رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

إحسان كاظم يكتب: تايوان بين أمريكا والصين ودور الدبلوماسية

نشر
إحسان كاظم
إحسان كاظم

تشغل الحرب بين روسيا وأوكرانيا العالم حالياً وهي البؤرة الأولى للصراع الدولي وفي الحقيقة أوكرانيا ليست وحدها، بل خصم روسيا حلف الناتو الغربي بزعامة الولايات المتحدة.

كما أن هناك بؤرة الصراع الدولية الثانية أزمة دولية وتاريخية أزمة دولية كبيرة وصراع محتمل جداً بأنه قد يؤدي إلى حرب كبيرة قد تجر العالم إلى حرب عالمية نووية شاملة باستطاعتها تدمير كوكبنا المسمى الأرض ثمانية مرات هذا ما صرح به الخبراء وهذا هو سبب حبس العالم أنفاسه العالم على "كف عفريت".
بعد استعراض الولايات المتحدة على هيروشيما وناغازاكي (في السادس والرابع من أغسطس 94 الحرب العالمية الثانية لكي تري العالم انها القطب الأوحد والوحيد وأنها هي صاحبة اليد العليا بامتلاكها سلاح جديد وفتاك فريد من نوعه تفاجأ العالم بأسره من سلاح القنبلة النووية.

ما سبب صراع ما بين الصين وجزيرة تايوان؟
تتميز العلاقات الدولية، كما هو معروف بسيادة عنصر الفوضى (Anarchy) في معظمها بمعنى عدم وجود جهة عليا (أو سلطة حاكمة) تتولى عملية التوزيع السلطوي للقيم في المجتمع الدولي.

وايضاً سيادة قانون الغاب ويعني هذا ان القوي يأكل الضعيف، ومسلم ايضاً بأن "جوهر" العلاقات فيما بين الدول يتمحور حول ظاهرتي التعاون والصراع.

بالطبع في حالة الصين وجزيرة تايوان خصوصاً بعد زيارة الوفد الأمريكي الغير رسمي لتايوان ظاهرة الصراع هي الحاصلة ودور الدبلوماسية يكاد يكون محدود فعلى الرسم البياني يكون 95% صراع لكن هناك مجال 5% مفتوح للتعاون الغير محتمل في حقيقة الأمر من رأي الباحث.

توجد آليات لحل النزاعات لكن إذا لم يتم حل الصراع قد يؤدي إلى حروب شاملة عند تدخل الدول العظمى والكبرى.
 

تاريخ العلاقة بين الصين وتايوان
"كانت الصين وحتى بداية القرن العشرين، عبارة عن عدة ممالك إقطاعية متشرذمة ومتنافرة، تسيطر عليها بعض القوى الاستعمارية الكبرى، وخاصة بريطانيا، واليابان الأمر الذي أدى إلى قيام حروب أهلية صينية عدة، وكذلك نشوء حركات تحرير وطنية عديدة، أهمها: الحركة الوطنية لتحرير الصين، بزعامة «شان كاي شيك»، الذي حكم الصين في البداية، وميليشيا الحزب الشيوعي الصيني، الذي تأسس عام 1921م، بزعامة «ماو تسى تونج». وبعد انتصار المقاومة الوطنية الصينية، واندحار الاستعمار، نشبت حرب أهلية صينية كبرى، بين قوات هاتين الحركتين، انتصر فيها الشيوعيون، الذين سارعوا بتأسيس ((جمهورية الصين الشعبية)) في أكتوبر 1949م. وأصبحت عاصمتها مدينة بيكين.

