رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

١٠ يوليو.. قصة يوم انتصار الموصل على شر داعش (تقرير)

نشر
الأمصار

بعد ستة أعوام على التحرير يستذكر الموصليون بالعراق في العاشر من يوليو من كل عام إعلان تحرير الموصل من سيطرة تنظيم داعش الأرهابي، وحصل الموصليون على حريتهم بعد معركة شرسة استمرت 10 أشهر، بعد انطلاقها في السابع عشر من شهر تشرين الأول عام 2016.

فبعد 3 سنوات على احتلال المدينة من داعش ذاق خلالها أهالي الموصل شتى أنواع العذاب والتضييق والاستهداف على يد عناصر التنظيم الارهابي، عادت الشمس لتشرق من جديد يوم العاشر من يوليو عام 2017.

 40 الف شهيد

وكانت تكلفة تحرير الموصل كبيرة جدا حيث دفع الموصليون فاتورتها باكثر من 40 الف شهيد وعشرات الاف المباني المدمرة فضلا عن تدمير البنى التحتية بشكل شبه كامل.

الرئيس العراقي: نستعيد باعتزاز الدور الكبير للمرجعية الدينية العليا بفتوى الجهاد الكفائي

واستذكر رئيس الجمهورية العراقية عبداللطيف جمال رشيد، اليوم الاثنين، ذكرى تحرير مدينة الموصل من عصابات الارهاب والجريمة الداعشية .

وقال رئيس الجمهورية في بيان :" نحتفل بالبطولة والابطال، بالشجعان الذين ضحوا بدمائهم من اجل تطهير الموصل العزيزة فصنعوا النصر وأعادوا الموصل مرفوعة الرأس، و نستذكر باعتزاز المآثر العظيمة التي سطرها الشهداء من ابناء قواتنا المسلحة بمختلف تشكيلاتها".

واضاف " نستعيد باعتزاز وتقدير الدور الكبير الذي اضطلعت به المرجعية الدينية العليا من خلال فتوى الجهاد الكفائي".

جهود الجيش العراقي لتحرير البلاد من "داعـش"

وأشار تقرير إلى أبرز تحركات الجيش العراقي في البلاد،  كان من أبرزها التالي:

أكتوبر 2016… أطلقت القوات العراقية عملية واسعة لطرد تنظيم داعش الإرهابي من الموصل.
نوفمبر 2016… أعلن الجيش العراقي بدء دخوله إلى الموصل.
ديسمبر 2016… المرحلة الثانية من الهجوم لاستعادة السيطرة علي القسم الشرقي من الموصل.
يناير 2017… تحرير الجانب الشرقي من الموصل.
فبراير 2017… انطلاق عملية استعادة غربي الموصل.
مارس 2017… استعادة مبني محافظة نينوي والمتحف.
يونيو 2017… الهجوم على آخر مواقع تنظيم داعش الإرهابية بالموصل.
10 يونيو 2017… القوات العراقية تعلن تحرير الموصل.

احتفالات شعبية باستعادة الموصل

شهدت العاصمة العراقية بغداد، 10 يوليو 2017 احتفالات شعبية باعلان استعادة الموصل ثاني أكبر مدن البلاد، من قبضة تنظيم الدولة الاسلامية أو ما يعرف بـ (داعش) بعد معركة استغرقت نحو تسعة أشهر.

وخرج آلاف العراقيين من مختلف الأعمار الى ساحة التحرير وسط بغداد وشوارع مناطق المنصور وبغداد الجديدة والبياع وساحاتها وهم يرفعون الأعلام العراقية ويرددون أغنيات وهتافات النصر ويتبادلون التهاني بالانتصار.

كما خرج مئات الشباب بسياراتهم التي تزينت بالأعلام العراقية والزهور وهم يطلقون ابواق السيارات فيما تصدح الاغاني الوطنية من سياراتهم.

بداية سيطرة تنظيم داعش الأرهابي

كان داعش قد بسط سيطرته على مدينة الموصل شمالي العراقي في العاشر من حزيران من عام 2014 واستمرت سيطرته على المدينة قرابة الثلاث سنوات.

وعمليات تحرير المدينة التي استغرقت 9 أشهر خلفت بعدها كمية خراب ودمار يفوق ما كان يتوقعه سكان المدينة، ترّكز هذا الدمار في جانب المدينة الأيمن وبالتحديد في المنطقة القديمة على الشريط الممتد على نهر دجلة في هذه المنطقة التي تعتبر قلب الموصل وتراثها القديم.

‏فلا تزال المنطقة القديمة والتي تعتبر قلب الموصل وأكثر مكان تاريخي وقديم (منها انطلقت وتوسعت الموصل) في المدينة تعاني من الدمار والخراب بشكل كبير رغم مرور خمس سنوات على تحرير مدينة الموصل.

ورغم مرور6  سنوات على تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش، لم يعد سوى قرابة 40-50 عائلة إلى المناطق المحاذية لنهر دجلة، وهو رقم ضئيل جدًا مقارنة بعدد البيوت التي لاتزال مدمرة.

