رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

في الذكرى الـ41 لتحرير سيناء.. محطات مهمة لاسترداد كامل أراضي الفيروز

نشر
الأمصار

بعد ست سنوات من الصراع المسلح بين مصر وإسرائيل، ويعتبر يوم الخامس والعشرين من أبريل هو يوم حفر في قلوب وعقول المصريين، لاسترداد أرض الفيروز الغالية.

تحتفل مصر والقوات المسلحة غدًا الثلاثاء، الموافق الخامس والعشرين من شهر أبريل بذكرى تحرير سيناء، وهي الذكرى التي تأتي هذا العام، وقد تطهرت الأرض بعد نحو 9 سنوات من جهود مكافحة الإرهاب من دحره، مقابل شهداء من أبطال القوات المسلحة والشرطة المدنية وكذلك مدنيين، لتتحول شمال سيناء من ظلام إلى نور، وبدأت تشهد مدن العريش ورفح والشيخ زويد وكافة القطاعات، التعمير والتنمية والزراعة من جديد.

أسترداد أرض سيناء

ويأتي احتفالنا هذا العام 2023 بيوم التحرير الموافق 25 أبريل مختلفًا، وهو اليوم الذي استردت فيه مصر أرض سيناء بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفيه تم استرداد كامل أرض سيناء ما عدا مدينة طابا التي استردت لاحقا بالتحكيم الدولي في 15 مارس 1989، حتى اكتمل التحرير مع رفع العلم المصري على طابا، والتي تعد آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية.

لقد وقعت سيناء فى يد المحتل الإسرائيلى بعد هزيمة يونيو 1967، ولكن بعد أيام معدودة من الهزيمة، بدأت مصر معركة استرداد الأرض حيث شهدت جبهة القتال معارك شرسة كانت نتائجها بمثابة صدمة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، والتى عرفت بحرب الاستنزاف التى استمرت حتى قيام حرب السادس من أكتوبر 1973.

وبدأت المواجهة على جبهة القتال ابتداءً من سبتمبر 1968 وحتى السادس من أكتوبر 1973م حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور والتى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل واقتحمت قناة السويس وخط بارليف كان من أهم نتائجها استرداد السيادة الكاملة على قناة السويس، واسترداد جزء من الأراضى فى شبه جزيرة سيناء وعودة الملاحة فى قناة السويس فى يونيو 1975.

ومهدت حرب أكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذى عُقد فى سبتمبر 1978 م على أثر مبادرة "السادات "التاريخية فى نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس.

ويجب الإشارة إلى أنه بعد اليوم السادس عشر من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، حيث تم إصدار القرار رقم 338 والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءً من 22 أكتوبر 1973م،  وذلك بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن، والذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قراراً آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذى التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخولها فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات الأمر الذى أدى إلى توقف المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء.

وأدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصرى، وقد تم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء.

وشهد يوم 25 أبريل عام 1982 رفع العلم المصرى على سيناء، بعد استعادتها كاملة من إسرائيل، وكان هذا هو المشهد الأخير فى سلسة طويلة من الصراع المصرى الإسرائيلى انتهى باستعادة الأراضى المصرية كاملة بعد انتصار كاسح للسياسة والعسكرية المصرية.

2- اكتمل تحرير سيناء بعد عودة طابا عام 1988، بعد سلسلة قوية استطاعت الدبلوماسية المصرية إثبات نجاح كبير فيها، وتم رفع العلم المصرى عليها أيضا.

3- بدأت معركة تحرير سيناء من بعد عام 1967 اعتمادا على وسائل النضال، حيث خاضت القوات المسلحة معارك شرسة خلال حرب الاستنزاف، ومن ثم استكمال المعركة خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.

4- بدأت الدولة المصرية طريق العمل السياسى والدبلوماسى بداية من المفاوضات والمباحثات حتى تم توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وتلاها توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979.

5- عقب مفاوضات السلام مع إسرائيل، وعلى مدار 3 سنوات حققت الدولة المصرية هدفها وتم الحصول على سيناء بشكل كامل بعد الانسحاب الإسرائيلى وذلك يوم 25 أبريل عام 1982.

6- مهدت حرب أكتوبر الطريق لعقد اتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل الذي عُقد في سبتمبر 1978 م على أثر مبادرة "السادات "التاريخية في نوفمبر 1977 م وزيارته للقدس.

7- توصلت اتفاقية السلام مع إسرائيل إلى إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وأيضاً المدنيين من سيناء، على أن تستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء.

