رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد فوزه بالانتخابات التركية.. علاقة الدول العربية بأردوغان: عوامل المصالح والتوتر

نشر
الأمصار

تعتبر العلاقة بين الدول العربية والرئيس التركي رجب طيب أردوغان موضوعًا مثيرًا للاهتمام، حيث تتأثر بعدة عوامل مختلفة، بما في ذلك القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.

تاريخ العلاقة بين الدول العربية وتركيا يمتد إلى عدة قرون، حيث كانت الإمبراطورية العثمانية تسيطر على جزء كبير من العالم العربي، ومنذ ذلك الحين، تشهد العلاقة بين الدول العربية وتركيا توترًا وتقلبًا، وذلك بسبب عدة عوامل، بما في ذلك السياسات الخارجية لتركيا ومواقفها في المنطقة.

وفي السنوات الأخيرة، تدهورت العلاقة بين تركيا وبعض الدول العربية، وخاصة الدول الخليجية، بسبب مواقف تركيا المتصاعدة في المنطقة، والتي تشمل دعمها للإخوان المسلمين والميليشيات الإسلامية في سوريا وليبيا، ودعمها لقطر في الأزمة الخليجية.

وفي الوقت نفسه، تحسنت العلاقة بين تركيا وبعض الدول العربية، مثل مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تم إجراء عدة زيارات رسمية بين الدول، وتبادل الاتصالات الدبلوماسية، وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة، مثل الاقتصاد والأمن والطاقة.

تتأثر العلاقة بين الدول العربية وتركيا بالعديد من القضايا السياسية، ومن بينها القضية الفلسطينية، حيث تدعم تركيا المقاومة الفلسطينية وتنتقد موقف الدول العربية الرسمي من القضية الفلسطينية، فيما ترى بعض الدول العربية أن تركيا تتدخل في شؤونها الداخلية وتحاول إثارة الفتنة في المنطقة.

وبخصوص الصراع في سوريا، فإنه يعد أحد العوامل المؤثرة في العلاقة بين تركيا والدول العربية، حيث تدعم تركيا المعارضة السورية وتستضيف ملايين اللاجئين السوريين، فيما تدعم بعض الدول العربية النظام السوري.

يعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصية مؤثرة في تحديد العلاقة بين تركيا والدول العربية، حيث يحظى بدعم قوي من قبل الجماهير العربية، ويعتبر ممثلًا للإسلام السياسي في المنطقة، فيما يرى آخرون أنه يتدخل في شؤون الدول العربية ويحاول فرض سيطرته عليها.

من الجدير بالذكر أن العلاقة بين تركيا والدول العربية تعتمد أيضًا على المصالح الاقتصادية والتجارية، حيث تمتلك تركيا ارتبة اقتصادية قوية في المنطقة، وتتعاون مع الدول العربية في مجالات مختلفة، مثل الصناعة والبناء والسياحة والتعليم.

يمكن القول إن العلاقة بين تركيا والدول العربية تعتبر علاقة متقلبة ومتغيرة، ولا يمكن الحكم عليها بشكل نهائي. يجب الإشارة إلى أن العلاقة بين تركيا والدول العربية هي علاقة مهمة وحيوية، وتؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة، وتحتاج إلى مزيد من التواصل والحوار بين الأطراف المختلفة لتعزيزها وتحسينها.

وفي الوقت الراهن، تشهد العلاقة بين تركيا والدول العربية بعض التحسن، حيث تم إجراء عدة زيارات رسمية بين الدول، وتبادل الاتصالات الدبلوماسية، وتعزيز التعاون في مجالات مختلفة. ومن بين الدول التي شهدت تحسنًا في العلاقة مع تركيا، مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث تعمل الدول على تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والأمني مع تركيا.

ومع ذلك، تبقى هناك بعض القضايا العالقة بين تركيا والدول العربية، مثل الصراع في سوريا والقضية الفلسطينية، والتي تعد عوامل تؤثر على العلاقة بين الدول. ومن المهم العمل على حل هذه القضايا بطريقة سلمية وبالتشاور بين الدول.

