رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

النيجر تشتعل.. احتجاز الرئيس "بازوم" يُؤرق إفريقيا وأوروبا

نشر
انقلاب النيجر
انقلاب النيجر

وقع انقلاب في دولة النيجر "الواقعة في غرب أفريقيا"، يوم 26 يوليو 2023، حيث احتجز الحرس الرئاسي في البلاد الرئيس "محمد بازوم"، وأعلن قائد الحرس الرئاسي الجنرال عبد الرحمن تشياني نفسه قائدًا للمجلس العسكري الجديد، وأغلقت قوات الحرس الرئاسي حدود البلاد، وعلقت مؤسسات الدولة، وأعلنت حظر التجول، وأغلق الحرس الرئاسي كذلك مداخل الوزارات.

وشهدت دولة النيجر الشاسعة والقاحلة الواقعة على حافة الصحراء الكبرى، سلسلة من الانقلابات وفترات طويلة من عدم الاستقرار السياسي في العقود التي أعقبت الاستقلال عن فرنسا في عام 1960.

وتمتلك النيجر ساحل، وتحدها من الشمال الغربي الجزائر، ومن الشمال الشرقي ليبيا، وتحدها تشاد من الشرق، ونيجيريا وبنين من الجنوب، وبوركينا فاسو ومالي من الغرب، ثلثا أراضي النيجرالشمالية صحراء استوائية جافة.

انقلاب النيجر

وتُعاني النيجر من حالات جفاف متكررة و فقر شديد وهي تراهن على زيادة عمليات التنقيب عن النفط واستخراج الذهب للمساعدة في تحديث اقتصادها. كما أنها منتج مهم لليورانيوم حيث تحتل احتياطاتها منه المرتبة الأولى عالميا.

ويُعد هذا هو خامس انقلاب عسكري منذ حصول البلاد على استقلالها عام 1960، والأول منذ عام 2010.

ظروف احتجاز رئيس النيجر محمد بازوم

وأعرب مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم الجمعة عن "قلق بالغ" بشأن "ظروف احتجاز" رئيس النيجر محمد بازوم، ودعا مجددا إلى إطلاق سراحه "الفوري وغير المشروط". 

فيما اعتبر رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد معاملة السلطات العسكرية المنبثقة عن الانقلاب له "غير مقبولة". في المقابل، حذرت روسيا من أي تدخل عسكري في النيجر "سيزعزع الاستقرار بقوة" في المنطقة، وذلك غداة إعلان قادة مجموعة "إيكواس" عزمهم على إرسال قوة عسكرية لإعادة بازوم إلى السلطة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "نعتقد أن حلا عسكريا للأزمة في النيجر يمكن أن يؤدي إلى مواجهة طويلة الأمد في هذا البلد الأفريقي وإلى زعزعة حادّة للاستقرار في منطقة الصحراء والساحل بأسرها.

إلى ذلك، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش التي تحدثت مع بازوم إنه وصف معاملته وعائلته بأنها "غير إنسانية وقاسية" وأكد أنه محروم من الكهرباء منذ 2 أغسطس ومن أي تواصل بشري منذ أسبوع.

بازوم

ورأى موسى فقي محمد أن "مثل هذه المعاملة لرئيس منتخب ديمقراطيا من خلال عملية انتخابية قانونية غير مقبولة" داعيا "مجمل الأسرة الدولية إلى ضم كل جهودها عمليا لإنقاذ حياة الرئيس محمد بازوم وسلامته النفسية والجسدية".

وغداة قمة إيكواس، دعا المسؤول الأفريقي "السلطات العسكرية إلى ضرورة وقف التصعيد مع المنظمة الإقليمية والريبة حيالها واحتجاز الرئيس في ظروف تتدهور بصورة مقلقة".

كما جدد وزير الخارجية الأمريكي، "أنتوني بلينكن"، الإعراب عن قلقه على صحة الرئيس محمد بازوم الذي تحدث معه عبر الهاتف نحو عشر مرات منذ انقلاب 26 يوليو.

وقال "لدينا قلق عميق عليه، على أسرته، على أمنه ورفاهيته"، مضيفا "أوضحنا للقادة العسكريين أننا سنحملهم المسؤولية عن سلامته".

وأكد رئيس الوزراء النيجري أحمدو محمدو مؤخرا أن محمد بازوم لا يزال محتجزا مع زوجته وابنه بدون كهرباء أو مياه جارية.

فوائد روسيا من الانقلاب

شهدت دول في غرب إفريقيا موجة انقلابات منذ 2020، اثنان في بوركينا فاسو ومالي، وواحد في تشاد، وآخر في غينيا، والآن النيجر. ويقول أوفيغوي إيجيجو، الخبير في الشؤون الإفريقية، إن هناك افتراضاً بتحرك روسي في إفريقيا، كما يوجد تضليل إعلامي روسي، لكن هناك مشاعر معادية للاستعمار منتشرة مسبقاً في المنطقة.

وقبل الانقلاب، قوّت النيجر علاقاتها مع روسيا، إذ وقعا عام 2017 اتفاق تعاون عسكري ومن ذلك خطة لمواجهة الإرهاب، لكن هذه الشراكة لم تتطور حسب إيجيجو.

في المقابل، يمنح الانقلاب روسيا فرصة لتوسيع مصالحها في منطقة الساحل وحشد التأييد في الجمعية العامة للأمم المتحدة من دول جديدة، حتى تكسر حالة من شبه الإجماع العالمي على إدانة غزوها لأوكرانيا، وحتى تضيف النيجر إلى قائمة من الدول الإفريقية التي لا تصوت على قرار الإدانة.

كما يتيح الانقلاب توسيع صادرات السلاح الروسي إلى النيجر، ما يتيح لقادة الانقلاب تقوية مكانتهم، يقول إيجيجو. لكن ما سيدفعه النيجر، أحد أفقر بلدان إفريقيا، سيكون باهظاً، وقد يصل لحد استغلال الثروات الطبيعية في البلد لأجل أداء فواتير السلاح الروسي.