رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

من الشعور بالخزي إلى الرغبة بالانتحار...

البي بي سي تنشر شهادات مروعة لنساء دارفور تعرضن لانتهاكات الدعم السريع

نشر
الأمصار

ارتكبت قوات الدعم السريع، انتهاكات مروعة ضد النساء في إقليم دارفور بالسودان، بعد مرور أكثر من مائة يوما على الحرب التي اندلعت منتصف إبريل الماضي بين الجيش السوداني والدعم السريع، وتسببت في نزوح ولجوء أكثر من ثلاثة ملايين شخص داخل السودان وإلى دول الجوار.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اليوم الإثنين تقريرا حول جرائم الاغتصاب الجماعي التي ارتكبتها عناصر الدعم السريع ضد النساء في دارفور، وتقول إمرأة تدعى "كلثوم" أنها تعرضت للاغتصاب من أربعة مسلحين في الدعم السريع.

وأضافت "كلثوم" التي غيرت إسمها، خلال حديثها لـ"بي بي سي": "لقد كانوا همجيين للغاية، وتناوبوا على اغتصابي تحت الشجرة حيث ذهبت لجمع الحطب لإشعال النار للتدفئة".

وأوضحت كلثوم، أنها في الأربعينيات من عمرها، وتنتمي لمجتمع المساليت الأفريقي في غرب دارفو، بينما كان مغتصبوها عربا من قوات الدعم السريع، وطلب مغتصبيها مغادرة المدينة لأنها "ملك للعرب"، مما أثار مخاوف العديد من الأفارقة السود من أن قوات الدعم السريع - إلى جانب الميليشيات المتحالفة المعروفة باسم الجنجويد - تريد تحويل المنطقة المختلطة عرقيا إلى منطقة عربية-.

وقالت كلثوم "لن أنسى أبدا ما حدث لي، ستتبعني علامة الخزي إلى الأبد، تماما مثل ظلي".

واتُهم مقاتلي قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع في الخرطوم، أكبر ولايات السودان من حيث عدد السكان ، موطن العاصمة.

وفي شهادة أخرى عن انتهاكات الدعم السريع، قالت ابتسام  البالغة من العمر 24 سنة، إنها كانت في طريقها لزيارة عمتها عندما أوقفها ثلاثة من جنود الدعم السريع، وأضافت: "سحبوا أسلحتهم نحوي وسألوني إلى أين أنا ذاهب، وعندما أخبرتهم أنني ذاهب إلى منزل عمتي، اتهموني بالانتماء إلى المخابرات العسكرية، وأجبروني على مرافقتهم في سيارتهم واقتادوني إلى منزل قريب.

وأوضحت "ابتسام"، رأيت رجلاً آخر داخل المنزل، وهو يرتدي ملابسه الداخلية، حاولت الهرب لكن أحد الجنود ضربني بشدة، فسقطت على الأرض وهددوني بقتلي إذا تحركت أو صرخت مرة أخرى.

وقالت: "تناوب الثلاثة على اغتصابي أكثر من مرة، ثم قادوني مرة أخرى إلى سيارتهم وألقوني على جانب الطريق عند غروب الشمس".

وتابعت "أردت أن أنتحر لكنني تماسكت وعدت إلى المنزل ولم أخبر أحداً بما حدث".

قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في السودان في أوائل يوليو إنه تلقى تقارير عن 21 حادثة عنف جنسي ضد ما لا يقل عن 57 امرأة وفتاة.

وأشار منسق حقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك إلى أن "قوات الدعم السريع تم تحديدها على أنها الجاني" في جميع الحالات التي تم إبلاغ مكتبه بها تقريبًا.

وتعتقد كل من الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان المحلية أن هذه الأرقام ليست سوى جزء بسيط من الحجم الحقيقي للجريمة.

وقالت الناشطة السودانية في مجال حقوق الإنسان، أحلام ناصر، إنه ليس لديها شك في أن الاغتصاب يستخدم "بشكل منهجي" كسلاح في الحرب لإرهاب الناس.

وأضافت: "الاغتصاب استخدم في دارفور في الماضي ويستخدم في الحرب الحالية في الخرطوم، ولا سيما من قبل قوات الدعم السريع"، كاشفة عن أنه في بعض الحالات، تعرضت الأمهات للاغتصاب أمام أطفالهن".