رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أكبر معرض كتب عائم في العالم يصل العراق

نشر
الأمصار

رست السفينة "لوكوس هوب" الحاملة لأكبر معرض عائم للكتاب في العالم، بجانب ضفة شط العرب بمدينة البصرة وفتحت زيارتها الأولى للعراق الأبواب أمام تنشيط الحركة الثقافية في المدينة المعروفة منذ مئات السنين بإرثها الحضاري ومكانتها الأدبية.

قبل توجهها إلى العراق كانت "لوكوس هوب" تجول بعض الدول المطلة على البحر الأحمر، إذ زارت الأردن والسعودية، ومن جيبوتي أبحرت إلى العراق بدعوة من الحكومة المحلية في البصرة، وبعد وصولها بساعات كان المئات يصطفون في طوابير بانتظار دورهم للصعود مجاناً إلى السفينة لزيارة معرضها.

ويضم المعرض أكثر من خمسة آلاف عنوان كتاب، معظمها صادرة باللغة الإنجليزية، ومنها كتب علمية وفلسفية وروايات، وأخرى تعليمية للأطفال.

وتزامناً مع المعرض وضعت الحكومة المحلية في البصرة بالتنسيق مع إدارة السفينة منهاج فعاليات ثقافية وفنية وعلمية تقام يومياً على ظهر السفينة.

بدأت الفعاليات بمعرض مشترك للفنون التشكيلية، وجلسة قراءات شعرية لاتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وعروض موسيقية لفرقة كلية الفنون الجميلة في جامعة البصرة، ومعرض للصور الفوتوغرافية.

نتيجة للزخم الجماهيري الشديد على ارتياد السفينة، قررت الحكومة المحلية تخصيص فترات معينة للزيارات المدرسية والجامعية، وفترات أخرى للجمهور العام، كما تدرس جعل الدخول للعائلات فقط في حال تصاعد وتيرة الزخم أكثر خلال الأيام المقبلة، إذ من المقرر أن تبقى السفينة في البصرة 13 يوماً.

وبحسب نائب محافظ البصرة ضرغام الأجودي فإن "السفينة يزورها في المتوسط مليون زائر سنوياً، وخلال زيارتها لتايوان سجلت رقماً قياسياً عندما زارها 63 ألف شخص في غضون 10 أيام"، مضيفاً أن "العراقيين سيكسرون حاجز هذا الرقم، وهذا دليل على شغفهم بالقراءة، وحبهم للثقافة".

السفينة "لوكوس هوب"

يبلغ طول السفينة 132 متراً، وعرضها 21 متراً، وارتفاعها 34 متراً، وهي مصممة كسفينة ركاب منذ بنائها في عام 1973، وكان اسمها الأول "كوستاف"، وكانت تعمل في شمال المحيط الأطلسي، وفي عام 1983 تسلمتها شركة شحن غيرت اسمها إلى "نورينا"، واستخدمتها في الإبحار بين جزر فارو والدنمارك، وفي عام 2004 قامت منظمة (GBA) الألمانية غير الربحية التي ترفع شعار "كتب جيدة للجميع" بشراء السفينة بأموال متبرعين، وأطلقت عليها اسمها الحالي "لوكوس هوب" بعد تجديدها وإجراء تحويرات عليها لتكون سفينة للثقافة تحمل معرضاً للكتاب ومسرحاً وقاعة للمناسبات.

ومع قرب انتهاء العمر الافتراضي للسفينة يعتزم مالكوها إحالتها إلى التقاعد بعد انتهاء جولتها في منطقة الخليج، التي بدأت بالعراق، ومن المقرر أن تمتد إلى الإمارات والبحرين وقطر وعمان، ومن المحتمل أن تكون الهند المحطة الأخيرة في رحلتها الطويلة حول العالم، لتستبدل بسفينة أخرى جديدة.