رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

التعبئة الجزئية للقوات الروسية.. ماذا أحدثت في معارك الحرب الأوكرانية

نشر
الأمصار

بدأت التعبئة الجزئية للقوات الروسية تظهر اولى ثمارها في ميادين المعارك في الحرب الأوكرانية على هيئة وحدات مقاتلة.

 

 أعلن نائب رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول يفغيني بوردينسكي، أن التعبئة الجزئية للقوات الروسية التي جرت في روسيا سمحت بتشكيل أكثر من 280 وحدة عسكرية.
موسكو - سبوتنيك. 

وقال بوردينسكي في مقال نُشر في عدد (يونيو) من مجلة وزارة الدفاع "مفوضيات روسيا العسكرية"حول عملية التعبئة الجزئية للقوات الروسية: "قامت المفوضيات العسكرية، مع السلطات التنفيذية للأقاليم [الروسية] والسلطات المحلية للإدارات الذاتية، في سياق تنفيذ تدابير التعبئة الجزئية، وجرى تزويد القوات والقوى بأكثر من 300 ألف مواطن. تم تشكيل أكثر من 280 وحدة عسكرية".
وأشار نائب رئيس هيئة الأركان العامة الروسية، عن التعبئة الجزئية للقوات الروسية إلى أنه لم تكن هناك إجراءات تعبئة بهذا الحجم في روسيا منذ الحرب الوطنية العظمى 1941-1945، حيث تم تنفيذ أنشطة تعبئة منفصلة أثناء إعداد وحدة محدودة من القوات السوفيتية لدخول أفغانستان في كانون الأول/ ديسمبر 1979، حينها استدعي أكثر من 55 ألف مواطن من الاحتياط وتم تشكيل أكثر من 100 وحدة عسكرية.
وأضاف بوردينسكي عن التعبئة الجزئية للقوات الروسية أنه "خلال [عمليات] السيطرة على الحادث في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، تم استدعاء لإجراء تدريبات خاصة، لمدة أربع سنوات ونصف على أساس التناوب، أكثر من 310 آلاف شخص، وتم تشكيل 88 وحدة عسكرية".
وتواصل القوات الروسية عمليتها العسكرية الخاصة، مستكملة تحرير المناطق الأربع التي انضمت إلى روسيا الاتحادية العام الماضي (جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان ومقاطعتا زابوروجيه وخيرسون).
وحددت موسكو منذ إطلاق العملية، يوم 24 شباط/ فبراير 2022، أهدافها بحماية سكان إقليم دونباس، والقضاء على التهديدات الموجهة لأمن روسيا، وإجبار أوكرانيا على الحياد العسكري، والقضاء على التوجهات النازية فيها.
 جاء قرار  التعبئة الجزئية للقوات الروسية المختصة ضرورياً في سياقٍ طبيعي لتطور مسار المواجهات في مسرح العمليات الميدانية الأوكراني، إذ لا بد من الإقرار بأن مجموع القوات المسلحة الروسية والقوات الشعبية المشتركة غير كافٍ لتحقيق أهداف العملية العسكرية المحددة والمقررة والمعلنة.

لذا، تحولت مهمات القوات الروسية، رغم التقدم البطيء الموضعي الطابع في محاور الجنوب، والجنوب الغربي خصوصاً، إلى مهمات دفاعية أكثر من كونها هجومية، مع عدم حصول متغيرات واسعة في السيطرة الجغرافية.

في الوقت نفسه، عانت القوات الروسية نقصاً حاداً في رماة المدفعية والميكانيكيين والسائقين ومشغلي الأسلحة المتوسطة الآلية ومجموعات الرصد والتصويب المدفعي والصاروخي. وبحسب خبراء، فإن بعض الكتائب بقي في عديدها عشرات المقاتلين فقط، وهو عدد غير كافٍ لتفعيل العمل على مستوى كتيبة في بعض القطاعات.

الوضع بعد  التعبئة الجزئية للقوات الروسية واتخاذ القرارات الأخيرة بدأ يتغير جذرياً لمصلحة القوات الروسية، فسلسلة الإجراءات التي اتخذها مجلس النواب الروسي (الدوما) تزامناً مع إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعبئة الجزئية كافية للتعاطي مع المشهد ضمن ظروف أحكام حالة الحرب وقوانينها، بحسب ما تقتضيه الحاجة.

والبرلمان الروسي بصدد إصدار أحكام جديدة في القانون الجنائي لمنع التهرب من أداء الخدمة العسكرية الإجبارية ورفض الالتزام بالأوامر، إضافةً إلى إقرار عقوبات صارمة بحق كل من يرتكب أعمال "التشبيح" والنهب وجرائم الحرب.

وبعد قبول نتائج الاستفتاء في المناطق الأربع (لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا وخيرسون)، لن يعود هناك أي حرج أمام الدولة الروسية في اتخاذ الإجراءات كافةً للدفاع عن أراضيها ومواطنيها. كذلك، لن يعود الجنود الروس يطرحون السؤال عن تبعية الأرض التي يقاتلون عليها، إذ ستصبح هذه المناطق أرضاً روسية.

في الناحية المقابلة، لم تعر كييف اهتماماً لحجم خسائرها البشرية والتقنية، وحوّلت عملية التعبئة العسكرية في أوكرانيا إلى آلية دائمة مستمرة. أما دول المحور الأنغلوسكسوني المعادي لروسيا، فهي مستمرة في تدريب أفراد القوات المسلحة الأوكرانية. وقد وصل عددهم، بحسب بعض المعطيات، إلى نصف مليون عسكري أوكراني، إضافةً إلى أفواج من المرتزقة والمستشارين الغربيين.

في المقابل، تستخدم روسيا عملية تبديل تشكيلات قواتها الأساسية من خلال المتعاقدين، الأمر الذي ينسحب كذلك على 300 ألف مدعو إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، بموجب قرار إعلان التعبئة الجزئية، بيد أنهم لن يتوجهوا بكامل عددهم إلى الجبهات، فمنهم من سيخضع لدورات تأهيل وتدريب، ومنهم من سيتوجه إلى الخدمة في أقاليم شرق روسيا ووسطها، فيما تستقدم الأركان الروسية بدائل قواتها إلى الجبهات من القطاعات الشرقية والوسطى والغربية، إضافة إلى تأمين عدد كافٍ من حرس الحدود لحماية الحدود الغربية التي أضيف إليها 1400 كلم ساخنة.