رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

وعود بالرحيل.. اللاجئون السوريون حديث الانتخابات في تركيا "تفاصيل"

نشر
اللاجئون السوريون
اللاجئون السوريون بتركيا

بات اللاجئون السوريون، وملفهم، أكثر ما يردده السياسيون في تركيا قبل أيام من انطلاق جولة انتخابات الإعادة، ورغم أن معظم الأطراف تعد بعودتهم، إلا أن الاختلاف يكمن في تفاصيل التنفيذ.

وعلى مدى الأيام الماضية لم يتوقف مرشح تحالف المعارضة (الأمة)، كمال كليتشدار أوغلو، عن إطلاق الخطاب المعادي للاجئين بالعموم والسوريين على الخصوص، واعدا بترحيل 10 ملايين لاجئ "حال وصوله إلى السلطة"، كونهم يشكلون "خطرا على الأمن القومي".

"السوريون سيذهبون.. قرر"

ولم يكتف بذلك، إذ أقدم فريقه الإعلامي على تغيير الشعارات والصور الخاصة بحملته، ناشرا إياها في عموم البلاد، خاصة في إسطنبول، تحت عبارة: "السوريون سيذهبون.. قرر".

في المقابل، وبينما كان مصطلح "السوريون" أكثر ما يتردد ضمن أوساط المعارضة ومرشحها الرئاسي اتجه تحالف الحزب الحاكم إلى سياسة "من شقّين"، الأول بالتأكيد على مشروع "عودة المليون لاجئ طوعا"، الذي كشف عنه الرئيس رجب طيب إردوغان سابقا.

وفي الثاني رد مسؤولو الحزب الحاكم والوزراء في الحكومة على المزاعم المتعلقة بأرقام اللاجئين في البلاد وأنها تتجاوز حد الـ10 ملايين، مستعرضين البيانات الرسمية التي تم توثيقها منذ 2011.

ملف اللاجئين السوريين في تركيا

وكان ملف اللاجئين السوريين في تركيا مثار جدل وأخذ ورد بين السياسيين، لكن تصديره "ما بين شوطي المنافسة على الرئاسة" يرجعه مراقبون إلى المعطيات، التي فرضتها نتائج الجولة الأولى من الانتخابات.

وأظهرت نتائج سباق 14 مايو تقدما لم يكن متوقعا للأحزاب وللسياسيين القوميين، على رأسهم مرشح "تحالف الأجداد"، سنان أوغان، الذي أعلن دعمه لإردوغان في جولة الإعادة.

أوميت أوزداغ

وإلى جانب أوغان تسلطت الأضواء على نحو كبير على زعيم "حزب النصر" المعادي للاجئين السوريين، أوميت أوزداغ، والموقف الذي سيعلنه بعد عقده لقاءات مع كليتشدار أوغلو.

وأوزداغ وأوغان كانا حليفين سابقين، وأعلنا عن شروط و"خطوط حمر" من أجل دعم المتنافسين في جولة الإعادة، وعلى رأسها ملف اللاجئين، والعمل على عملية إعادتهم إلى البلاد.

كما أكدا على فكرة "الدور المحوري" الذي سيلعبانه في 28 من مايو، بناء على قبول شروطهما، ومع ذلك اتجه كل منهما إلى موقف منفرد.

أوغان يقف مع أردوغان

وبينما اختار أوغان الوقوف إلى جانب إردوغان، لم يتحدث الشخصان عن أي اتفاق أو "مساومة" بخصوص ملف اللاجئين.

في غضون ذلك قال أوزداغ في بيان صحفي، الثلاثاء، إنه سيعلن موقفه من جولة الإعادة بعد اجتماعه مع كليتشدار أوغلو، ومن أجل الاتفاق على بروتوكول من شأنه أن يضمن في إحدى الجزئيات "ضمان عودة اللاجئين بقوة إذا لزم الأمر، وفي غضون عام".

