أو الانتو والتي لا تعيش في الكاكو، حانه للخمر أو دخلت في حانة، فعليهم أن يحرقوا تلك المرأة)وفي الوقت نفسه منعت القوانين أي شخص أن يفتري عليها بتهمة تثير حولها الشبهات إذ يكون جزاء من يفعل ذلك من دون أن يستطيع إثبات كلامه الجلد وحلق شعر الرأس وهذا ما نصت عليه المادة ۱۲۷ )( إذا تسبب رجل في أن يشار بالإصبع على كاهنة انتو أو على زوجة رجل ولكنه لم يثبت  اتهامه  فعليهم أن يجلدوا هذا الرجل أمام القضاة وان يحلقوا نصف راسه).

وهذا دليل على المكانة الرفيعة التي كان يتمتعن بها في عهده، وبالإضافة الى عفتهن إذ إن الاعتقاد السائد الخاطئ كان إن وجدت النساء في معابد سومر وأكد وبابل فإنهن كن يمتهن ما عرف ( بالبغاء المقدس )، وإنهن يمثلن بذلك آلهة الحب ( انانا - عشتار .). وظلت هذه الفكرة سائدة مده طويلة و  مما زاد رسوخ هذا  الاعتقاد الخاطئ الذي ذهب إليه الباحث Jensen في ترجمته لمصطلح الكاكو gaga، وذلك عندما ربط هذا الباحث بين مصطلح gaga وهو المكان الذي خصص لسكن بعض المنذورات والمكرسات للمعابد وبين المصطلح السرياني - gagujaa - الذي يعني المومس، لذلك فقد افترض إن معنى الكاكو gaga استناداً إلى هذا الربط يصبح ( ماخور )   لقد اعتمدت دراسة أصناف الكاهنات وتحديد طبيعة عملهن كثيراً على تفسير مصطلح - الكاكو - لذلك فأن الترجمة الخاطئة له زادت رسوخ كون هؤلاء النسوة كن يمتهن ما عرف ( بالبغاء المقدس ) . حيث ثبتت الدراسات الحديثة أن (الدعارة المقدسة ) كانت مجرد فكرة ادبية يستخدمها مجتمع لتشوية سمعه مجتمع أخر وبأن هيردوتس كان يهدف الى صدمه قرأئه أكثر من تزويدهم بمعلومات موثوقة وحيث ربط العلماء بشكل عام وهيرودتس خاصة بين (الزواج المقدس ) ووصفها بالدعارة المقدسة.

 

طقوس الزواج المقدس: 

ينظر الى طقوس الزواج المقدس التي اقامها ملوك الشرق الادنى منذ زمن السومريين انها وسيلة لاعادة تأكيد الرعاية الالهية كان هذا الطقس بالنسبة لهم حاجة سيكولوجية اذ لابد للملك من أن يتزوج من إلهة الخصب والإنجاب ذات الشهوة الطاغية والعواطف الهائجه التي تتحكم بانتاجية الأرض وخصوبة الرحم في الانسان والحيوان الألهة (أينانا ) التي صممت على غرار علاقة الإلهة مع زوجها الإلهي دموزي وكاهنة الالهة من المتوقع أن تكون العلاقة جنسية فعلية وليست رمزية في اثناء الحفل في ليلة رأس السنة الجديدة في بلاط الملك كانت الطقوس جزءآ من التجديد السنوي للنظام الكوني في عيد رأس السنة وتهدف الى تعزيز الخصوبة عن طريق التمثيل الرمزي او استحضار هذه العلاقات الجنسية بين البشر والالهة .. 

وبحلول الألفية الأولى ق.م تم استبدال الملك والكاهنه بتماثيل طقوسية لم يتم استئصال هذا الطقس بل أستمرت في الإحتفال بال(الزيجات المقدسة) بأشكال مختلفة.

أما اصناف الكاهنات:

ا_ الانتو Entu

٢_الناديتو Naditu

٣_الشوكيتو sugitu

 ٤_ القادشتو Qadištu 

 ٥_ کلماشيتو Kulmašitu 

٦_ سال زکرو SAL ZIKRU

٧_كزيرتو Kezertu