رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. تحسين الشيخلي يكتب: كيف يتعامل الغرب مع الجنس

نشر
الأمصار

بغض النظر عن قناعاتناأو  موافقتنا من عدمها لمفاهيم الجنس و ممارسته في الغرب، لكن لا بأس أن نطلع على أسلوب تفكيرهم و سلوكياتهم وإجرائاتهم في هذا الموضوع.

المجتمعات الغربية تؤمن أن  موضوع الجنس يتعلق بالاساس بمفهوم الحرية و الارادة ضمن أطار ما يسمى "السلوك الجنسي المسئول" .

المجتمعات الغربية ليست غابة مباح فيها الفعل الجنسي أشباعا للغرائز فقد وصل الأوربيون إلى قناعة بان الجنس حاجة طبيعية وفعل يحتاجه الإنسان من الجنسين كما يحتاج إلى الأكل والشرب وان الامتناع عنه يسبب كثير من الإمراض العضوية والنفسية والاجتماعية وان الإنسان بحصوله عليه يستطيع أن ينصرف للقيام بمهماته الحياتية والاجتماعية دون أن يكون محكوما بتلك الرغبة الغير مشبعة فيصبح مسكونا بها وعند ذلك تعطله عن أداء واجباته تجاه مجتمعه , ولم تعد الأعضاء التناسلية مقياس شرف الإنسان بل أمانته وصدقه ونزاهته وإخلاصه وكل ما هناك من قيم أخلاقية , هذه هي الفلسفة التي توصل إليها الغربيون في هذا الموضوع.

إن وصول الغرب إلى هذه الدرجة من التحرر الجنسي يعود إلى قناعاته وقبوله بآراء باحثين وأخصائيين أكدوا دائما بان الاعتراف بحق ممارسة الجنس يكون أكثر نفعا للمجتمع إذا مورس تحت مفهوم واضح غير مخفي ونتائجه السلبية اقل من ممارسته بشكل سري.واستطاع المجتمع االبريطاني على سبيل المثال من وضع ضوابط عديدة بين ما يتنافى مع الأخلاق والاستغلال والانحلال من جهة وبين الحريات الجنسية بالمعنى الشخصي لتصرفات وميول الانسان الطبيعية.

وأضخم قانون ضمن القوانين الجنائية هو قانون التحرش الجنسي لعام 2013 في بريطانيا . فهو يدين اي صيغة من صيغ التحرش ابتداءا بالكلمة الخادشة للحياء و انتهاءا بالاغتصاب و بعقوبات تصل للسجن مدى الحياة !!!

فالجنس في بريطانيا مرتبط بالارادة أي القبول ، و بدون القبول يعتبر فعل غاصب يقع تحت طائلة القانون.

إن  الحرية المقننة هي حرية مسؤولة حيث تتطلب العلاقة بين الرجال والنساء في مسألتي العلاقة الجنسية والإنجاب احتراما متبادلا ورغبة في قبول المسئولية عن نتائج السلوك الجنسي.