رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الخميس المقبل.. انطلاق أكبر نسخة من مونديال السيدات

نشر
الأمصار

ينتظر عشاق الساحرة المستديرة انطلاق منافسات بطولة كأس العالم للسيدات لكرة القدم في وقت شهدت فيه كرة القدم النسائية تطورًا هائلًا، التي من المقرر انطلاقها في العشرين من يوليو الجاري.

وتعتبر هذه النسخة هي التاسعة من كأس العالم للسيدات التي سوف تستضيفها أستراليا ونيوزيلندا وتعتبر النسخة الأولى التي سوف يشارك فيها 32 منتخباً بدلاً من 24.

النسخة الماضية استضافتها فرنسا وتوج بها منتخب الولايات المتحدة للمرة الرابعة وللمرة الثانية على التوالي، وتعتبر سيدات الولايات المتحدة الأكثر تتويجاً بأربعة ألقاب.

وتنطلق فعاليات هذه النسخة يوم الخميس المقبل، بتنظيم مشترك بين  أستراليا  ونيوزيلندا، ويشارك فيها 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة، وبزيادة تبلغ 20 منتخبا عن حجم النسخة الأولى التي استضافتها الصين في 1991 بمشاركة 12 منتخبا فقط. ومن بين المنتخبات الـ32 المشاركة في النسخة المرتقبة.

وتخوض ثماني منتخبات فعاليات المونديال للمرة الأولى؛ وهي منتخبات أيرلندا وفيتنام وزامبيا وهايتي والمغرب وبنما والفلبين والبرتغال. 

ويأمل منظمو البطولة في أن يبلغ  حجم المشاهدة لفعاليات هذه النسخة رقما قياسيا جديدا  يصل لملياري مشاهد حول العالم. 

وارتفع التمويل الإجمالي القائم على أداء النهائيات إلى 110 ملايين دولار (84.2 مليون جنيه إسترليني)، بشكل هائل، حيث وصل لأكثر من ثلاثة أضعاف ما كان معروضًا في نسخة 2019 في فرنسا، وتحصل اللاعبات على أكثر من 44  بالمائة من ذلك المبلغ.

كذلك، وللمرة الأولى، سيقدم الفيفا مكافآت مباشرة للاعبات نظير مشاركتهن في البطولة، ويتزايد حجم المكافأة طبقا للمرحلة التي سيصل إليها كل منتخب في الأدوار المختلفة بالبطولة.

وتتراوح هذه المكافآت بين 30 ألف دولار للاعبة، التي سيخرج فريقها من دور المجموعات إلى 270 ألف دولار للاعبة التي سيتوج فريقها بلقب البطولة. ويمثل هذا مبلغا جيدا في وقت، يبلغ فيه متوسط راتب لاعبة كرة القدم عالميا 14 ألف دولار، طبقا لأحدث تقرير بهذا الشأن من قبل الفيفا.

واستضافت الصين البطولة الأولى عام 1991 بمشاركة 12 منتخبا من مختلف القارات.

وشهدت البطولة الأولى هيمنة واضحة للمنتخب الأمريكي الذي برهن منذ البداية على أحقيته في إحراز اللقب من خلال خط هجومه القوي والمتميز بقيادة ميشيل آكرز وكارين جينينجز وأبريل هينريتشز.

وسجلت اللاعبات الثلاثة 20 من 25 هدفا أحرزها المنتخب الأمريكي في هذه البطولة ليتوج بلقب البطولة بعد التغلب على نظيره النرويجي 2 / 1 في المباراة النهائية التي كانت ختاما رائعا للبطولة الأولى.

وكان للمهاجمة آكرز دور كبير في حسم اللقب للمنتخب الأمريكي حيث سجلت عشرة أهداف في هذه البطولة منها هدفي المباراة النهائية التي حضرها 65 ألف مشجع في المدرجات.

واستضافت السويد البطولة الثانية عام 1995 بمشاركة 12 منتخبا أيضا. ورغم الاستضافة الرائعة والتنظيم الناجح للبطولة، لم تكن بداية مسيرة أصحاب الأرض في هذه البطولة بالمستوى المطلوب حيث سقط المنتخب السويدي في فخ الهزيمة المفاجئة صفر / 1 أمام نظيره البرازيلي.

وحسم المنتخب النرويجي اللقب لصالحه بالتغلب 2 / صفر على المنتخب الألماني في نهائي أوروبي خالص.