ونتيجة لهزيمته، هرب «شان كاي شيك» وجيشه إلى جزيرة «تايوان»، الصينية الواقعة شرق الصين -تبعد 800 كيلومتر عن البر الصيني- وأسس هناك «جمهورية الصين الوطنية» /‏ تايوان، بمساعدة مكثفة من أمريكا وبعض دول الغرب وأتخذ من مدينة «تايبيه» عاصمة لهذه الجمهورية وذلك في شهر ديسمبر 1949م وتبلغ مساحة تايوان 36 ألف كيلومتر مربع، ويسكنها حوالي 25 مليون نسمة، وقد تأسست فيها حكومة ديمقراطية/ ‏رئاسية، وشهدت نهضة صناعية وتقنية كبرى، جعلتها إحدى «نمور آسيا»، وما زالت قائمة، نتيجة رغبة أمريكية قوية في استقلالها من أجل دافع خفي لها بالطبع.

وكما هو معروف، كانت معظم دول العالم تعترف بـ«جمهورية الصين الوطنية»، وتعتبرها ممثلة لكل الصين والصينيين. وكانت تحتل مقعد الصين في هيئة الأمم المتحدة. ولكن، بعد زيارة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون لبيكين، عام 1972م، تغير الحال، وأمسى هناك وضع دولي مختلف. اذ اعترفت أمريكا بـ«جمهورية الصين الشعبية»، كممثلة لكل الصين. وكان هذا يعني: سحب الاعتراف العالمي بـ«تايوان»، وتولي الصين الشعبية مقعد الصين في الأمم المتحدة. ومما نتج عن ذلك: وقوع جمهورية الصين في عزلة دولية خانقة. حيث تحولت أغلب الدول التي كانت تعترف بها، وتقيم معها علاقات دبلوماسية وغيرها، لجمهورية الصين الشعبية، التي تقطع علاقاتها فوراً مع أي دولة تعترف بتايوان.

تخلت الولايات المتحدة (شكليا) عن جمهورية الصين الوطنية، وكذلك بقية الدول، ولكن أمريكا كانت وما زالت الداعم الأول والأساسي لهذه الجمهورية، منذ نشأتها حتى الآن لكي تستعملها كورقة ضغط ضد الصين.

ومن الناحية الأخرى ترغب وتتزايد مطالب جمهورية الصين الشعبية باستعادة تايوان التي تعتبر استعادتها بمثابة استعادة لشرفها وكرامتها ايضاً لي جزيرة تايوان من أهمية اقتصادية، واستراتيجية، هائلة وأصبح لهذه المطالب الصينية تأثير كبير متصاعد، لتصاعد قوة الصين، والقفزة النوعية الاقتصادية والتقنية التي حققتها في نصف القرن الماضي، والتي جعلتها تأخذ تحجز لها مكانة كدولة عظمى، وتنافس على قمة العالم الاقتصادية-السياسية.

"أهمية تايوان الجيوستراتيجية هي التي تجعل الصراع عليها أقوى وأخطر، بين العملاقين، الصيني والأمريكي. ويثير المسؤولون الصينيون دائما، وفي كل لقاء مع نظرائهم الأمريكيين، مسألة استعادة تايوان، ويعطون هذه المسألة الأولوية على كل القضايا ذات الاهتمام المشترك.

