رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

الاحتفال بيوم زايد للعمل الإنساني في الإمارات غدًا

نشر
الأمصار

تحيي دولة الإمارات غداً «يوم زايد للعمل الإنساني» الذي يصادف 19 رمضان من كل عام الموافق لذكرى رحيل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

وتجسد المناسبة قيم الوفاء لإرث القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في العمل الإنساني والحرص على مواصلة نهجه في العطاء ومد يد العون لجميع الدول والشعوب دون تمييز أو تفرقة.

ويعد «يوم زايد للعمل الإنساني» إحدى أهم المحطات في أجندة الأحداث السنوية في دولة الإمارات، وهي مناسبة للاحتفاء بمناقب وإنجازات رائد العمل الإنساني المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أسهمت مبادراته النوعية في التخفيف عن الشعوب في كافة المناطق التي شهدت النزاعات والكوارث وفي مساعدة الفقراء والمعوزين لبث السعادة في نفوسهم، بعيداً عن أي اعتبارات سياسية أو عرقية أو دينية.

وتحولت المناسبة إلى منصة سنوية لإطلاق المبادرات الإنسانية والخيرية من المؤسسات الوطنية المختلفة ترسيخاً لإرث زايد والسير على دربه في نشر العمل التطوعي والإنساني بأبهى صوره وتتويجاً لجهود الدولة ورسالتها المرتكزة على الإنسان بهدف إحداث الفرق في حياة الناس والمجتمعات على حد سواء.

ويعتبر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رمزاً للعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وقد تبوأت دولة الإمارات بفضل جهوده ومبادراته الإنسانية في مناصرة الضعفاء ومساعدة المحتاجين وإغاثة المنكوبين، الصدارة والريادة في ميادين العمل الخيري والإنساني إقليمياً ودولياً.

ويستمد نموذج العطاء الإنساني الذي تقدمه دولة الإمارات إلى العالم مبادئه من رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتي تعلي قيمة التضامن الإنساني وتحث عليه، حيث أسس خلال عام 1971 صندوق أبوظبي للتنمية، ليكون عوناً للأشقاء والأصدقاء بالإسهام في مشروعات التنمية والنماء لشعوبهم.

كما أنشأ عام 1992 مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية لتكون ذراعاً ممتدة في ساحات العطاء الإنساني ومجالاته جميعها داخل الدولة وخارجها.

ويسجل التاريخ للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أنه نجح في تحويل العمل الإنساني في دولة الإمارات إلى أسلوب حياة وسلوك حضاري تتناقله الأجيال بإكسابه صفة الشمولية، حيث تنطلق من الإمارات اليوم أكثر من 40 جهة مانحة ومؤسسة إنسانية وخيرية تغطي مساعدتها كافة دول العالم والشعوب المحتاجة والمتأثرة.

كما تتصدر الإمارات قائمة الدول الأكثر عطاءً على مستوى العالم نسبة إلى دخلها القومي. وتعم شواهد عطاء الشيخ زايد في مختلف الدول حيث تكاد لا تخلو بقعة من بقاع الدنيا إلا وتحمل أثراً كريماً يمجد ذكراه العطرة، من مستشفيات ومساجد ومراكز طبية وثقافية تحمل اسم «زايد».

ويعد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان من أكثر الشخصيات التاريخية الحاصلة على الأوسمة والنياشين الخاصة بالعطاء الإنساني والعمل الخيري، ففي عام 1985 منحت المنظمة الدولية للأجانب في جنيف /‏‏الوثيقة الذهبية/‏‏ للشيخ زايد باعتباره أهم شخصية لعام 1985.

وفي عام 1988 اختارت هيئة /‏‏رجل العام/‏‏ في باريس الشيخ زايد وذلك تقديراً لقيادته الحكيمة والفعالة ونجاحه في تحقيق الرفاهية لشعب دولة الإمارات وتنمية بلاده أرضاً وإنساناً، وجعلها دولة متطورة متقدمة. وفي عام 1993 منحت جامعة الدول العربية وشاح رجل الإنماء والتنمية للشيخ زايد، وفي عام 1995 قدمت جمعية المؤرخين المغاربة للشيخ زايد بن سلطان الوسام الذهبي للتاريخ العربي.