وحجز المنتخب الأمريكي بالفعل مكانه في أولمبياد 1996 قبل هذه البطولة لكونه ممثل الدولة المضيفة فيما تأهلت منتخبات النرويج وألمانيا والصين والسويد والدنمارك والبرازيل واليابان إلى الأولمبياد عبر مونديال 1995.

وفي عام 1999، شهدت بطولات كأس العالم للسيدات نقطة تحول كبيرة بارتفاع عدد المنتخبات المشاركة إلى 16 منتخبا في البطولة الثالثة التي استضافتها الولايات المتحدة على ملاعب ضخمة للمرة الأولى في تاريخ البطولة.

وساهم ذلك في ارتفاع معدلات الحضور الجماهيري في المدرجات وكذلك المشاهدة التلفزيونية وزيادة الاهتمام بالتغطية الإعلامية للمباريات.

وتشير الإحصائيات إلى أن عدد المشجعين الذين حضروا في المدرجات على مدار 32 مباراة شهدتها البطولة بلغ أكثر من مليون و194 ألف مشجع بخلاف 2500 إعلامي شاركوا في تغطية أحداث البطولة.

كما حققت المشاهدة التلفزيونية رقما قياسيا جديدا بعدما بلغ عدد المشاهدين لفعاليات المباراة النهائية داخل الولايات المتحدة أكثر من 40 مليون مشاهد حيث تغلب المنتخب الأمريكي في النهائي على نظيره الصيني بضربات الترجيح 5 / 4 بعد انتهاء المباراة بالتعادل السلبي.

وفي المدرجات، احتشد أكثر من 90 ألف مشجع يتقدمهم الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون لمشاهدة المباراة النهائية حيث غمرت السعادة المدرجات مع انتهاء ضربات الترجيح بفوز المنتخب الأمريكي وتتويجه باللقب العالمي الثاني.

وبعيدا عن الأداء الراقي لأصحاب الأرض، كانت أفضل مباريات البطولة بين منتخبي البرازيل ونيجيريا في دور الثمانية حيث تقدم المنتخب البرازيلي بثلاثية نظيفة في الشوط الأول وتعادل المنتخب النيجيري بثلاثية في الشوط الثاني قبل أن يحقق المنتخب البرازيلي الفوز الصعب والثمين بالهدف الذهبي الذي أحرزته اللاعبة سيسي في الوقت الإضافي لتوقف مغامرة المنتخب النيجيري الذي أصبح أول فريق أفريقي يتجاوز الدور الأول في تاريخ البطولة.

وكان مقررا أن تستضيف الصين البطولة الرابعة في 2003 ولكن انتشار فيروس الالتهاب الرئوي الحاد اللانمطي (سارس) تسبب في نقل إقامة البطولة إلى الولايات المتحدة لتكون البطولة الثانية على التوالي التي تستضيفها الولايات المتحدة.

ورغم ذلك، لجأ الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) إلى تعويض الصين عن نقل البطولة من أرضها وذلك بمنح منتخبها الحق في المشاركة بالنهائيات مباشرة إضافة إلى منحها حق استضافة البطولة التالية عام 2007.

ولكن كلا من المنتخبين الأمريكي والصيني فشل في إحراز اللقب أو الوصول للمباراة النهائية حيث كان اللقب هذه المرة من نصيب المنتخب الألماني بقيادة نجمته المتألقة بريجيت برينز التي قادت الفريق للفوز على نظيره السويدي 2 / 1 في المباراة النهائية التي امتدت لوقت إضافي بعد تعادلهما 1 / 1 في الوقت الأصلي.

ولم يأت تتويج المنتخب الألماني بلقب البطولة من فراغ بل من خلال الإمكانيات العالية لخط هجومه الذي سجل 25 هدفا في ست مباريات خاضها في البطولة بمتوسط 2و4 هدفا في المباراة الواحدة.

ولم يختلف الحال كثيرا في البطولة الخامسة التي أقيمت بالصين عام 2007 حيث واصل المنتخب الألماني هيمنته وأحرز اللقب ليصبح أول فريق يتوج باللقب مرتين متتاليتين.

ورغم تألق البرازيلية مارتا التي فازت بلقب هدافة البطولة، كان المنتخب الألماني هو الأفضل هجوما ودفاعا في البطولة أيضا حيث سجل 18 هدفا في ست مباريات بمتوسط ثلاثة أهداف في المباراة الواحدة ولم تهتز شباكه على مدار المباريات الست في هذه البطولة التي شهدت 111 هدفا.