 يشبه المحلل السياسي الأمريكي «نيل فيرجسون» تايوان بالنسبة لأمريكا حاليا، بقناة السويس بالنسبة لبريطانيا في الماضي. إذ يرى أن تخلى أمريكا عن تايوان سيجعل من أمريكا دولة كبرى، وليست عظمى، تماما مثل ما أدى تخلى بريطانيا عن السويس لنزولها من مرتبة الدولة العظمى"
"ومما زاد الأمر تعقيدا، وصعوبة، تدخل الكونجرس الأمريكي على خط الصراع على تايوان. اذ أصدر عام 1979م قانون العلاقة مع تايوان، الذي يلزم السلطة التنفيذية الامريكية (أي رئيس أمريكي) بعدم التخلي عن تايوان، وحماية وضعها الحالي. وهذا يعنى عدم السماح للصين باستعادتها وفي ظل تصميم بيكين على استعادة تايوان، تتضح خطورة هذا الصراع".
"إن لتايوان أهمية كبرى، لكل من أمريكا والصين. فأهميتها، بالنسبة للصين، تتلخص في كونها تقع في مواجهة البر الصيني، ويمكن مهاجمة الصين بسهولة نسبية كبيرة، انطلاقا منها. يقول الاستراتيجيون الصينيون بأنه لا يمكن الدفاع عن الصين بكفاءة، إلا عبر تايوان. وتشرف تايوان على مضيق تايوان الاستراتيجي، الذي يربط بين بحر الصين الشرقي، وبحر الصين الجنوبي، ومن ثم بين المحيطين الهندي والهادي. الأمر الذي يشكل أهمية بالغة للمواصلات البحرية في شرق آسيا. يقول القائد الأمريكي «ماك آرثر»، واصفاً أهميتها الجيوسياسية، «إن تايوان هي حاملة طائرات لا يمكن إغراقها». هذا إضافة الى أهميتها الاقتصادية والتقنية الكبرى المعروفة. أما أهميتها لأمريكا فتنبع من أهميتها للصين" كما ذكرت سلفاً أمريكا تحاول ان تستغل تايوان كورقة ضغط ضد الصين لشعورها بالتهديد من تطور وقوى الصين بالأخص في الجانب الاقتصادي والعسكري على خلاف روسيا التي تهتم فقط بالقوة العسكرية واهملت القوة الاقتصادية ولهذا يتوقع الباحث ان الصين ستصبح او ربما أصبحت القطب الذي ينافس الولايات المتحدة".

لكن من المتوقع ايضاً ان تتبوأ روسيا مكانها كالقطب الثالث فيصبح هناك توزان القوى ((توازان الرعب))
لقد تصاعد التوتر الحاد بين الصين وأمريكا مؤخراً، بسبب قيام السيدة ((نانسي بيلوسي))، رئيسة مجلس النواب الأمريكي حالياً، بزيارة رسمية لتايوان التقت خلالها برئيسة تايوان وبأعضاء مجلس النواب التايواني، وأطلقت تصريحات عدة، تحمل تحدياً أمريكياً صريحاً، ومستفزاً للصين، التي اعتبرت هذه الزيارة تحدياً صريحاً وخرقاً للقانون الدولي، ولتعهدات الولايات المتحدة للصين وهذا ليس بمستغرب فدائماً ما تخلف وتنكث أمريكا بوعودها، فقد وعدت بيلوسي بتقديم الحماية لتايوان، والدفاع عما أسمته "((الديمقراطية التايوانية))"، وأن "((الولايات المتحدة لن تتخلى عن تايوان))" على الرغم من ان عموم الناس فسرو ما حدث بأنه ضعف وان الصين دولة ضعيفة ووصف بعضهم إياها بالجبن في اعتقاد الباحث ان ردة فعل الصين بعدم الهجوم وعدم اتخاذ خطوات قد تم تندم عليها لاحقاً هو التصرف الصحيح والأسلم فالصين شاهدت ما جرى لحليفتها روسيا من استنزاف وخسارة كبيرة وعقوبات فتعلمت منها.

ماذا تريد تايوان وإلى ماذا تهدف؟

"سبق للسيدة بيلوسي، كعضو بالكونجرس، أن قامت بزيارة رسمية لبكين عام 1991م، بعد عامين من أحداث ميدان «تيان ان مين» التي شهدت مطالبات شعبية صينية عارمة بالديمقراطية. أيدت بيلوسي تلك المطالب، ودعت لتحرير التبت، من قبضة بيكين. فهي من أشد المؤيدين لانفصال التبت. وتعتبر زيارتها الأخيرة لتايوان هي زيارة لأعلى مسؤول أمريكي يزور الجزيرة منذ عام 1997م، عندما قام «نيوت جينجريش»، رئيس مجلس النواب الأمريكي، عندئذ، بزيارة للجزيرة، جوبهت بمعارضة صينية شديدة، وإن كانت أقل من المعارضة الصينية لزيارة بيلوسي. وبالطبع، شكرت رئيسة تايوان «تساي إينغ-وين» بيلوسي على «عملها الملموس لدعم تايبيه، في هذه اللحظة الحرجة». وقالت: «إن تايوان لن تتراجع في مواجهة التهديدات العسكرية الصينية، وإنها ستظل، اعتماداً على الدعم الأمريكي، مستقلة» واستنفرت، في هذه الزيارة، قوات صينية وأمريكية، وأيضا تايوانية".

