رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

جيش السودان يشتبك مع قوات الدعم السريع مجددا

نشر
الأمصار

قال سكان إن اشتباكات عنيفة دارت بين جيش السودان وقوات «الدعم السريع» يوم الأحد في محيط مقر سلاح المهندسين وأحياء وسط أمدرمان.

وذكر شهود عيان لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، أن الجيش قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع وتمركزات لـ«الدعم السريع» بشمال مدينة بحري وجنوب أمدرمان، كما قصف الطيران الحربي مواقع لـ«الدعم السريع» شمال وشرق بحري.

وقالت سامية أبو عبيدة، التي تسكن مدينة أمدرمان، لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن الاشتباكات مستمرة بين الطرفين في المنطقة منذ أيام عدة.

وأضافت: «تحاول قوات (الدعم السريع) السيطرة على سلاح المهندسين، بينما يضرب الجيش المنطقة بالمدفعية الثقيلة والطيران.

في كل يوم يموت سكان بالمنطقة أو يتعرضون لإصابات، إما بالرصاص الطائش وإما بالمقذوفات التي تتساقط علينا بصورة عشوائية».

وقال سكان في محلية كرري بشمال أمدرمان الواقعة تحت سيطرة الجيش، إن قوات «الدعم السريع» استمرت في استهداف المنطقة بقذائف «الهاون»؛ ما أدى إلى سقوط مقذوفات على عدد من الأحياء القريبة من قاعدة «وادي سيدنا» التي ينطلق منها الطيران الحربي. وذكر الدرديري يوسف، أحد سكان المنطقة، أن ثلاث قذائف سقطت على منطقته وتسببت في أضرار طفيفة بالمباني، لكنها لم تسفر عن خسائر في الأرواح.

وأشار يوسف إلى أن الخوف يتملك سكان المنطقة بسبب استمرار تساقط المقذوفات وسط الأحياء المأهولة بالسكان لليوم الرابع على التوالي.

ومنذ اندلاع الصراع في منتصف أبريل (نيسان)، يستمر القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، حيث تشهد العاصمة معارك يومية على نحو ينذر بحرب أهلية طويلة الأمد، خصوصاً مع اندلاع صراع آخر بدوافع عرقية في إقليم دارفور بغرب البلاد.

الحركات المسلحة

وفي الوقت الذي التزمت فيه حركات دارفور المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا في 2020، جانب الحياد إلى حد بعيد في الصراع المسلح بين الجيش وقوات «الدعم السريع»، أعلن رئيس حركة «تحرير السودان» مصطفى تمبور يوم الأحد، أن قواته ستقاتل بجانب الجيش «حتى إنهاء التمرد، ولن تنتظر الترتيبات الأمنية؛ لأن الحصة وطن ولا مجال للحياد».

وأضاف في مقطع مصور عبر «فيسبوك»: «أعتقد أن هذا هو الموقف الصحيح والوطني ولا تنازل عنه بأية حال من الأحوال».

وتابع: «سنقاتل بجانب القوات المسلحة، وسندفع بكل عناصرنا في كل ولايات السودان سواء كانوا مدنيين أو عسكريين بمعسكرات القوات المسلحة حتى نستطيع جميعاً أن نخلص الشعب السوداني من الدعم السريع، وبالتالي يكون قد تبخر مخطط الدول الداعمة لها».

وتحاول قوات «الدعم السريع» السيطرة على الخرطوم، بينما يسعى الجيش إلى قطع طرق الإمداد عبر الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث أمدرمان وبحري والخرطوم، التي تشكل العاصمة الكبرى.

وعندما اندلع القتال بين الطرفين، في أعقاب خلافات حول خطط دمج قوات «الدعم السريع» في الجيش، كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً للانتقال إلى حكم مدني بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.

وتوصل الطرفان المتحاربان لعدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة من السعودية والولايات المتحدة، لكن المفاوضات التي جرت في جدة جرى تعليقها الشهر الماضي بعد أن تبادل الجيش و«الدعم السريع» الاتهامات بانتهاك الهدنة. وأعلن الجيش السوداني يوم الخميس أن وفده عاد من مدينة جدة إلى السودان للتشاور، مع الاستعداد لمواصلة المباحثات "«متى ما جرى استئنافها بعد تذليل المعوقات».