رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

القبة الحديدة ومقلاع داوود.. ما هي أدوات إسرائيل لصد الصواريخ بقطاع غزة

نشر
الأمصار

في آخر جولة من أعمال العنف بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة أطلق المسلحون الفلسطينيون مئات الصواريخ بقطاع غزة على المدن والبلدات الإسرائيلية بعد أن قتلت إسرائيل ثلاثة من قادة حركة الجهاد الاسلامي في غارة جوية استهدفت مبنى في القطاع.

وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الاسرائيلية على موقعها على الانترنت يوم 11 مايو/ أيار 2023 إن المسلحين الفلسطينيين أطلقوا أكثر من خمسمائة صاروخ سقط مئة منها داخل القطاع فيما تمكن نظام "القبة الحديدية" من التصدي لعدد كبير منها. فماذا نعرف عن هذا النظام وكيف يعمل؟

فما هي حكاية تلك القبة الحديدية؟

في إبريل/نيسان من عام 2010 كشفت شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة النقاب عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية" لإعتراض  الصواريخ بقطاع غزة ويستطيع اعتراض صواريخ الكاتيوشا قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني العديد منها على إسرائيل خلال حرب عام 2006.

وقد تم نشر نظام "القبة الحديدية" في صيف عام 2011 بالقرب من قطاع غزة  من أجل وقت الصواريخ بقطاع غزة، حيث أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل.

وتعمل القبة الحديدية لوقف  الصواريخ بقطاع غزة عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها.

القبة الحديدية

وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل عشرين صاروخاً.

واشنطن تشتري النظام

وفي فبراير/شباط من عام 2019 أعلن الجيش الأمريكي عن خطط لشراء واختبار نظام القبة الحديدية الإسرائيلي.

وقدمت الولايات المتحدة بالفعل دعما كبيرا لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية.

وفي بيان بهذا الصدد، قال الجيش الإسرائيلي إن عملية الشراء تمت بسبب "الاحتياجات الفورية" للجيش الأمريكي بعد استخدامها لصد  الصواريخ بقطاع غزة.

وقال باتريك سيبر، الكولونيل بالجيش الأمريكي حينئذ: "رغم أن القبة الحديدية قيد الاستخدام العملياتي من قبل القوات الجوية الإسرائيلية منذ عام 2011 فإنه سيتم تقييمها وتجربتها".

مقلاع داوود

مقلاع داوود

كشفت إسرائيل عن استخدام منظومة الدفاع الجوي الصاروخي، مقلاع داوود، في التصدي لصواريخ أطلقت من قطاع غزة، وذلك بعد فشل منظومة القبة الحديدية في هذه المهمة.

وقال مصدران في الجيش الإسرائيلي إنه جرى بنجاحٍ استخدام مقلاع داوود عملياً للمرة الأولى يوم الأربعاء 10 مايو/أيار الجاري أثناء اقتتال عبر الحدود مع مسلّحي غزة.

وفيما تُعدّ هذه هي المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل استخدام مقلاع داوود للتصدي للصواريخ المنطلقة من غزة، فهي ليست المرة الأولى التي تستخدمها الدولة العبرية.

ففي يوليو 2018، قالت صحف إسرائيلية إن نظام مقلاع داوود استُخدم لأول مرة في التصدي لصواريخ باليستية قصيرة المدى أطلقت من جنوب سوريا باتجاه مرتفعات الجولان.

وكانت صافرات الإنذار الإسرائيلية قد دوّت إثر انطلاق هذه الصواريخ، والتي سرعان ما تبيّن أنها تأتي ضمن اقتتال داخلي وأنها سقطت "داخل سوريا"، بحسب تعبير الجيش الإسرائيلي الذي كان قد أطلق صاروخين من نظام مقلاع داوود للتصدي لتلك الصواريخ.

وكانت إسرائيل قد بدأت في تطوير مقلاع داوود في عام 2006، وفي عام 2008 وقّعت شركة رفائيل الإسرائيلية مع شركة رايثيون الأمريكية اتفاقية لتطوير مقلاع داوود.

وفي 2017 تم الإعلان عن دخول منظومة مقلاع داوود الخدمة فِعليا، بعد الإعلان عن دخول الخدمة التجريبية قبل نحو عامين من ذلك.

وفي احتفال أقيم بقاعدة حتسور الجوية الإسرائيلية في أبريل/نيسان 2017، اعتبر بنيامين نتنياهو أن مقلاع داوود قادر على إثناء أولئك الذين يفكرون في مهاجمة إسرائيل عن القيام بذلك.

وقال قائد منظومة الدفاع الجوي في الجيش الإسرائيلي: "نحن في سباق تسلّح مع أطراف أخرى، وإن مقلاع داوود ليس منظومة سلاح ضد تهديد معيّن وإنما هو مجموعة منظومات وقدرات في مقابل أي تهديد، وفي هذا السياق نود أن نسبق الطرف الآخر".

ويمثّل مقلاع داوود المستوى المتوسط من نظام إسرائيلي متعدد المستويات للتصدي للصواريخ، وهو مؤهل لاعتراض صواريخ متوسطة المدى وكذلك صواريخ كروز.

وصُمم المقلاع ليحلّ بالأساس محلّ أنظمة الدفاع الصاروخي باتريوت لدى الجيش الإسرائيلي. ويستهدف مقلاع داوود إسقاط صواريخ أطلقت من مسافة تتراوح بين 100 إلى 200 كيلومتر.

وتمثّل القبة الحديدية المستوى الأدنى من ذلك النظام، وهي مصممة للتصدي للصواريخ قصيرة المدى، وللمسيّرات الصغيرة ولقذائف الهاون.