هذا ليس باستقلال ولا يجب على تايوان ان تكون تابعة وخاضعة لأمريكا فهي اذاً لا تملك سيادة، بل تتحكم بها أمريكا كيفما شاءت، ايضاً يجب عليها ان تعي حجمها الحقيقي ولا تسعى إلى الصراع وزعزعة السلام والاستقرار السياسي.

التصعيد والتهبيط

مصطلحين سياسيين مهمين التصعيد (Escalation) التهبيط (DE scalation). التصعيد: يعني: إقدام طرف، أو أكثر، من أطراف الصراع، على زيادة ضغوطه على الآخر، بما يؤدي إلى ارتفاع كثافة الصراع، وزيادة درجة سخونته، واقترابه أكثر من نقطة المواجهة الأكبر. ويتم التصعيد بطرق عدة، منها: اتخاذ الإجراءات المستفزة للأطراف، توسيع نطاق الصراع المكاني، إطلاق الاتهامات والتهديدات، إقحام أطراف وقضايا أخرى فيه، رفع سقف المطالب، وما إلى ذلك. أما التهبيط فهو إجراء معاكس للتصعيد. ويعني: تهدئة وضبط الصراع الدولي، عبر إقدام طرف، أو أكثر، من أطراف الصراع، على خفض وتخفيف ضغوطه نحو الطرف الآخر، بما قد يؤدي إلى تخفيض كثافة الصراع، وخفض سخونته، وتقريبه إلى مرحلة التسوية السلمية.
ما فعلته الولايات المتحدة زيارة السيدة نانسي بيلوسي بالتأكيد يعتبر تصعيد وتصعيد مباشر ايضاً، كما ذكرت في الرسم البياني الخاص بالتعاون والصراع نستطيع ان نستخدمه ايضاً في التصعيد والتهبيط اذاً أمريكا صعدت الأزمة فوق ما هي مرتفعة من وقت طويل بالتأكيد من أجل دافع يقول البعض من العامة ان ارادت ان تذكر العالم بأنها القطب الوحيد في العالم وروسيا والصين ليست بند لها وليس دولة عظمى مثلها، في الولايات المتحدة الأمريكية لديهم مقولة دائماً ما نسمعهم يرددونها في الصحف وفي الشوارع وحتى في أعمالهم السنيمائية في هوليوود "لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً" حتى رئيسهم السابق دونالد ترامب دائماً ما نسمعه يرددها.
ربما هناك جزء من الصحة في وجهة النظر هذه خصوصاً ان أمريكا قد شعرت بالتهديد من الصين في الجانب الاقتصادي، والدليل على هذا عقوبات وضعتها الولايات المتحدة وحظر للتطبيقات الصينية وحظر دعم جوجل في شركة الجولات هواوي وحظر تطبيق تيك توك واتهمهم بالتجسس، من المثير للسخرية بأن الولايات المتحدة هي التي تتجسس على مواطنيها وعلى الشعوب الأخرى كذلك من خلال التطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال الموقع الجغرافي ((GPS مثل موقع وتطبيق فيسبوك، تويتر، وغيرها.