وذلك تقديراً منها لجهوده المتواصلة في خدمة العروبة والإسلام، وفي عام 1995 اختير الشيخ زايد «الشخصية الإنمائية لعام 1995» على مستوى العالم، وفي عام 1996 أهدت منظمة العمل العربية درع العمل للشيخ زايد تقديراً من المنظمة لدوره الرائد في دعم العمل العربي المشترك.

وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على توفير الدعم للمؤسسات الخيرية والإنسانية العاملة بدولها، ولاقت اهتماماً كبيراً من قبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في جميع لقاءاته، ما مكنها من أن تؤدي رسالتها الإنسانية النبيلة على أكمل وجه، وأن تصل الأيادي البيضاء إلى كل صاحب حاجة سواء داخل الدولة أو خارجها، بما يضمن تحقيق غاياتها وأهدافها السامية التي أنشئت من أجلها.

وكانت هذه الجهات الإنسانية والخيرية منبراً لدعم الفقراء والمحتاجين ومساندة المنكوبين والمتضررين، ومحققة لإنجازات إنسانية وخيرية وامتدت إلى كافة بقاع المعمورة واستفاد منها ملايين البشر، تنفيذاً لتوجيهات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

مساعدات

وبلغت قيمة المساعدات التنموية والإنسانية التي تم توجيهها من الإمارات خلال الفترة من العام 1971 حتى العام 2004، ما يقارب نحو 90.5 مليار درهم، فيما تخطى عدد الدول التي استفادت من المساعدات والمعونات الإنمائية والإنسانية والخيرية التي قدمتها الإمارات حاجز الـ 117 دولة تنتمي لكافة أقاليم العالم وقاراته.

كما بلغ إجمالي عدد الدول التي استفادت من المؤسسات الإماراتية المانحة إلى أكثر من 178 دولة منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى نهاية عام 2020، وبلغت قيمة هذه المساعدات 274.99 مليار درهم، وهذا ما يعكس نهج العطاء الذي أرساه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في مساعدة الجميع، إذ إن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة تراعي الجانب الإنساني واحتياجات الشعوب، والحد من الفقر.

والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، لا ترتبط بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو اللون أو العرق أو الدين، وتترجم هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة، وهذه المنهجية إرث متأصل في سياسة الدولة الخارجية.

أولوية

وآمن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بأهمية استقرار ورخاء الدول، وإحلال السلام والازدهار في المنطقة والعالم، وتصدرت القضايا الإنسانية والخيرية أولوية فكر واهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، داخل الدولة وخارجها، وبلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات التي وجه بها، رحمه الله، في شكل منح وقروض ومعونات شملت معظم دول العالم أكثر من 98 مليار درهم حتى أواخر عام 2000.

واقترن اسمه على الدوام بالعطاء وتقديم العون لكل محتاج في أي منطقة بالعالم، وتمكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من جعل الإمارات محطة عالمية للإنسانية وعمل الخير، بمأسسة العمل الإنساني، وإكسابه صفة الشمولية.

وأصبحت الإمارات في عهده من أهم الدول المساهمة في العمل الإنساني والإغاثي على مستوى العالم، وتميزت دولة الإمارات بسخائها، ونتيجة زرعه ثقافة العطاء، قطفت الدولة ثمار هذه الرؤية الإنسانية في تصدرها في السنوات الأخيرة، قائمة المانحين من حيث المساعدة الإنمائية الرسمية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي.

وينبثق هذا السخاء من التراث العربي والإسلامي، ويعكس قيم دولة الإمارات في الدعم غير المشروط للبشرية، وباتت تجربتنا الإنسانية الملهمة محط أنظار العالم أجمع ومحفزة للآخرين، مستندة إلى رؤية إنسانية عالمية أسهمت في خدمة مصالح الإنسانية.

أثر إنساني

وفي معظم دول العالم ثمة أثر خيري أو إنساني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولا يمكن حصر المؤسسات الطبية والثقافية والإنسانية التي تحمل اسم «الشيخ زايد» في مختلف أرجاء العالم، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

«مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم، والذي يعد واحداً من أبرز المشاريع التي وجه بتنفيذها في فلسطين إلى جانب مشاريع أخرى، منها إعمار مخيم جنين، الذي تكلف إنشاؤه نحو 100 مليون درهم.