8- أدت معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل إلى انسحاب إسرائيلى وذلك وفق جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء حتى تحقق الانسحاب الكامل يوم 25 أبريل عام 1982.

9- وفي يوم ‏25‏ إبريل ‏1982‏ تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوب سيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عاماً وإعلان هذا اليوم عيداً قومياً مصرياً في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء.

10- خلال الانسحاب النهائي الإسرائيلي من سيناء كلها في عام 1982، تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، وفيما استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الغالية سبع سنوات من الجهد الدبلوماسى المصرى المكثف‏.

دور المرأة في تحرير سيناء

الست «فاطوم» 

الست "فاطوم" من محافظة السويس، لم تكن تملك أي إمدادات غذائية في ظل القصف والأوضاع الصعبة في مدن القناة خلال فترة حرب الاستنزاف، ولكن هذا لم يثنها عن تقديم يد المعونة إلى رجال المقاومة بالسويس، فقررت ذبح 10 دجاجات لرجال المقاومة المصرية حسبما ذكر الكاتب الصحفي مصطفى عبيد في كتابه "هوامش التاريخ.. حكايات منسية".

و نقلا عن الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي، كانت السيدة "فاطوم" تضمد جراح المقاتلين وتنقل الذخائر رغم القصف المستمر والظروف الصعبة في مدن القناة وخلال فترة ما قبل حرب أكتوبر.

السيدة «فلاحة فايد»

السيدة المعروفة باسم "فلاحة فايد" كانت تقيم بمدينة فايد التابعة لمحافظة الإسماعيلية، كما كانت بمثابة جاسوسة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث كلفها أحد الضباط أن تذهب إلى مكان تمركز آليات العدو الاسرائيلي لتختبئ بين الأشجار الكثيفة في منطقتي فايد وسرابيوم ومراقبتهم عن كثب قبل أن يضع خطته للهجوم عليهم.

وروى المشير الراحل "حسين طنطاوي" في كتابه "بطولات حرب أكتوبر" عن هذه السيدة، أنها لم تكفها المخاطرة بروحها، بل أخذت ابنها معها لأماكن تمركز العدو وحملته على كتفها للتمويه، والأغرب أنها قامت بعملية الاستطلاع وطلبت قنابل أو أي سلاح يدمر دبابات العدو.

السيدة «فوزية»

تلقت "فوزية"، وعدد من النساء معها التدريب على يد ضباط من المخابرات وقت الحرب، على نقل الرسائل من الضباط بالقاهرة إلى القيادات في سيناء، وتدريبهن على هذه المهمة ساعدهن على القيام بالمهمة على أكمل وجه، ولم تكن فوزية امرأة وحيدة قررت أن توهب حياتها ووقتها إلى الوطن، بل كانت تترك عائلتها وتذهب إلى القاهرة تحمل الرسائل والمعدات التى يرسلها معها الضباط في القاهرة إلى قيادات سيناء، وكذلك إلى الضباط المتواجدين في سيناء، وهو ما عجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن كشفها في هذا الوقت".

السيدة «فرحانة»، «شيخة المجاهدين»

السيدة "فرحانة" سيدة السيناوية التي لقبت بشيخة المجاهدين في سيناء، لدورها ضد إسرائيل خلال فترة ما بعد نكسة 1967 واحتلال سيناء وحتى تحريرها، وكانت فرحانة من قبيلة الرياشات، ولها 4 أبناء، تعيش في الشيخ زويد بشمال سيناء. 

ولكن بعد أن انتقلت للقاهرة بسبب احتلال سيناء من جيش الاحتلال قررت الانتقام من العدو، لتنضم إلى منظمة سيناء العربية التي أنشأتها الحكومة المصرية وقامت بتدريبها العسكري، فكانت تستغل عملها في تجارة القماش وانتقالاتها من وإلى قلب سيناء في زرع القنابل وتفجيرها ونقل الرسائل من وإلى رجال المقاومة.

وكانت "فرحانة" تنقل الرسائل والأوامر من قيادات الأمن في القاهرة إلى الضباط وقيادات سيناء، ونقل معلومات حول العدو الإسرائيلي في ذلك الوقت، ورغم الإجراءات الأمنية المشددة التى كان يقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلى من تفتيش إلا أن هذا لم يجعلها تتراجع عن هذا الدور العظيم، والمشاركة في نصر أكتوبر، وتعد هى من أشهر المجاهدات فى سيناء.