إحصاءات تركية بشأن اللاجئين

وتفيد إحصاءات تركية رسمية أن تركيا تستضيف أكبر عدد من اللاجئين السوريين في العالم، يقدر عددهم بنحو 4 ملايين، فيما تتمركز الغالبية العظمى منهم في مدينة إسطنبول.

ورغم أن كليتشدار أوغلو سبق أن أطلق وعودا بـ"إعادتهم إلى وطنهم في غضون عامين" انقلب على هذه الفكرة في وقت كان يجري اللقاءات مع أوزداغ في مقر حزبه، سعيا لكسب الكتلة التصويتية لهذا السياسي القومي.

وفي إحدى بياناته المصورة قال كليتشدار أوغلو، الأسبوع الماضي: "أعلن هنا أنني سأعيد جميع اللاجئين إلى بلادهم بمجرد انتخابي رئيسا"، مدعيا أن عددهم يتجاوز 10 ملايين شخص.

وسرعان ما انضمت إليه حليفته زعيمة "حزب الجيد"، ميرال أكشنار، بتركيزها على فكرة التصويت "لمن يريد ترحيل السوريين ومن يعجز عن ذلك".

بعد ذلك، وفي أعقاب اللقاء الذي جمع إردوغان وأوغان، أعلن وزير الخارجية، مولود جاويش أوغلو، أنهم أعدوا خارطة طريق لعودة اللاجئين، مشيرا إلى أنهم يهدفون إلى "إحياء العملية السياسية وتطهير سوريا من الإرهاب وإعادة اللاجئين بأمان".

وقال جاويش أوغلو إنهم "سيتعاونون مع بشار الأسد في هذا الشأن"، وأن دعم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ضروري في هذا الصدد، مؤكدا أنه "سيتم وضع خارطة طريق مع هذه المؤسسات".

وضع خارطة طريق بخصوص اللاجئين

بدوره أكد إردوغان أن تركيا تدعم منذ البداية العودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، وأنه بعد الانتهاء من الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية "يمكن وضع خارطة طريق بخصوص اللاجئين".

وأوضح أن "مسألة عودة اللاجئين مدرجة على أجندة مسار الحوار الرباعي المتواصل بين تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، وأن هناك مؤشرات إيجابية للغاية بهذا الخصوص".

وفي غضون ذلك، ذكّر وزير الداخلية، سليمان صويلو، بأن "السوريين في تركيا ووفقا لآخر إحصائية يبلغ عددهم 3.382.429".

وبينما نفى صويلو ادعاءات المعارضة بوجود أكثر من 10 ملايين لاجئ، قال في مقابلة تلفزيونية، الثلاثاء، إن "تركيا حصلت على 6 مليارات يورو تم إنفاقها على السوريين عبر كرت الهلال الأحمر (كيزلاي)".

كما كشف عن "مشروع لبناء 240 ألف مسكن في الشمال السوري، وبتمويل قطري سيتم البدء به يوم الأربعاء المقبل".

ومن غير الواضح ما إذا كان التحالف الحاكم أو المعارض قادرين على تنفيذ الوعود الخاصة بإعادة اللاجئين، ولاسيما أن هذا الملف يوصف بـ"الصعب والشائك".

الأمم المتحدة

ولا تزال الأمم المتحدة تؤكد أن سوريا لا تزال بلدا غير آمن لعودة اللاجئين.

ومع ذلك، وبينما يشير خطاب المعارضة إلى "نبرة ترحيل قسرية" تؤكد الحكومة أن مشروعها سيكون "طوعا"، ويستهدف منطقة "آمنة" في شمال سوريا إلى جانب مناطق سيطرة النظام السوري.

وكانت بوادر التباين قد انعكست بعد إعلان استقالة 11 عضوا من حزب المستقبل الذي يتزعمه، أحمد داوود أوغلو، لعدة أسباب على رأسها الخطاب التحريضي الذي يطلقه كليتشدار أوغلو تجاه اللاجئين