وكذلك بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس، إلى جانب العديد من المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية».

«زايد الإنسانية»

وتوالت إنجازات مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في 1992 ومشاريعها ومبادراتها الخيرية والإنسانية داخل الإمارات وخارجها، إيماناً بدورها في دعم مسيرة الخير والعطاء.

وتأكيدها أن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية، وهو محور كل تقدم حقيقي، إذ تعمل المؤسسة على إيصال رؤيتها ورسالتها وقيمها من خلال تطبيق دورها العلمي والمهني والاجتماعي والوطني داخل دولة الإمارات وخارجها، وأصبح العمل الإنساني أسلوب حياة، يسهم في ترك بصمة محلية وعالمية.

وأسهمت المؤسسة منذ إنشائها، في العديد من المشاريع الخيرية والإنسانية، على سبيل المثال إقامة المستشفيات، كمستشفى المقاصد في فلسطين. وبناء مشروع مستشفى زايد للأمومة والطفولة في صنعاء، بتكلفة 25 مليون درهم. وأسهم في مصر ببناء قسم في مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال بقيمة 7 ملايين درهم. وفي موريتانيا بناء مراكز صحية بقيمة 3 ملايين درهم

. وفي لبنان زوّدت مستشفى سير الضنية بطرابلس بمعدات طبية وتركيبها، عام 2010، ما يعادل 1.6 مليون درهم، فضلاً عن الانتهاء من صيانة مبنى مستشفى الحنان في طرابلس في العام نفسه، بكلفة مليون درهم. وكذلك إنشاء أكبر المستشفيات الحكومية في جمهورية جزر القمر بكلفة 14 مليون درهم.

مشاريع تنموية

وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على تشييد المستشفيات والمراكز الصحية في كثير من دول العالم، واهتم ببناء المستشفيات والمراكز الصحية في الدول الفقيرة، ومن بينها: «مستشفى زايد في موروني - جزر القمر، ومستشفى زايد للأمومة والطفولة في كابول، أفغانستان الذي تم إنجازه عام 2010.

ومستشفى الشيخ زايد الذي يعتبر أحد أهم المعالم البارزة في العاصمة الموريتانية نواكشوط، ومستشفى الشيخ زايد في مدينة فوشتري بكوسوفو، ومؤسسة الشيخ زايد العلاجية وتطوير مركز «مريم» الخاص برعاية الطفولة في المغرب، إلى جانب مركز زايد لرعاية الأطفال في كينيا.

وفي أكتوبر عام 2013 تم افتتاح مستشفى الشيخ زايد في منطقة منشأة ناصر بالقاهرة، بتمويل من صندوق أبوظبي للتنمية وبتكلفة 130 مليون درهم، ومستشفى الشيخ زايد بمديرية شنغاني في العاصمة مقديشو».

كما قدم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، المساعدات الإنسانية والخيرية لمصر من خلال مشاريع كثيرة كبناء عدد من المدن السكنية السياحية واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وتشييد العديد من القرى السياحية، فضلاً عن تقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية، وفي عام 1990 تبرع، رحمه الله، بـ 20 مليون دولار.

وذلك لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة، وهناك عشرات المشاريع في المغرب تحمل اسم «زايد». وطالت مساعدات ومكارم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، السودان، وتبرع بإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية، وقدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 5.16 ملايين درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان.

إضافة إلى إغاثة ومساعدة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية دنقلا السودانية، كما أسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في إعمار لبنان ودعم سوريا، وحرص على أن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب، وتم تقديم المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية، كما قدم دعماً لسوريا في المشاريع الخيرية والتنموية، إذ وقع صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي في دمشق 3 اتفاقيات مع سوريا لتمويل 3 مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم .

استدامة

تستمر دولة الإمارات اليوم على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في العطاء المستدام، حيث لم تنقطع يوماً عن تقديم يد العون لجميع المحتاجين والفقراء والمتضررين من الكوارث والحروب في شتى بقاع الأرض، إذ يواصل هذا النهج الخيري والإنساني محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وأخوه محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ومنصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، وإخوانهم حكام الإمارات، لخدمة الإنسانية.