وشق المنتخبان الألماني والبرازيلي طريقهما بنجاح إلى المباراة النهائية التي حسمها الفريق الألماني لصالحه بهدفين نظيفين ليحافظ على لقبه فيما فاز المنتخب الأمريكي بالمركز الثالث اثر فوزه 4 / 1 على النرويج في مباراة تحديد المركز الثالث.

وحظي المنتخب الألماني في هذه البطولة بمساندة الجماهير إضافة إلى الخبرة الكبيرة للاعباته ولكن مسيرته في البطولة لم تكن سهلة على الإطلاق.

وعلى الرغم من احتلال كل منهما المركز الثاني في مجموعته بالدور الأول بعد انتصارين وهزيمة واحدة، شق المنتخبان الياباني والأمريكي طريقهما إلى النهائي الذي شهد إثارة بالغة حيث تقدم المنتخب الأمريكي مرتين وتعادل نظيره الياباني في المرتين لينتهي الوقتان الأصلي بالتعادل 1 / 1 والإضافي بالتعادل 2 / 2 قبل أن يحسم المنتخب الياباني اللقب لصالحه بالفوز 3 / 1 بركلات الترجيح.

وانضم المنتخب الياباني إلى السجل الذهبي للبطولة كما تفوقت نجمته هوماري ساوا على جميع لاعبات البطولة بمن فيهن الأمريكية آبي وامباك والألمانية برينز والبرازيلية مارتا وتوجت بلقبي الهدافة وأفضل لاعبة بعدما لعبت دورا بارزا في فوز الفريق باللقب سواء من خلال الأداء الراقي أو بأهدافها الخمسة في البطولة.

ونتيجة للخروج المبكر لأصحاب الأرض، تراجع مستوى الحضور الجماهيري في مدرجات البطولة ليصل إلى أقل من 850 ألف في 32 مباراة بمتوسط نحو 26 ألف مشجع للمباراة الواحدة.

وشهدت النسخة السابعة للبطولة، والتي استضافتها كندا في 2015، نقطة تحول جديدة في حجم بطولات كأس العالم للسيدات حيث ارتفع عدد المنتخبات فيها من 16 إلى 24 منتخبا.

وشهدت نفس النسخة أكبر عدد إجمالي من الأهداف لفريقين في مباراة واحدة حتى ذلك التاريخ، وهي المباراة التي فازت فيها سويسرا على الإكوادور 10 / 1 علما بأن هذا العدد الإجمالي من الأهداف حدث من قبل في مباراة ألمانيا والأرجنتين في نسخة 2007 ولكن كان من فريق واحد حيث فازت ألمانيا 11 / صفر.

وتحطم هذا الرقم في النسخة الثامنة، التي استضافتها فرنسا من السابع من يونيو إلى السابع من تموز/يوليو 2019 حيث شهدت البطولة فوز المنتخب الأمريكي على نظيره التايلاندي 13 / صفر في دور المجموعات.

وأقيمت هذه النسخة بمشاركة 24 منتخبا أيضا، ولم يجد المنتخب الأمريكي صعوبة كبيرة في الدفاع عن لقبه العالمي، حيث حقق ثلاثة انتصارات متتالية في مجموعته بالدور الأول، وهز شباك منافسيه 18 مرة في دور المجموعات، وحافظ على شباكه نظيفة.

وشهدت هذه النسخة سطوعا لعدد من اللاعبات من منتخبات مختلفة، ولكن الأمريكية ميجان رابينو كانت النجمة المتوجة لهذه النسخة حيث لعبت دورا بارزا في تتويج منتخب بلادها باللقب.

وفازت رابينو بجائزتي الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في هذه النسخة والحذاء الذهبي للهدافة علما بأنها تساوت مع مواطنتها أليكس مورجان والإنجليزية إيلين وايت في رصيد 6 أهداف لكل منهن، كما صنعت كل من رابينو ومورجان 3 أهداف لفريقها، ولكن رابينو حققت هذا في عدد أقل من الدقائق.

ويبرز المنتخب الأمريكي ضمن أبرز المرشحين للفوز باللقب في النسخة الجديدة بأستراليا ونيوزيلندا، كما يدخل المنتخب الإنجليزي المتوج باللقب الأوروبي في العام الماضي ضمن أقوى المرشحين للمنافس على اللقب في هذه النسخة التي تشهد مشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى.