رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الصين تسلم طائرات مسيرة متطورة إلى الجزائر والمغرب في وقت واحد

نشر
الأمصار

في وقت واحد قررت الصين الشعبية تزويد كل من المغرب والجزائر بطائرات “wing long 2” المسيرة، رغم وجود “سباق للتسلح” بين البلدين.

وبحسب موقع ” ديفينسا” الإسباني المتخصص في أخبار الجيوش فإن “الأقمار الاصطناعية أظهرت أن الجزائر بدأت تستخدم الطائرات الصينية المسيرة من نوع wing long 2 في مهمات استطلاعية”.

وأضاف المصدر عينه أن “حصول الجزائر على الطائرات الصينية تزامن أيضا مع تسلم المملكة المغربية دفعة من مثيلاتها خلال شهر أبريل المنصرم، دخلت في خط الخدمة بالفعل في الوقت الحالي”.

وتمتلك المسيرة الصينية المطورة عن نسخةwing long 1 مؤهلات فريدة، إذ تستطيع حمل 12 قنبلة وقذيفة موجهة بالليزر، مع التحليق في الجو لما يصل إلى 20 ساعة متواصلة.

في هذا الصدد يرى محمد أكضيض، خبير أمني، أن “حصول الجزائر على مسيرات wing long 2 هدفه بالأساس كسب صوت صيني من أجل الدخول إلى مجموعة ‘بريكس’، التي مازال أعضاء منها يرفضون دخول الجزائر إلى حدود الساعة”.

وأضاف أكضيض ضمن تصريح لهسبريس أن “الأمر الثاني الذي يدفع الجيش الجزائري إلى الحصول على هاته المسيرات هو رغبته في تجاوز الانتقادات الداخلية التي توجه إليه بسبب اعتماده على سوق وحيدة هي موسكو”.

واعتبر المتحدث عينه أن “الصين تأخذ مسافة إيجابية من نزاع الصحراء الذي يوتر العلاقات بين الرباط والجزائر، التي تسعى إلى تقسيم المملكة”، موردا أن “الصين تريد التفوق في كل شيء بذكاء كبير، وهو ما تجلى في بيعها طائرات wing long 2 لكل من الرباط والجزائر”.

“المغرب نجح بالأساس في تنويع شراكاته العسكرية، ولا يهمه أي طرف آخر، لأن أسلحته موجهة إلى حفظ الأمن، وحماية التراب الوطني”، يورد الخبير الأمني ذاته، مشيرا إلى أن “الجزائر ستستخدم هاته الطائرات الصينية مستقبلا لأهداف غير حفظ الأمن الإقليمي، والزمن سيظهر كل شيء”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “الجزائر من حقها أن تقوم بتنويع شراكاتها العسكرية، وتعزز ترسانتها الدفاعية، والهجومية، فهو حق مشروع، غير أن ذلك لا يجب أبدا أن يكون ضد المغرب، الذي يرى هاته المعادلة بكثير من الحكمة إلى حدود الساعة”.

من جانبه، وعلى صعيد آخر اعتبر إحسان الحافيظي، خبير أمني، أن “التصعيد في سباق التسلح بين المغرب والجزائر تعتبر الأخيرة المسؤولة الأولى عنه”.

وأضاف الحافيظي لهسبريس أن “كل هذا التسابق جاء بالأساس بسبب الخطابات التوعدية، والهجومية، التي أطلقها عديد من المسؤولين الجزائريين الرسميين ضد الوحدة الترابية للمملكة، التي تقيس هاته التصريحات بدقة”.
وزاد المحلل الأمني عينه أن “الصين كما هي الحال بالنسبة للعديد من الدول المصنعة للسلاح تستغل الأزمات العالمية قصد بيع أسلحتها، وترويج صورتها العسكرية بشكل أوسع”.

“المغرب نجح في التحول إلى منصة صناعية للأسلحة في الوقت الحالي”، يتابع المتحدث ذاته، موردا أن “امتلاك القوة العسكرية لا يأتي فقط بالتسليح، بل بالتدريب، وهو ما نجحت فيه إلى حدود الساعة القوات المسلحة الملكية بشكل لافت”.

وخلص المصرح لهسبريس إلى أن “حصول الجزائر على مسيراتwing long 2 لا يعكس أي تهديد أو تفوق يذكر، بقدر ما هو محاولة لتدارك التفوق العسكري، الجوي خاصة، للمغرب”.