رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فشل الهجوم الأوكراني المضاد.. هل يعد فضيحة غربية جديدة

نشر
الأمصار

أثار فشل الهجوم الأوكراني المضاد الجدل خاصة بعد إعلان الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين عن حدوثه وهو ما لتفه المصادر الغربية.

التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حليفه المقرب رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، لأول مرة، منذ أن توسط لوكاشينكو في اتفاق أنهى تمرد حركة «فاغنر» في روسيا الشهر الماضي.

ونشر الجهاز الإعلامي التابع للوكاشنكو فيديو يظهر فيها الرئيسان يصلان إلى قصر كونستانتينوفسكي في سان بطرسبرغ لإجراء محادثات مقررة بينهما.

وقال بوتين خلال اللقاء إن الهجوم الأوكراني المضاد «باء بالفشل»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأفادت وكالة «تاس» أن لوكاشنكو خاطب بوتين عن الهجوم الأوكراني المضاد قائلاً: «لا يوجد هجوم مضاد»، ليردّ عليه بوتين: «ثمة هجوم، لكنه باء بالفشل».

لم يحقق "أي نتيجة"

يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان شدد أمس الجمعة على أن الهجوم الأوكراني المضاد الذي شنته كييف لصد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها لم يحقق "أي نتيجة" رغم الدعم المالي والعسكري الغربي.

وقال خلال اجتماع لمجلس الأمن الروسي بث التلفزيون وقائعه إنه "من الواضح حالياً أن الرعاة الغربيين لنظام كييف يعانون خيبة أمل جراء نتائج الهجوم المضاد المزعوم التي أثارت سلطات كييف الضجيج بشأنه خلال الأشهر الماضية".

كما أضاف أن "لا الموارد الهائلة التي تم ضخها في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد" أوكرانيا، مؤكداً أنها لم تحقق "أي نتيجة حتى الآن".

"خسائر هائلة"

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو في سان بطرسبرغ (الكرملين)

كذلك أردف عن الهجوم الأوكراني المضاد أن "العالم بأسره يرى المعدات الغربية التي أثيرت الدعاية بشأنها... وقيل إنها محصنة تحترق، وعلى المستوى التكتيكي والفني، هي حتى أقل شأناً من بعض الأسلحة السوفياتية الصنع".

فيما أشاد بالجيش الروسي الذي يقاتل بطريقة "احترافية" و"بطولية"، مؤكداً أن القوات الأوكرانية تكبدت "خسائر هائلة" وأن "قدرتها على التعبئة" تستنفد.

حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من الاستنتاجات المبكرة بشأن الهجوم المضاد للقوات الأوكرانية، متوقعاً حدوث تغييرات على الجبهة.

جاءت تصريحات بلينكن اليوم السبت خلال منتدى Aspen Security Forum في كولورادو.

وأوضح أنه يعتقد أن مشهد الهجوم المضاد سيتغير مع المعدات التي قُدمت لكييف وانتشار كل القوات الأوكرانية التي تم تدريبها في الأشهر الماضية.

فيما لفت إلى أن الولايات المتحدة "قالت منذ البداية إن الأمر سيكون صعباً".

إلا أنه أردف: "قال الكثير من الناس إن الروس أعدوا خطوط دفاع جادة ومحصنة. غير أن الأوكرانيين يخترقونها الآن".

أبطأ مما كانوا يأملون

يشار إلى أن أوكرانيا أطلقت اعتباراً من مطلع يونيو الفائت، هجوماً مضاداً يهدف إلى استعادة مناطق تسيطر عليها روسيا في شرق البلاد وجنوبها.

إلا أن المسؤولين الأوكرانيين أقروا بأن هذا الهجوم يمضي بإيقاع أبطأ مما كانوا يأملون، وأن قواتهم تمكنت إلى الآن من استعادة مساحة تقدّر بمئتي كلم مربعة.

الأوضاع الميدانية في أوكرانيا تزداد تعقيدا.. وعوامل عديدة تزيد من هذا الواقع .. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال اليوم إن بلاده تقترب من لحظة تكثيف العمليات الهجومية المضادة.

أمر قد تؤكده الهجمات التي حدثت في الداخل الروسي باستخدام القنابل العنقودية في كلا من بيلغورود وزابوريجيا وهو أمر سيثير حفيظة موسكو بالتأكيد.

وعلى الرغم من هذه التصريحات والتطورات جاء تقرير لصحيفة تيلغراف ليرسم صورة قاتمة للهجوم الأوكراني المضاد ويؤكد أنه يسير بشكل بطيء جدا، بل وذهب التقرير لأبعد من ذلك ليؤكد أن تزويد كييف بطائرات "إف 16" المرتقب لن يسرع من وتيرة الهجوم وذلك بسبب التحصينات الروسية المنيعة على معظم خطوط الجبهات.

مساعد وزير الدفاع الأوكراني السابق أوليكسي ميلنيك قال: من المبكر جدا أن نتوصل لهذه الاستنتاجات، الانتصار لن يكون سريعا، فالعدو قوي جدا، تنقصنا القوة الجوية، لذلك سنشهد معارك ضارية، لكننا سننتصر.

المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية إيلينا سوبونينا قالت: من المستحيل على أوكرانيا اختراق الآن التحصينات الروسية، فكييف هجومها المضاد بطيء جدا، ولم ينجح حتى الآن، والقنابل العنقودية، لن تغير موازين القوى على الأرض، فهي تؤثر على المدنيين، ولكنها لا تؤثر على مراكز الدفاع الروسية، 

ومن واشنطن، قال مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق، الجنرال مارك كيميت:ما أنتقده من جانب السياسيين، هو تحدثهم عن إنجاز الأمور بسرعة، لكن المحنكون يعلمون أن اختراق التحصينات يستغرق أشهر طويلة.

وقال الرئيس زيلينسكي أن الهجوم المضاد بدأ والاختراق سيكون غدا، الأمر ليس بهذا السرعة، ولكن اختراق العراقيل الروسية ليس أمرا مستحيلا، لذا فأن الاختراقي الأوكراني قادم برأيي، لكنه سيستغرق وقتا طويلا.