رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الصليب الأحمر: الوضع الإنساني بالسودان مريع ومخاوف من انتشار الأمراض

نشر
الأمصار

قال ألفونسو بيريز رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر المنتهية ولايته في السودان، إن الوضع الإنساني في السودان مريع وإن القتال العنيف في مدينة مكتظة بالسكان يبلغ عدد سكانها 6 ملايين نسمة سيؤدي إلى خسائر فادحة في البنية التحتية المدنية في الخرطوم حيث تعرضت شبكات الكهرباء والمياه لأضرار جسيمة.

وأعرب بيريز عن مخاوف من تفشي الأمراض لأن العديد من السكان ليس لديهم خيار سوى استخدام مياه الشرب غير المأمونة من نهر النيل أو من مصادر أخرى، لافتا إلى أن أسعار المواد الغذائية والوقود قد ارتفعت بشكل كبير كما تفاقم الوضع بالنسبة للكثيرين بسبب عدم تمكنهم من الوصول الى أموالهم في البنوك.

وأضاف مسئول اللجنة الدولية أن الوضع في دارفور مقلق بنفس القدر حيث شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية معطلة معظم الوقت مما يجعل من الصعب للغاية الحفاظ على الاتصال مع موظفى اللجنة والاستجابة للاحتياجات المتزايدة، لافتا أن السكان فى بلدة زالنجي بوسط دارفور على سبيل المثال يواجهون حالة من انعدام الأمن على نطاق واسع مع تزايد أعمال السطو والنهب حيث تم نهب محطات الطاقة ومحطات المياه والأسواق كما ورد من بلدة جنينة غربي دارفور أن أكثر من 200 شخص قد قتلوا في أيام قليلة وحذر بيريز من ان العنف هناك يمكن ان يتصاعد بسهولة وبما يدعو للقلق البالغ.

استمرار الظروف الصعبة

وأوضح بيريز أن الرعاية الصحية قد تنهار في أي لحظة على الرغم من الجهود الجبارة التي يبذلها الأطباء والممرضات السودانيون والذين واصلوا العمل في ظروف صعبة للغاية وقال ان اللجنة تقدر ان 20٪ فقط من مرافق الرعاية الصحية فى الخرطوم لا تزال تعمل وهم يواجهون نقصا حادا في المياه والكهرباء والغذاء ونفاد الإمدادات الطبية الأساسية، ونوه بأن اللجنة تمكنت في الأسابيع الماضية من ايصال الإمدادات الجراحية إلى 10 مستشفيات في الخرطوم ولكن الاحتياجات هائلة ولا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به.

وأشار بيريز إلى أن اللجنة نجحت فى تيسير إجلاء حوالى 300 طفل يتيم إضافة إلى 70 من مقدمي الرعاية من احدى دور الأيتام هذا الأسبوع بعد أسابيع من محاصرتهم في منطقة تضررت من القتال العنيف، مضيفا أن هذا كان ممكنا لأن كلا الجانبين التزم بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الانساني ومنحوا اللجنة الدولية الضمانات الأمنية اللازمة لتنفيذ هذه العملية.

وأكد أن هذا يوضح الفرق الذي يمكن أن يحدثه القانون الدولي الإنساني للمدنيين في أوقات النزاع المسلح، ودعا طرفي النزاع الى ضمان وصول المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة اليها وذلك حتى يمكن فعل المزيد للتخفيف من المعاناة في السودان.