تشهد العلاقة بين تركيا والدول العربية تقلبات وتأثر بعدة عوامل، لكن في السنوات الأخيرة تحسنت العلاقة بين تركيا وبعض الدول العربية، وخاصة الدول التي قامت بإجراءات دبلوماسية لتطبيع العلاقات معها، ومن بين الدول العربية التي تحظى بعلاقة جيدة مع تركيا:

1- مصر: تشهد العلاقة بين تركيا ومصر تحسنًا كبيرًا في السنوات الأخيرة بعد فترة من التوتر، حيث تم إجراء زيارات رسمية بين البلدين وتبادل الاتصالات الدبلوماسية. وقد تم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين البلدين.

2- الإمارات العربية المتحدة: شهدت العلاقة بين تركيا والإمارات تحسنًا في السنوات الأخيرة، حيث تم إجراء زيارات رسمية بين البلدين وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي والتجاري.

3- السعودية: شهدت العلاقة بين تركيا والسعودية تحسنًا في العام 2021، حيث تم إجراء زيارة رسمية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى السعودية، وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.

4- قطر: تشهد العلاقة بين تركيا وقطر تحسنًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تم توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية بين البلدين، وتم تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، مثل الطاقة والاستثمار والسياحة والثقافة.

5- تونس: تشهد العلاقة بين تركيا وتونس تحسنًا في السنوات الأخيرة، حيث تم توقيع عدة اتفاقيات تجارية واقتصادية بين البلدين، وتم تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، مثل السياحة والثقافة والتعليم والطاقة.

بالإضافة إلى الدول التي ذكرتها سابقًا، هناك بعض الدول العربية التي تحظى بعلاقة جيدة مع تركيا، على الرغم من عدم وجود علاقة دبلوماسية كاملة بينهما. ومن بين هذه الدول: 

1- ليبيا: تحظى تركيا بعلاقة جيدة مع الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، وقد قدمت تركيا الدعم للحكومة الليبية في مواجهة التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها.

2- العراق: تحظى تركيا بعلاقة جيدة مع العراق، وتركز العلاقة بين البلدين على التعاون الاقتصادي والتجاري والأمني. وتعتبر تركيا شريكًا رئيسيًا للعراق في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية.

3- الأردن: تحظى تركيا بعلاقة جيدة مع الأردن، وتركز العلاقة بين البلدين على التعاون الاقتصادي والسياحي والثقافي.

4- السودان: تحظى تركيا بعلاقة جيدة مع السودان، وتركز العلاقة بين البلدين على التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي والتنموي.

وفي صدد متصل، هناك العديد من المصالح المشتركة التي يمكن تعزيزها بين تركيا والدول العربية، ومن بينها:

1- التجارة والاستثمار: يمكن للدول العربية وتركيا أن تعزز التعاون في مجال التجارة والاستثمار، وتسهيل حركة التبادل التجاري بين البلدين. ويمكن للحكومات في البلدين تطوير البنية التحتية اللازمة لتسهيل الاستثمار وتبادل المعرفة والخبرات في مجالات الصناعة والزراعة والسياحة والطاقة.

2- الأمن ومكافحة الإرهاب: يمكن للدول العربية وتركيا تعزيز التعاون في مجال الأمن ومكافحة الإرهاب، والتعاون في تبادل المعلومات والخبرات لمواجهة التهديدات الأمنية المشتركة. ويمكن للحكومات في البلدين تعزيز التعاون في مجالات مكافحة الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر وتهريب المخدرات.

3- الثقافة والتعليم: يمكن للدول العربية وتركيا تعزيز التعاون في مجال الثقافة والتعليم، وتبادل الخبرات والمعرفة في مجالات الأدب والفن والتاريخ والعلوم. ويمكن للحكومات في البلدين تعزيز التعاون في مجال التعليم وتبادل الطلاب والمعلمين والخبرات التعليمية.

4- الطاقة:يمكن للدول العربية وتركيا تعزيز التعاون في مجال الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية والرياح والمائية، وتبادل الخبرات والتكنولوجيا في هذا المجال. ويمكن للحكومات في البلدين تطوير مشاريع مشتركة في مجال الطاقة، وتعزيز التعاون في مجالات النفط والغاز والكهرباء.

5- الأزمات الإنسانية: يمكن للدول العربية وتركيا تعزيز التعاون في مجال التعامل مع الأزمات الإنسانية، والتعاون في مجال الإغاثة والتنمية والمساعدة على تحسين الحياة في المناطقة المتضررة. ويمكن للحكومات في البلدين تطوير مشاريع مشتركة لتوفير المساعدة الإنسانية والتنمية في الدول المحتاجة.