من وجهة نظر الباحث الولايات المتحدة تحاول استغلال أي ورقة ضغط لديها ومحاربة أي فكر غير الفكر الليبرالي الغربي الرأسمالي    مثل في حرب كوريا وأزمة صواريخ كوبا وحرب فيتنام تحاول ان تحارب الفكر الشيوعي والاشتراكي ووقف المد الشيوعي المتمثل في الماركسية، في وقتنا الحالي أوراق الضغط السياسية لدى الغرب هي دولة أوكرانيا وزرع رئيس دمية عميل لديهم، الورقة الأخرى هي جزيرة تايوان وهي ورقة قديمة في الحقيقة تم تجهيزها من عام 1991م من زيارة بيلوسي لبكين.

الصين تواصل مناوراتها قرب تايوان وهذا تصعيد من طرف الصين، ليس هناك تهبيط ولا محاولة تهبيط ربما عدم هجوم الصين واتخاذ هجوم مسلح على الوفد الأمريكي غير الرسمي يعتبر في الواقع تهبيط وهو ربما من وجهة نظر الصين تهبيط على الرغم من كل التصريحات العدائية من الطرفين.

التصعيد والتهبيط من جانب الطرفين مع كل التصريحات في الإعلام وعلى القنوات الإخبارية ان المفاوضات والمساومات المتعلقة بالصراع كان التصعيد وبالنسبة الأكبر هو الغالب في هذه الأزمة الدولية التي قد تخل بتوازن القوى العالمي (توازان الرعب) وسبب التصاعدات هذه وأهمها: 

طبيعة العلاقة بين الصين الشعبية والصين الجمهورية علاقة قديمة تتسم بالكراهية والنبذ والاختلاف وذلك يزيد التصعيد لدرجة كبيرة.
تدخل الغرب (المتمثل في أمريكا) الدائم وحشر أنفسهم في كل شيء وزرع الفتنة والبغضاء وتسيس الشعوب لأسباب لها مصلحة فيها.

أهداف كل من الصين وتايوان بجانب انها تمس بجوهر سيادة كل منهما وأمنهما ومصلحتهما القومية.

وبالتالي ما يحدث في الساحة الدولية التصعيد المتكرر من جميع الأطراف، والذي يتوقع ان يؤدي هذا الصراع إلى حرب مثل جاراتها في الجانب الاخر من العالم روسيا – أوكرانيا.

الغرب يريد ان يجر الصين إلى حرب استنزاف لكن الصين لم تبتلع الطعم، الغرب ايضاً نكث واخلف بوعوده فبعد زيارة الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون لبيكين، عام 1972م
اذ اعترفت أمريكا بـ«جمهورية الصين الشعبية»، كممثلة لكل الصين وكان هذا يعني سحب الاعتراف العالمي ((تايوان)).

دور الدبلوماسية في الأزمة بين الصين – تايوان
تعني السياسة والدبلوماسية ضمن ما تعني مقارعة الخصوم والمنافسين في الاجتماعات وعلى طاولات المفاوضات وهي الوسيلة الصحيحة والسلمية والتي يجب ان يستعملها بني الانسان في تعاملاته ويجب ان تكون دائماً الخيار الأول قبل كل شيء.

حتى في هذا الصراع الكبير والأزمة الدولية الخطيرة يجب اللجوء إلى الدبلوماسية والمفاوضة السلمية، بل وان الدبلوماسية تستخدم وحتى في حالة نشوب الحرب. 


الطريقة الأولى للدبلوماسية:

على الصين الشعبية ان تعي وتعلم انه سوف يفرض عليها عقوبات وحصار اقتصادي شامل من الغرب قد يضرها ضرراً كبيراً لا مجال من التعافي منه فيصبح منفعة ضم جزيرة تايوان تفوق مكاسبها.

وفي ذات الوقت تبدي جمهورية الصين (تايوان) الاستعداد للتنازلات السياسية خوفاً من الدمار وتجنباً له فيتوصل الدبلوماسيين إلى اتفاق يرضي الطرفين فمثلاً تقبل تايوان بسيادة الصين لها وفي المقابل تقبل الصين استقلال تايوان وتعميق روابطهم مع العالم والانضمام إلى المنظمات الدولية مثل هيئة الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية كعضو وليس كمراقب، (مع ان هذا لا يبدو مرجحاً لكن ليس بمستبعد ان يصدر مثل هذ الاتفاق من الطرفين).


