رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

زينب الكناني تكتب: عقوبة المغتصب في العراق القديم

نشر
زينب الكناني
زينب الكناني

هناك العديد من حوادث العنف والاعتداءات لكن تبقى حوادث الاعتداء الجنسي جزءآ وحشيآ من حياة الانسان ونسمع كثيرآ عن هذه الحوادث في عدد من بلدان الشرق الاوسط وتبقى الضحية هي الفتاة قد يهرب الشخص المدان من جريمته بسبب القانون التي تتيح له تزويجها تحت مفهوم الستر وتغطية الفضيحة من دون الرجوع والتفكير  مشاعر الضحية..

لكن هل كان السومريون يؤمنون بهذا المبدآ؟ 

إن اسطورة أنليل تمكننا من الرد على هذه المسألة عندما اغوى الالهه أنليل الالهة ننليل واغتصبها واصبحت حامل منه قد طرد حيث يقول النص :
وبينما كان انليل يدرع الايكور Kiur امسكت به الآلهة العظام ، الآلهة الخمسون الآلهة التي تقرر المصائر ، الآلهة السبعة وقالت له « انليل ، ايها الكائن الفاسق ، أخرج من المدينة نونا منير Nunamnir ( ايها الكائن الفاسق اخرج من المدينة ) لقد طردت الالهة الليل بحجة انه كائن فاسق اي انها كانت تدرك ان الفعل الذي اقترفه الليل كان مخالفا للتعاليم الاخلاقية وهذا دليل قاطع على ان السومريون اعتبروا اغتصاب الفتاة يعد جريمة كبرى وعندما ظهرت شريعة حمورابي تنص المادة ( ۱۳۰ ) التي تنص على انه ( اذا اغتصب رجل فتاة ما تزال مخطوبة . وما تزال في بيت والدها ، فانه يعاقب بالاعدام اما المرأة فتظل حرة)
بينما اوضحت الشريعة السومرية ان اغواء او خطف فتاة جريمة خطيرة جدا واذا رفض الوالدان تزويجها له فان عقوبة هذه الجريمة هي الاعدام ... وقد نصت المادة السادسة على ما يلي : - اذا خطف رجل فتاة ، يلتزم بدفع ما يطلبه والدها وامها ، وبعد ذلك يستطيع ان يعطي عقد الزواج صفته المشروعة « ونصت المادة السابعة على ما يلي (يحكم بالاعدام على كل من خطف او اغوى فتاة اذا رفض اهلها تزويجه منها).
اما في القانون الأشوري المادة ظالمة جدآ (فاذا كان المغتصب متزوجا فان والد العذراء المغتصبة يأخذ زوجة المغتصب ويسلمها للدعارة ولا يعيدها الى زوجها ) اذن فان عقاب المغتصب يكون في زوجته 
ولاشك أنه سيشعر بالعار والعذاب وهو يرى زوجته تسلم الى الدعارة ويظاف الى ذلك ان بمقدور المغتصب الزواج من الفتاة التي اغتصبها اذا ما وافق والدها وبذلك توقع العقاب الأكبر على الزوجة التي تعاقب على جريمة لم ترتكبها .. في المحصلة نستنتج أن اغتصاب النساء كان جريمة يعاقب عليها القانون والدين (وفق اسطورة انليل) في مجتمعات العراق القديم.
واخيرآ نأمل بأن نرى قوانين تكون اكثر صرامة وشدة للمغتصب لردعه عن افعاله الشنيعة  تكون بعيدة عن قوانين القبائل الموروثة الذكورية وتواكب التطور والتمدن.