كما أنه لم يعرف أحد من أهل المجاهدة "فرحانة" حقيقة ما كانت تقوم به من جهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث صرح نجلها "شوقي سلامة"، في حوار صحفي عام 2011، قائلًا "كنا لا نعرف عنها شيئاً، فكنا نسكن في إمبابة بجوار بعض أفراد أسرتنا برعايتنا ونحن صغار، ويتناوبون على إعداد الطعام لنا ظناً منهم أن أمي تتاجر في القماش في سيناء، لكي تلبي احتياجاتنا بعد أن انفصلت عن والدي وأصبحت هي المسؤولة عنا، ولم نعلم بما كانت تقوم به أمي من عمليات فدائية".

السيدة «سهير» 

السيدة "سهير حافظ" أرملة الشهيد النقيب مدحت مكي ، واستشهد "مكي" بعد زواجهما بستة أشهر فقط، ولم تتوقف حياة المرأة التي دفعت ثمن حرية الوطن بدماء زوجها، بل قررت أن تستكمل تعليمها وحصلت على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة، وعملت لفترة كمعلمة، إلا أنها قررت أن يكون عملها بالهلال الأحمر المصري، لكي تكون خير عمل لها خصوصا بعد أن استشهد زوجها في حرب أكتوبر.

السيدة «إصلاح»

الحكيمة "إصلاح محمد" من القاهرة، وكانت ضمن هيئة تمريض مستشفى السويس الأميري، والذين استمروا في العمل مع الأطباء 24 ساعة يوميا أثناء المعارك وما بعدها، تذكر "لم نكن نخشى شيئا، ورغم وجود حوالي 200 سرير في المستشفى يخدمها طاقم من 20 طبيبا و 78 ممرضة فقط ، وفي بعض الأحيان كانت إمدادات الدم تقل فكنا نتبرع بدمائنا للجرحى".

السيدة «فهمية»

تعتبر السيدة "فهيمة" أبرز السيدات السيناويات، وكانت أول امرأة يتم تجنيدها من المخابرات الحربية، لرصد المواقع الإسرائيلية على الضفة الغربية وخط "بارليف"، ومعرفة نوع السلاح وعدد القوات.

أهمية منطقة سيناء

منطقة سيناء تعتبر بمثابة بوابة مصر الشرقية على قارة آسيا، وقد كان لسيناء أهمية تاريخية كبيرة على مر العصور.

حيث تربط سيناء بين قارتي آسيا وأفريقيا عن طريق البر، فكانت القوافل التجارية القادمة من شبه الجزيرة العربية تعبر من خلالها .

سيناء تحتوي على العديد من الآثار القديمة ، مثل “دير سانت كاترين “، تحتوى ارضها على العديد من الثروات الطبيعية ومنها البترول.

كذلك توجد بها أكبر المنتجعات السياحية بمدينة شرم الشيخ ونويبع، التي تمثل مصدر هام من مصادر مصر للدخل القومي، بالإضافة إلى إيرادات قناة السويس.

المفاوضات السياسية
بدأت مصر مرحلة جديدة مع إسرائيل وهي مرحلة المفاوضات السياسية، وذلك بعد قرار رقم 338 لوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل، وذلك بوصول قوات طوارئ دولية لجبهة القتال على ارض سيناء.
مباحثات (الكيلو 101 )، في عام 1973، وكانت تمهيدا للمباحثات السياسية.


اتفاقية فض الاشتباك في عام 1974، وقد ترتب عليه انسحاب إسرائيل مساحة 30 كيلو متر شرق القناة، وفي عام 1975، تقدمت مصر بمساحة 4500 كيلو لأرض سيناء وهو الاتفاق الثاني بعد وقف إطلاق النار.

وفي عام 1977، أعلن الرئيس الراحل أنور السادات برغبته لزيارة القدس ، لتحقيق السلام بين مصر وإسرائيل، والبحث حول حل عادل للقضية الفلسطينية.

وفي عام 1978، مؤتمر (كامب ديفيد ) للسلام، وهو اتفاق ثلاثي بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة الامريكية، وقد تضمنت وثيقتين لتسوية النزاع العربي الإسرائيلي.

وفي عام 1979، تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، وذلك لضرورة وجود سلام شامل وعادل في المنطقة.

وفي عام 1979 تم انسحاب إسرائيل من منطقة سانت كاترين، ووادي الطور.

وفي 25 ابريل عام 1982، تم رفع العلم المصري على أرض طابا المصرية، وقد كانت هذه آخر جزء استردته مصر من أرضها المحتلة.