رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

قصف الإذاعة والتليفزيون.. آخر تطورات معارك الجيش السوداني والدعم السريع

نشر
الأمصار

تستمر الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع في شوارع العاصمة الخرطوم، وسط محاولات فرض كلا الطرفين في فرض سيطرتهم على المناطق الحيوية.

قال شهود عيان عن معارك  الجيش السوداني والدعم السريع  إن الطيران الحربي للجيش السوداني شن ضربات جوية على مقر «الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون» القومي، في وسط مدينة أمدرمان، الذي تسيطر عليه قوات «الدعم السريع»، منذ اندلاع الحرب في البلاد منتصف أبريل (نيسان) الماضي، وسط أنباء متواترة عن تقدم قوة من الجيش على الأرض لتطويق المنطقة من عدة اتجاهات.

ووفقاً لمصادر محلية، تسود حالة من الهدوء الحذر مناطق واسعة من العاصمة الخرطوم في إشتباكا؛ إذ تراجعت حدة الاشتباكات بين طرفي القتال، الجيش وقوات «الدعم السريع»، بشكل ملحوظ لليوم الثاني على التوالي، عدا سماع دوي قذائف مدفعية في أماكن بعيدة في أمدرمان.

وتعرض حي «الملازمين»، الذي يضم مقر «الإذاعة والتلفزيون»، خلال اليومين الماضيين، إلى قصف جوي مكثف أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى وسط المدنيين، وتدمير عدد كبير من المنازل.

وقال شهود إن مقاتلات الجيش السوداني أجرت طلعات استطلاعية في سماء أمدرمان، قبل أن توجه قذائفها باتجاه المقر الذي يقع في وسط الحي المأهول بالسكان.

ووفقاً لمصادر محلية، وجّه الجيش ضربات جوية مماثلة في محيط سلاح المظلات، وهو أحد المقرات العسكرية التابعة له في مدينة بحري وتسيطر عليه قوات «الدعم السريع».


 

وينشط الجيش السوداني منذ نحو أسبوع في تصعيد القصف الجوي والمدفعي والعمليات العسكرية البرية في مدينة أمدرمان ضد قوات «الدعم السريع» التي تفرض سيطرتها على بعض المواقع السكنية في المدينة في المعارك بين  الجيش السوداني والدعم السريع.

وقال أحمد السماني، المقيم في حارة «أمبدة» في مدينة أمدرمان : «نسمع أصوات الأسلحة الثقيلة ودوي المدافع، وقد توقفت الاشتباكات تماماً»، مضيفاً أن الأوضاع هادئة في المنطقة، «لكن نتخوف من تجدد القتال في أي وقت».

وقال مصدر ثانٍ في أمدرمان إن الطيران الحربي أجرى طلعات جوية بصورة متقطعة فوق عدد من الأحياء، تصدت لها قوات «الدعم السريع» بالمضادات الأرضية في معارك  الجيش السوداني والدعم السريع.

وتفيد أنباء بأن قوات «الدعم السريع» شنت ليلة الجمعة هجوماً على المقر الرئيسي للقيادة العامة للجيش السوداني في وسط العاصمة الخرطوم. وكانت المواجهات قد هدأت بين الطرفين في تلك المنطقة، في حين ظلت الأحياء السكنية شرق مقر القيادة العامة تشهد مناوشات مستمرة يومياً بين الجيش و«الدعم السريع».

وكانت قوات «الدعم السريع» أعلنت في بيان أمس تصديها لقوة متحركة من الجيش السوداني في منطقة «كاس»، في ولاية جنوب دارفور، كانت في طريقها إلى «نيالا»، عاصمة الولاية، بإشتباكات  الجيش السوداني والدعم السريع .

وأضاف البيان أن قوات الجيش تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد العسكري، كما استسلم العشرات من القوة.

تحشيد القبائل


من جهة ثانية، قال يوسف عزت، المستشار السياسي لقائد قوات «الدعم السريع» في السودان، إن إعلان الإدارات الأهلية لسبع قبائل من إقليم دارفور دعمها لقوات «الدعم السريع» يعد «تطوراً خطيراً» في الأحداث في البلاد.

وأكد عزت في تصريح  أن هذه القبائل طالبت أبناءها في الجيش بالانسحاب من القتال والانضمام إلى قوات «الدعم السريع» أو ترك القتال نهائياً، إضافة إلى بيان قبائل شمال كردفان التي طالبت الجيش بإخلاء جميع مناطقه وتولي قوات «الدعم السريع» حماية هذه المناطق.

كما أعلنت قبائل في ولاية جنوب دارفور، في بيان مشترك، دعمها لقوات «الدّعم السريع» في حربها ضد الجيش، وحثت أبناءها في القوات المسلحة على الانضمام لـ«الدّعم السريع».

وقال عزت إن قوات «الدعم السريع» رحبت ببيان القبائل، لكنها لم تطالبها بالتدخل في الحرب.

وأوضح عزت أن هذه القبائل، ومنها قبيلة «الرزيقات» بكل فروعها في دارفور، وقبائل «الترجم» و«الحبانية» و«الجمر» و«الفلاتة»، تمثل غالبية القبائل الكبيرة في دارفور وكردفان والكبابيش.

وعدّ عزت دعوة قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إلى استنفار المدنيين على أساس جهوي، وفتح معسكرات في أقاليم محددة مثل إقليم الشمال، تعني أنه يستند إلى قاعدة اجتماعية محددة، وبالتالي تحول الجيش من جيش قومي أو وطني إلى جيش يعتمد على الإثنيات، على حد وصفه.

وأضاف: «بالتالي، بدأت الحرب تقسم السودان اجتماعياً، وتكتل المواطنين على أساس عرقي».

قضية اللاجئين
إلى ذلك، قال حاتم خورشيد، عضو «قوى الحرية والتغيير» في السودان، إن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية معاناة النازحين في بلاده.

واتهم خورشيد، وهو عضو «التحالف الديمقراطي للمحامين»، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»، الجمعة، المنظمات الدولية بالتقصير في حق النازحين السودانيين بسبب عدم إقامة معسكرات لهم حتى الآن.

وبحسب منظمة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، فقد نزح نحو 3 ملايين شخص داخليا، ولجأ عدد كبير من السودانيين إلى دول الجوار.

وقال خورشيد: «الشعب السوداني هو الذي يؤوي بعضه الآن، دون تدخل من أي منظمات أممية أو إقليمية، ودون وجود قوافل مساعدات إنسانية أو إغاثات طبية». وأوضح أن مواطني الخرطوم نزحوا إلى ولايات أخرى هرباً من المعارك، من دون أن يجدوا مأوى لهم ولا مساعدات إنسانية أو طبية.

وأشار أيضاً إلى أن النازحين وسكان الخرطوم يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه وعدم توافر الخدمات الأساسية في الخرطوم والنيل الأبيض وولايات أخرى.

ويحتاج 24.7 مليون شخص في السودان إلى مساعدات إنسانية عاجلة، ثلثهم في إقليم دارفور الذي يتدهور فيه الوضع بشكل كبير، بحسب منظمة الهجرة.