رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مصدق العلي يكتب: الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة؟

نشر
الأمصار

في عالم هوليوود النابض بالحياة، بدأ اضراب وكان صدمة قوية تهز ليس فقط صناعة الأفلام الأمريكية بل تلقي ظلالها أيضًا على عالم الترفيه العالمي. هذا الاضراب البسيط على ما يبدو، يا عزيزي القارئ، يحمل أهمية بارزة حيث يعتبر واحدًا من أهم الإضرابات في تاريخ الإنسانية في القرن الحادي والعشرين. نشأ الإضراب كرد فعل على الاقتراح الجريء الذي قدمه أعمدة هذه الصناعة، حيث تم البدأ بأجبار الفنانين الكومبارس على إجراء مسح شامل لوجوههم وأجسادهم. وبناءً على ذلك، ستصبح هذه الفحوصات ملكاً حصريًا للشركات، حيث ستسيخدمها الذكاء الاصطناعي لإدماج الممثلين في أي إنتاج بلا حاجة لوجودهم الفعلي. مع تطور هذه الخطة المثيرة للجدل، كشفت المخاوف الإضافية المتعلقة بالأجور وتقدم الذكاء الاصطناعي، وواجه الآلاف الواقع الصعب الذي سيسقطهم في دوامة البطالة، حيث سيتم التخلي عن مسيراتهم المهنية لصالح للذكاء الاصطناعي.
بشكل مشابه للقلق الحالي المحيط بتقدم الذكاء الاصطناعي في صناعة الترفيه، اجتاحت موجة مماثلة من القلق المجتمع في أوائل القرن التاسع عشر. حيث أثارت ظهور الآلات والاتممة مخاوف من انتشار البطالة الشاملة وفقدان سبل العيش. ومع مرور الزمن، أصبح من الواضح أن استخدام الآلات بحكمة أدى إلى تقدم غير مسبوق في الصناعة والزراعة,  مما ادى الى تحسين نوعية الحياة للملايين.
بدأ عصر الاتممة ، وبدأت تنتج السلع بوتيرة لا يمكن تصورها في القرون السابقة وتم تكليف المهام الشاقة للآلات، مما أتاح للبشر المشاركة في مجالات أكثر تحفيزًا وإبداعًا عقليًا. ثورة الصناعة دفعت المجتمع قدمًا، ممهدة الطريق لعصر من التقدم والرخاء.
لكن التساؤل الذي يطرح نفسه، هل يسلك عصر الذكاء الاصطناعي نفس المسار؟ بينما يجادل البعض في أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على احداث ثورة في الصناعات وتعزيز رفاهية وابداع الإنسان، يعبر البعض الآخر عن تخوفهم من الآثار الاجتماعية والحياتية. هل سيكون الذكاء الاصطناعي قوة لتمكين وتحرير الإنسان من قيود الكلاسيكية والرتابة، أم سيكون اداة بيد اصحاب الامبراطوريات الصناعية لتعزيز ارباحهم على حساب تشريد وتسريح العمالة بنطاق غير مسبوق؟
مع تطور الإضراب في هوليوود، والذي يتصدى لمخاوف مماثلة للميكنة التلقائية التشغيل في القرن الماضي، فإنه يجبرنا على مواجهة هذا الخيار الصعب. لا شك ان تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الترفيه، وبالفعل على المجتمع ككل، تنذر غيوم مخاوفة بدمار غير مؤكد علميا وعمليا. لكن, سيكشف الوقت فقط ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيتبع مسار الآلات، برفع مستوى حياتنا وخلق فرص عمل مريحة و جديدة، أم سيفرض آثارًا غير متوقعة تعيد تشكيل الحياة بشكل كامل. كما ينذر المتشائمون!