رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في الذكرى الـ78 للانتصار على ألمانيا.. روسيا تحيي يوم النصر

نشر
الأمصار

تحتفل روسيا، بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية، وتحل ذكراه في 9 مايو/أيار من كل عام، عبر عرض في الميدان الأحمر.

الحرب الوطنية العظمى


ويوم النصر من أهم العطلات الرسمية في روسيا ويحيي الروس فيه ذكرى التضحيات الكبيرة التي بذلها الاتحاد السوفياتي في أثناء ما يعرف باسم الحرب الوطنية العظمى بين عامي 1941 و1945 والتي راح ضحيتها نحو 27 مليون مواطن روسي.

وتكتسب ذكرى هذا العام بعدا آخر مع تشييع روسيا لمئات وقد يصلوا لآلاف الجنود الذين قُتلوا بالعملية العسكرية بأوكرانيا المستمرة منذ 15 شهرا، والتي لا تشير أية بوادر على انتهائها.

وكثيرا ما يشبه بوتين حرب أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفيتي بعد الغزو النازي بقيادة هتلر عام 1941. ويصف بوتين الحرب بأنها معركة أمام قوميين يستلهمون النازية.

وتصف كييف ذلك بالسخف وتتهم روسيا بالتصرف على غرار ألمانيا النازية بعد أن شنت حربا عدوانية بلا داعي وسيطرت على أراض أوكرانية.

عرض عسكري بالميدان الأحمر

وشهد بوتين ووزير الدفاع الروسي ومسؤولون كبار آخرون عرضا في الميدان الأحمر عادة ما يشمل الدبابات وقاذفات الصواريخ العابرة للقارات وجنود المشاة.

لكن السلطات ألغت تحليق طائرات مما يعكس تدابير أمنية مشددة لأسباب من بينها هجمات الطائرات المسيرة.

وأشارت تقارير أيضا إلى مشاركة عدد أقل من الجنود والعتاد العسكري في العرض هذا العام لأن الحرب الأوكرانية تستنزف الرجال والعتاد بشدة.

وألغت السلطات مواكب يحمل فيها الناس صور أقاربهم الذين حاربوا النازية.

وهذا العام شارك ما يزيد عن عشرة آلاف فرد و125 قطعة من المعدات في عرض النصر في الساحة الحمراء، ومن المتوقع أن تكون من ضمنها مدرعات من طرازي "تيجر" و"تايفون-أو"، منظومات صواريخ "إس-400" للدفاع الجوي، وناقلات جنود مدرعة "بي تي إر -82 آ"، وصواريخ عملياتية تكتيكية "أسكندر-إم"، ومنظومات صواريخ أرضية متنقلة "يارس"، وكذلك ناقلات جند مدرعة جديدة من طراز "بوميرانغ".

اتهامات للغرب وتعهد بالانتصار

وأمام آلاف الجنود الروس والنخبة السياسية، صعد الرئيس فلاديمير بوتين، من اتهاماته للدول الغربية، بتدبير "حرب" ضد بلاده، قبل أن يدعو إلى "النصر".

وقال الرئيس الروسي، خلال إحياء ذكرى الانتصار على النازية في عام 1945، إن "الحضارة من جديد عند نقطة تحوّل. لقد اندلعت حرب ضد وطننا".

وأشار فلاديمير بوتين إلى أن "الحرب اندلعت ضد روسيا مرة أخرى، لكن البلاد رفضت الإرهاب الدولي، وستحمي سكان دونباس وتضمن أمنها"، مضيفًا: "المعارك المصيرية بالنسبة لشعبنا كانت دائما مقدسة، نحن واثقون من الوصول إلى النهايات والنتائج الأخلاقية ونحن ننحني أمام كل من يقاتل على الجبهة، بكم يرتبط مستقبل شعبنا، نحن مستعدون جميعا للمساعدة ونصلي لأجلكم".

وبحسب الرئيس الروسي، فإن "محاولة تحريف نتائج الحرب العالمية الثانية ستنسف مراكز التطور"، مشيرًا إلى أن "الاستعلائية الغربية تحول العالم إلى مأساة".

وقال بوتين إن "الشعب الأوكراني أصبح رهينة للانقلاب ومخططات الغرب وهذا هو سبب الكارثة الحالية في أوكرانيا".

وأضاف بوتين، في العرض العسكري، أنه بالنسبة لروسيا لا توجد شعوب صديقة وغير صديقة «لا في الغرب ولا في الشرق»، وروسيا تريد أن ترى مستقبلًا سلميًا وحرًا ومستقرًا، في حين لا تزال نخب العولمة الغربية تثير الصراعات والانقلابات الدموية، وتزرع الكراهية، وكراهية روسيا، والقومية العدوانية.

وتابع: نخب العولمة الغربية تدمر أيضًا الأسرة والقيم التقليدية التي تجعل الإنسان إنسان، وكل ذلك من أجل الاستمرار في إملاء القواعد على الشعوب وفرض إرادتهم وحقوقهم، ولكنهم في الواقع- نظام للسطو والعنف والقمع، ويبدو أنهم نسوا ما أدت إليه الإدعاءات «المجنونة» للنازيين للسيطرة على العالم، ونسوا من هزم هذا الشر الفظيع الشامل، الذي وقف كجدار من أجل وطنه ولم يدخر حياته من أجل تحرير شعوب أوروبا.

وأشار إلى أنه يوجد عددا من الدول التي تريد خنق أي مراكز تنمية سيادية قائلا: «هدفهم، تحقيق انهيار وتدمير بلاده وشطب نتائج الحرب العالمية الثانية، وأخيراً كسر نظام الأمن العالمي والقانون الدولي، وخنق أي مراكز تنمية ذات سيادة».

حدود مقدسة
 

ولم يتطرق بوتين في كلمته العام الماضي إلى أوكرانيا لكنه انتقد حلف شمال الأطلسي لتوسعه حتى الحدود الروسية وأثنى على بطولة السوفييت في مقاومة هتلر.

وانضمت فنلندا التي تقع على حدود روسيا إلى حلف شمال الأطلسي.

وإلى جانب الهجوم على مجمع الكرملين، تتهم موسكو أوكرانيا أيضا بالمسؤولية عن ضربات بالطائرات المسيرة خلال الأسبوع المنصرم على مستودعات وقود وقطارات شحن وعدة أهداف في شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا إليها من أوكرانيا عام 2014.

وتتهم موسكو كييف والغرب أيضا بالمسؤولية عن تفجير وقع يوم السبت وأسفر عن إصابة الكاتب الروسي القومي البارز زاخار برليبين.

وأثار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي انزعاج روسيا أمس الاثنين بإعلان احتفال بلاده بذكرى انتصار الحلفاء على ألمانيا النازية في الثامن من مايو تماشيا مع الدول الغربية الأمر الذي يعد نبذا لماضي أوكرانيا السوفيتي.

ووصفت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية زيلينسكي بأنه "خائن" وقالت إنه خان ذكرى الأوكرانيين الذين خسروا أرواحهم في قتال النازيين.