رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الذكرى الـ71 لاسترداد كرامة المواطن المصري.. ثورة 23 يوليو المجيدة

نشر
الأمصار

يحل هذا العام الذكرى 71 لثورة يوليو المجيدة، التي أنهت حكم الملكية وأسرة محمد علي باشا، حيث تنازل الملك عن العرش لولي عهده الأمير أحمد فؤاد ومغادرة البلاد في 26 يوليو 1952، وشكل مجلس وصاية على العرش لكن إدارة الأمور كانت في يد مجلس قيادة الثورة المشكل من 13 ضابطًا برئاسة محمد نجيب.

وتحل ذكرى الثورة التي لم تركع أمام تهديد الولايات المتحدة الأمريكية بعدم إمدادها بالسلاح وسحب عرضها في بناء السد العالي، الثورة التي تبنت القومية العربية وسعت إلى مساندة الشعوب العربية المحتلة للتخلص من الاستعمار .

قائد الثورة

محمد نجيب، كان قائد الثورة والواقع أنه تم اختياره من قبل الضباط الأحرار كواجهة للثورة لما يتمتع به من سمعة حسنة داخل الجيش وكان اللواء الوحيد في التنظيم وكان سبب انضمام الكثير من ضباط الجيش للضباط الأحرار وكان أحد أهم عوامل نجاح الثورة .


مكاسب ثورة يوليو

واستطاعت ثورة 23 يوليو تحقيق مكاسب عديدة وكانت من ضمنها، تسترد كرامة المواطن المصري المستباحة من قِبَل الطبقات الإرستقراطية، واستعادة الوطن المسلوب لصالح حفنة من المنتفعين، وذلك بما حققته من عدالة اجتماعية بين فئات الشعب المصري كافة، من خلال ترجيح كفة البسطاء والمهمشين، وانحيازها الواضح والملحوظ للفقراء والفلاحين، بالعمل على تحسين أوضاعهم، وتعزيز شأنهم، فانتصرت للعمال الكادحين من الشعب على حساب السادة والأعيان الذين يعيثون في البلاد فسادًا.

وعلى الصعيد العالمي، جاءت نتائج تلك الثورة في سرعة البرق، بما حققته من استقلالية للقرار الوطني، برفضها الهيمنة الخارجية، والقضاء على التبعية، ودحر الاحتلال كاملًا، واستطاعت أن تبلور الشعور القومي في نفوس المصريين، لتساند مصر كل القضايا العربية والإفريقية عامة، فتتبوأ مرتبة الريادة في المنطقة عمومًا.

وعلى الصعيد المحلي أقرت الثورة العدالة الاجتماعية، بما اتخذته من خطوات سريعة لتحقيقها، بالإصلاح الزراعي الذي يحول الفلاح من مجرد دابة تعمل بالسخرة في أراضي الأعيان إلى مالك للأرض، تحت شعار الأرض لمن يزرعها، فضلًا عن تأميم القناة، وبناء السد العالي ومواكبة الحركة الصناعية بإنشاء المصانع والنهوض بالزراعة، وذلك نشدانًا للاكتفاء الذاتي من خلال القضاء على سيطرة رأس المال على الحكم، وإقامة جيش وطني قوي يستطيع التصدي لأي تهديدات خارجية، والقضاء على الإقطاع.

وشعر المواطن المصري بما أضفته الثورة مكاسب لمسها المصريون على أرض الواقع، بعد أن تحرروا من الفقر والاستعباد، ومن قيود الجهل والاستغلال والتبعية، التي سيطرت على العامة لعقود طوال. فعقدوا العزم على استكمال مسيرة الحراك الثوري لتتناقل تلك الثورة إلى قطاعات الدولة كافة

وقامت الثورة بعد سبع سنوات من انتهاء الحرب العالمية الثانية، ساعدها عدد من توازنات حقبة الحرب الباردة والنظام الدولي الثنائي القطبية.

خطوات خَطَّت تاريخ وطن:

اقتصاديًا

أمَّمت الثورة أصول الوطن الاستراتيجيَّة؛ فكان تأميم قناة السويس في 26 يوليو عام 56 ، ردًا على قرار المؤامرة الدولية برفض تمويل مشروع السد العالي .

اجتماعيًا

أعلنت إلغاء الملكيَّة، وإقامة أول جمهورية في التاريخ المصري، تولى اللواء محمد نجيب رئاستها.

وسرعان ما استهلَّت الثورة نهضتها (الحقيقيَّ) الشامِلة، باتخاذ مجموعة من الخطوات، بالقضاء على الإقطاع، وإعادة توزيع الأراضي على الفلاحين، عن طريق إصدار قوانين الإصلاح الزراعي، وتمليك الأراضي للفلاحين؛ إلى جانب العديد من الإجراءات الاقتصادية النهضويَّة الناجِحة.

سياسيا قوانين الإصلاح الزراعي، وتمليك الأراضي للفلاحين؛ إلى جانب العديد من الإجراءات الاقتصادية النهضويَّة الناجِحة.

سياسيًا

وقَّعت الثورة اتفاقيَّة الجلاء، في 20 أكتوبر من العام 1954؛ بعد 74 عاما من الاحتلال.

ولقد أرست قواعد تحقيق حياة ديمقراطية؛ ففي العام 56 صدر الدستور الذي نص على إقامة تنظيم جديد ، كان الاتحاد القومي، الذى استمر لست سنوات ، وحلَ محلّهُ الاتحاد الاشتراكي، الذي أُعيدَ تشكيلهُ ثلاث مرات.

وبعد نكسة 67 صدر بيان 30 مارس عام 68 ، الذي نصَّ على “تحويل مصر إلى مجتمع مفتوح وقبول الرأي والرأي الآخر”.
أما على الصعيد الدولي؛ فقد أتاحت الثورة لمصر قيادة معارك عديدة ضد الاستعمار ، وقادت بتحربتها نماذجًا كثيرة للحركات الثوريَّة على مستوى العالم.

كما واكب قيام الثورة إنشاء العديد من المنظمات الدوليَّة ، كان أهمها الأمم المتحدة.

لعبت الثورة دورًا جدير بالاحترام، فوق خرائط التحالفات العالميَّة، والتي وقعت اللعبة زمنها فوق ساحات الصراع بين القطبين العالميين، الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد السوفييتي.
كما قادت العديد من الحركات التحرُّرية، والاستقلاليَّة، لشعوبِ العالم الثالث.

عسكريًا

جاء بناء جيش وطني قوى، في مقدِّمة الخطوات الاستراتيجيَّة للثورة؛ فبدأت جهود قادة الثورة بمحاولة إحياء اتفاق 1950 بين الحكومتين المصرية والبريطانية، الخاصة ببيع الأسلحة الثقيلة؛ وعندما رفضت بريطانيا، ردَّت مصر بعقد صفقة الأسلحة مع تشيكوسلوفكيا، في العام 1955 ، ثم نوَّعت مصادر الأسلحة بعد ذلك من الاتحاد السوفييتي، والصين، ومعظم دول أوروبا الشرقية بعدها كانت سنوات ما بعد هزيمة 67 ، والتي شهدت عمليات إعادة بناء للقوات المسلحة المصريَّة، ولاشك أن حرب أكتوبر 73 – والتي أسَّس لاستراتيجيتها الهجومية، والعسكريَّة، الرئيس الراحل جمال عبد الناصر – حيث فتحت الباب لمرحلة تطوير جديدة في القوات المسلحة