رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أسرار امتداد اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لدارفور والأبيض

نشر
الأمصار

شهدت اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة الأبيض الاستراتيجية الواقعة على بُعد 350 كيلومترا جنوب العاصمة السودانية،  قصفا صاروخيا ومدفعيا، بحسب ما أكد سكان لوكالة فرانس برس.

وقال أحد سكان الأبيّض عن  اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إن “قصفا مدفعيا يستهدف قواعد لقوات الدعم السريع” في المدينة. وقال آخر إن “سلاح الجو يقصف قوات الدعم السريع التي ترد بنيران مضادات الطائرات”.

وفي جنوب الخرطوم في  اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، أفاد سكان بوقوع ثلاث غارات جوية في الصباح الباكر، وقال أحد هؤلاء السكان إن “الانفجارات مرعبة”.

والأربعاء، اتهم الجيش، قوات الدعم السريع بقصف حي سكني في العاصمة بطائرة مسيرة في  اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل “14 مدنيا وجرح 15” آخرين.

وأكد سكان للوكالة أنهم أحصوا مقتل 13 مدنيا في  اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

ومنذ اندلاعها في 15 أبريل الماضي، أسفرت الحرب بين قائد الجيش، عبدالفتاح البرهان، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل وتهجير أكثر من ثلاثة ملايين شخص.

وظهر البرهان، الثلاثاء، في مقطع فيديو نادر، بعد وقت قصير من تسجيل صوتي لمنافسه دقلو.

وفي هذا المقطع القصير (مدته أقل من دقيقة)، حيّا البرهان قواته من غرفة في مقر الجيش، وقد حمل مسدسا وتدلى رشّاش على كتفه، خلال اشتباكات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

وما زال مقر القيادة العامة للجيش في وسط الخرطوم يشهد اشتباكات، ولم يؤكد أي من الطرفين سيطرته الكاملة عليه بعد.

وشوهد دقلو لبضع ثوان فقط في مقطع فيديو صوره أحد أفراد قواته في بداية النزاع. ومنذ ذلك الحين، ينشر “حميدتي” تسجيلات صوتية فقط.

ومساء الاثنين، تحدث دقلو بشكل خاص عن دارفور، الإقليم الواقع في غرب البلاد والذي دمرته حرب أهلية دامية في العقد الأول من القرن الحالي، والذي يشهد في الحرب الراهنة فظائع جديدة.

وأكدت تقارير عديدة من منظمات إغاثة وأخرى أممية وقوع فظاعات في دارفور، بما فيها عنف جنسي، ما دفع بالمحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة.

ودعا المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، إلى عدم السماح لـ”التاريخ بأن يُعيد نفسه”.

وتعتبر الأبيض مدينة تقع في وسط ولاية شمال كردفان في السودان يبلغ متوسط ارتفاعها 650 متر أو حوالي 2133 قدماً فوق سطح البحر وتبعد حوالي 588 كيلو متر، ما يعادل 365 ميل جنوب غرب الخرطوم العاصمة، وهي واحدة من أكبر مدن السودان وتشتهر بأكبر سوق للمحاصيل النقدية في السودان، وبها أكبر بورصة للصمغ العربي في العالم، ولها مكانة تاريخية في الثورة المهدية حيث تم تحريرها من الحكم التركي على يد جيوش المهدية.

 وتعد الأبيّض ملتقى طرق مهمة، ومركز تجاري وزراعي بارز، كما يمر عبرها خط أنابيب النفط الممتد من الجنوب نحو الشرق إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر. وقد اتخذتها بعثة الأمم المتحدة في السودان مقراً لقاعدتها اللوجستية. وتعرف الأبيض بلقب عروس الرمال.

تحتل الأبيض موقعاً استراتيجياً في وسط السودان بين أقاليمه الجغرافية والمناخية والاقتصادية المختلفة: بين المنطقة الصحراوية وشبه الصحراوية ومنطقة السافانا الجافة والرطبة، وبين المناطق المدارية الجافة والمناطق المطيرة، وبين غرب السودان وشرقه وجنوبه.