ووفقا لتقرير صادر عن  الأمم المتحدة، فإن 12 ألف وحدة سكنية دُمرت وتضررت من أصل 12 ألفًا و500 وحدة في المنطقة القديمة من مدينة الموصل العراقية، ولا يزال غالبية سكان تلك المناطق لا يرغبون بالعودة إلى منازلهم؛ لأنها تفتقر لأبسط مستلزمات الحياة.

وبعد مرور عامين على تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، ما زالت ثانى أكبر المدن العراقية من حيث الكثافة السكانية بعد بغداد تعانى من مخلفات الدمار والخراب ورائحة الجثث العفنة تحت الأنقاض.

ودمر تنظيم داعش الإرهابى الذى سيطر على المدن العراقية فى يونيو 2014 العديد من المواقع الأثرية العراقية، ومنها موقع نمرود الأثري ومتحف الموصل وضريح النبي يونس والمنارة الحدباء، وأصبحت أطلالا. وغدت الآلاف من المنازل أكواما من الركام.

ولم تشرع الحكومة العراقية بشكل رسمى خلال العامين الماضيين لإعادة إعمار الموصل، وما وجد من إصلاحات فهي جهود ذاتية من السكان والمنظمات الإنسانية، واقتصرت جهود الحكومة على رفع الأنقاض وتنظيف بعض الشوارع وإعادة إعمار الدوائر الحكومية، فكانت محل انتقاد من طرف الناشطين المدنيين وصل إلى حد اتهامها بالتعمد في إهمال المدينة وخاصة المدينة القديمة.

بدوره أكد زعيم ائتلاف النصر ورئيس الحكومة العراقية السابق حيدر العبادي، الأربعاء، أن العراق خرج بدولة موحدة وشعب متماسك واقتصاد أفضل وسيادة متعافية بعد الحرب ضد تنظيم داعش، مشيرا إلى أن معارك القوات العراقية ضد داعش كانت معركة وجودية للأمة والدولة، مؤكداً أنها أجهضت خيار إسقاط العراق.

وشدد العبادى على أن الانتصار على الإرهاب كان عراقياً، مؤكداً أن الدم والنصر كان عراقياً بامتياز، وأنّ مساندة العالم للجيش العراقى كان دفاعاً عن دولهم ومصالحهم أن تنهار على يد الإرهاب.

وأكد العبادى، أن معركة تحرير الموصل لم تكن معارك بندقية وحسب، بل كانت في العمق حروب إدارة فعّالة للدولة باقتصادها ومخابراتها وتوازنات سياساتها الإقليمية الدولية، وقد أثبت العراقيون قدرة الإدارة والإرادة العراقية بكسب الحروب الشاملة المعقدة.

وأشار العبادى إلى أن الانتصار على داعش أسقط خيار الإرهاب والتوحش من أن يفترس المنطقة والعالم، وعلى المنطقة والعالم رفع القبعة للعراق وشعبه ومقاتليه، وتسديد الدين له.

ويسعى تنظيم داعش الإرهابى إلى العودة إلى نفس المخططات التي مكنته عام 2014 من السيطرة على أجزاء هامة وحيوية من الأراضي العراقية، خاصة أن التحركات الأخيرة في بعض المناطق تتزامن مع يعتبرونه إحياء ذكرى "إعلان دولة الخلافة" المزعومة.

كما اتخذ تنظيم داعش الإرهابى من مناطق الجزيرة بمحافظتي نينوى والأنبار مقرات لعناصره، وفتح فيها معسكرات عديدة، وهاجم منها القوات والمدن العراقية، ما أسفر لاحقا عن سيطرته على الموصل والأنبار وصلاح الدين.

ومنذ الإطاحة بنظام الرئيس العراقى الأسبق صدام حسين لا تزال التجربة الديمقراطية العراقية التى تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا بإنجازها مخيبة للآمال، ولا تزال مؤسسات الدولة العراقية تتعافى من الانهيار الذى أصابها لحظة إسقاط صدام حسين، فيما أوغلت أحزاب الإسلام السياسي في فشل الإدارة وسوء التخطيط وانشغلت بنهب ثروات البلد عن تقديم نجاحات تذكر.

أعداد المحتجزين والقتلى من عناصر "داعش"

احتجزت قوات الأمن العراقية 94 "إرهابياً" منذ إعلان السلطات العراقية انطلاق عملية تحرير الموصل من سيطرة تنظيم "داعش"، وفقا للمتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية، العقيد سعد معن.

وقال معن إن 778 من عناصر "داعش" قُتلوا خارج الموصل منذ بداية حملة تحرير الموصل في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأخبر مسؤول في قوات مكافحة الإرهاب العراقية، إن الوحدات العراقية تتقدم ببطئ في منطقة كوكجلي، وسط مواجهات عنيفة في بعض الأحياء، وقال المسؤول إن عملية التقدم بطيئة بسبب العدد الكبير من العبوات الناسفة والألغام التي زرعها "داعش".

وأضاف المسؤول أنه تم تطهير عدة ضواحي في كوكجلي، وتوقع أن المنطقة التي تقع على الحدود الشرقية للموصل، سيتم تحريرها خلال ساعات.