الطريقة الثانية للدبلوماسية:

حفظ السلام عن طريق النصوص القانونية واللجوء إلى القضاء (محكمة العدل الدولية) السلم والسلام في القانون الدولي هو حالة اللاحرب والامتناع عن استعمال القوة فيما بين الأمم لبلوغ حالة دائمة و مستمرة من السلم بالإضافة إلى محاولة القضاء على دواعي الحرب فإن المجتمع الدولي قد شرع في سن نصوص قانونية تطمح إلى منع اللجوء إلى الحرب عن طريق نظام عصبة الأمم و ما لحقه من نصوص ما بعد الحرب العالمية الأولى - ثم استخلف بميثاق الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، اذا ما تم اللجوء إلى محكمة العدل الدولية برضى الطرفين فإن القرار الصادر من محكمة العدل الدولية يصبح ملزماً للطرفين.(غير مرجع في رأي الباحث).

الطريقة الثالثة للدبلوماسية:


حالياً في العالم هناك ثلاثة دول عظمى تملك قوى عظمى مختلفة عن قوى الدول الكبرى (دول قارة أوروبا العجوزة) ثلاثة أقطاب أمريكا، الصين، روسيا من المسلم به أن العلاقات فيما بين الأقطاب هي التي تحدد مصير السلام أو الحروب، في العالم، ومعروف ان العلاقات الدولية تتأرجح دائما بين ظاهرتين هما: التعاون والصراع.
إذا ما تحالفت وتعاونت (انصهرت) روسيا والصين فسوف تكون قوي غير معلومة درجة قوتها وخطورتها ربما تنافس حلف الناتو وأقول ربما تكون أقوى من حلف الناتو بزعامة أمريكا، هناك بوادر لتكون هذا الحلف الغير مسبوق بعد القمة الروسية -الصينية، المنعقدة يوم 4/‏‏2/‏‏2022م في بكين.

فإذا ما تكون هذا الكيان القوي والفريد من نوعه فسوف يكون هناك توازان في القوى وربما لا تلجأ هذ الأطراف: حلف الناتو- الحلف الروسي والصيني، إلى الصراع والحرب بسبب تكافأ قوتهم فالتكافؤ في القوى سيكون بمثابة رادع. بمعنى لو هاجم أحد الأطراف على الآخر بالضربة الأولى First Strike فالطرف الآخر سيرد بضربة ثانية وربما ضربة ثالثةSecond Strike and Third Strike ستجر العالم حتماً إلى حرب نووية ستدمر العالم.

اذاً وسيلة الدبلوماسية هنا مع انها تعتبر غير سلمية لكن في رأي الباحث هي يمكن اعتبارها سلمية نوعاً ما وهي الردع والتهديد إذا ما كونت روسيا تحالف مع الصين فربما يحدث أحد هذه السيناريوهات ومما يعزز نظرية الباحث نظرية اللعبة (game theory).


الطريقة الرابعة للدبلوماسية:

عن طريق المساعي الحميدة والتحكيم والوساطة والتوفيق من طرف حيادي مجهول للآن، ربما يكون تركيا او من المحتمل ان تكون سويسرا بما انها تتميز بالحياد. 


الطريقة الخامسة للدبلوماسية:

وهذا حديث افتراضي "وبما أن من أهم «أسباب» الصراع الدولي هو انقسام العالم إلى عدة دول، لكل منها مصالحها المادية والمعنوية الخاصة بها، ولكل منها سيادتها، فإن ذلك يؤدي (تلقائيا) لاشتعال الصراعات والحروب الدولية المدمرة، بسبب اختلاف وتنافر مصالح هذه الدول. ولا حل لهذه الإشكالية، ولتفادي الصراعات والحروب الدولية، إلا: بإقامة دولة عالمية واحدة، تحكمها حكومة عالمية واحدة، كما يدعو أنصار هذا الشكل التعاوني" وهذا مستحيل في رأيي خصوصاً في الوقت الحالي ربما كان ممكناً بعد تفكك الاتحاد السوفيتي مباشرة.

