رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

محمد حبيب يكتب: دار الإفتاء و تجربتها الناجحة في التعامل مع فتاوى كورونا

نشر
الأمصار

إن المتابع للمحتوى الإعلامي يدرك أن دار الإفتاء المصرية قد أدلت بدلوها في التعامل مع ظروف وباء كورونا منذ اللحظات الأولى لظهوره وما زالت، بصفتها أعرق المؤسسات الإفتائية في العالم كله؛ فقد وجهت الدار مع البدايات الأولى لظهور عدوى الفيروس بتوظيف كل الإمكانيات العلمية والشرعية والتخصصية والتقنية للتعامل مع النازلة، والتأصيل لمواجهة الأزمة، ولإنجاز هذه المهمة الجليلة، فتم تناول جل الجوانب التي يمكن أن تتأثر بهذا الوباء، بدءًا من الجانب الروحي، إلى الأداء الشعائري، إلى التناول الفقهي، إلى السلوك الأخلاقي إلى الحراك الاجتماعي، إلى التفاعل الوطني، إلى الالتزام القانوني، وغير ذلك مما يحيط به من أحوال وظروف فردية ومجتمعية ووطنية ودولية.

ومن الجدير بالذكر أن دار الإفتاء قد أصدرت العام الماضي كتابًا ضخمًا بعنوان “فتاوى النوازل لتقديم معالجة شرعية وإفتائية للمستجدات التي تتعلق بوباء كورونا” متضمنًا عشرات الفتاوى المتعلقة بالوباء، فضلًا عن ضوابط أداء العبادات على الوجه الذي يقي خطر استشراء البلاء وبلواه، وتأصيلًا لمشروعية اتخاذ الإجراءات التي تحد من انتشاره وتقلل من عدواه، وتفصيلًا لكيفية التعامل مع مرضاه، وتوضيحًا لطرق دفن موتاه.
وهذه الرؤية الجادة والجهود الملحوظة للدار ستقوم هي بعرضها على العالم بوجه عام وعلى مؤسسات الفتوى بوجه خاص ليستفيد منها الجميع في ظل التحول الرقمي المنتظر في العالم أجمع من خلال عدة محاور وورش عمل في مؤتمر عالمي قادم وبالتحديد في الثاني والثالث من شهر أغسطس 2021م والذي ستنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت مظلة دار الإفتاء المصرية وبرعاية كريمة من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي تحت عنوان “مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير وآليات التعاون”، ومن المقرر أن يحضر وفود من خمس وثمانين دولة يمثلون كبار المفتين والوزراء والشخصيات العامة، وكذلك بمشاركة نخبة من القيادات الدينية وممثلي دُور الإفتاء على مستوى العالم.
وقد أعلنت الدار في بيانات رسمية محاور المؤتمر والتي ستشمل محورًا بعنوان: «الإفتاء الجماعي ومؤسساته.. الواقع والمأمول»، ومحورًا ثانيًا حول: «مؤسسات الفتوى في العصر الرقمي.. تحديات التطوير ونماذج المعالجة»، أما المحور الثالث فيأتي بعنوان: «الإفتاء الجماعي في أزمنة الجوائح والأزمات»، كما يتحدث المحور الرابع عن: «تفعيل التطور الرقمي في مؤسسات الفتوى لمواجهة الجوائح وعبور الأزمات».
فكل التحية والتقدير لكل الباحثين والعلماء في دار الإفتاء المصرية وكل الشكر والعرفان لقياداتها؛ فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، وفضيلة الدكتور إبراهيم نجم المستشار الإعلامي لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، وكل الشكر والعرفان والتقدير لمعالي المستشار / أسامة الهنداوي الأمين العام لدار الإفتاء المصرية على هذا المؤتمر الناجح إن شاء الله.

الباحث بالمركز الإعلامي بدار الإفتاء –  مصر / محمد حبيب