الطريقة السادسة للدبلوماسية:

يتحول هذا الصراع إلى صرع اقتصادي جوهره المنافسة الاقتصادية  

تركز الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين، بشكل متزايد، على تطوير صناعة واحدة فقط في مكان واحد، ألا وهي صناعة رقائق الحاسوب في تايوان.

احتلت تايوان الصدارة في السباق لصنع الشرائح أو أشباه الموصلات الأقل سمكا والأسرع والأقوى.

تعدّ الشركات التايوانية اليوم من أبرز الموردين الرئيسيين لمجموعة واسعة من المنتجات على غرار عدسات الهواتف الذكية وشاشات عرض الورق الإلكتروني، ورقائق الحاسوب، وربما الشركات متعددة الجنسيات وبما انها تملك نفوذ وسيطرة وربما تملك نوعاً من السلطة حتى ان بعض السياسيين يقولون بأن ملاك الشركات متعددة الجنسيات يتحكمون بالعلم (عن طريق العولمة المسيسة)،اذاً ربما ان الصراع يتحول إلى صراع اقتصادي بدون عنف فيركز العالم على التنمية ومحاولة صنع أحدث وسائل التكنولوجيا لمساعدة بني الإنسان وتقدم الحضارة الإنسانية والتعاون والتركيز على العلم والسفر إلى الفضاء وغزو المريخ وغيرها في المستقبل(هذا بالطبع من المستحيل ان يحدث واذا حدث فهو احتمال 5% او اقل). 


الطريقة السابعة للدبلوماسية:

يكون هناك ممثل رسمي للاتحاد الأوروبي يتخلى عن أمريكا ولا يخضع لها خصوصاً وبأن قارة أوروبا الآن تعيش أزمة دولية يتحدث الباحث عن الأزمة التي تحدث في أوروبا منها غلاء الغاز وتوقف شراء أوروبا الغاز من روسيا واضطررها ان تشتري الغاز من الولايات المتحدة بأربعة اضعاف سعره، ومؤخراً حصلت تصعيدات عدة بالغة الخطورة منها: قصف محطة (زابوروجيا)، النووية، وهي أكبر محطة نووية في أوروبا، وثالث أكبر محطة نووية في العالم، وتسيطر القوات الروسية عليها منذ مارس 2022، وترابط فيها هذه القوات حتى الآن وتأكد احتمال تسرب الإشعاع النووي (NRH) الخطير منها، وقد اتهمت أوكرانيا القوات الروسية بقصف هذه المحطة مرات عدة، والتسبب في تسرب الإشعاع منها وردت روسيا بالقول، إن القوات الأوكرانية هي التي تقصف هذه المحطة، وتتهم الروس بذلك وكيف لروسيا قصف محطة تحتلها؟! وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من كارثة نووية، مطالباً بوقف القتال قرب المحطة، أما رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي الداعم لدولة الاحتلال إسرائيل، والمتكتم على نشاطها وسلاحها النووي، فزار المحطة مع فريق من الوكالة للعمل لحمايتها وسلامتها وأبدى (قلقه الشديد)، وفي ضوء هذه الأخطار المحدقة بالنسبة لأوروبا ولبقية العالم كذلك.

ولهذا يشير الباحث بأنه وفي الآونة الأخيرة أوروبا غير راضية عن سياسات أمريكا ومنزعجة منها، فاذا ما خسرت أمريكا حليفها المتمثل في الدول الأوروبية فسوف تتأرجح الكفة لصالح الصين وروسيا ومن الممكن ان تتوصل أوروبا لصفقة ترضي الصين وتايوان بعيداً عن تدخل أمريكا وربما يتوقف هذا الصراع وهذه الأزمة الدولية.