رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

جهود إماراتية واسعة لتخفيف أوجاع العالم "تفاصيل"

نشر
مساعدات إماراتية
مساعدات إماراتية

تسعى الإمارات في الفترة الأخيرة، لتخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات والكوراث الطبيعية والتغيرات المناخية.

وفي ضوء تخفيف الأعباء، وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، بتقديم ثلاثة ملايين دولار لدعم إعادة إعمار بلدة حوارة الفلسطينية والمتضررين من الأحداث الأخيرة.

وسلّمت سفارة دولة الإمارات لدى مقديشو شحنة مساعدات إماراتية لمتضرري الجفاف في الصومال.

مساعدات لفلسطين والصومال جاءت بعد أيام من إرسال دولة الإمارات طائرة تحمل 14 طناً من المساعدات للمتضررين من الشتاء في أوكرانيا، ضمن المساعدات الإغاثية الإنسانية التي خصصتها للمدنيين المتضررين من الأزمة المستمرة، بقيمة 100 مليون دولار.

وقبلها بأيام، وجّه رئيس دولة الإمارات، بتقديم أربعة ملايين دولار مخصصة لرعاية الأطفال المتضررين من الأزمة الأوكرانية.

توجيهات متتابعة تبلور إنسانية قائد ملهم، وتجسد قيم ومبادئ الإمارات الراسخة في مساعدة ودعم الشعوب ونجدة الملهوف والمستغيث.

وقبل أسبوعين، أعلنت مبادرة "مليار وجبة" الإماراتية، حملة الدعم الغذائي الأكبر من نوعها في المنطقة والتي تغطي 50 دولة في أربع قارات، توزيع 5.4 ملايين وجبة في مخيمات لاجئي الروهينجا في بنجلاديش، وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

دعم فلسطين.. جهود لا تتوقف

إغاثة حوارة الفلسطينية، سبقها موقف سياسي قوي بإدانة دولة الإمارات العربية المتحدة في 2 مارس/ آذار الجاري، تصريحات عنصرية لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، دعا خلالها إلى تدمير البلدة.

وكان المئات من المستوطنين هاجموا بلدة حوارة جنوب نابلس شمالي الضفة الغربية. وقتلوا فلسطينيا وأصابوا العشرات، في اعتداءات طالت عشرات المنازل والسيارات والمحال التجارية.

مبادرة إنسانية تترجم مواقف إماراتية حقيقية وأفعالا ملموسة لدعم الفلسطينيين بعيدة كل البعد عن الضجيج والشعارات الإعلامية.

وجاءت مبادرة حوارة، بعد نحو 3 شهور من تسلم قطاع غزة أكبر قافلة مساعدات طبية، تضم أدوية ومستلزمات طبية ضرورية، بتبرع سخي من دولة الإمارات.

ووصلت القافلة، التي تضم أكثر من 85 طنا من الأدوية والمستلزمات الطبية بتكلفة 10 ملايين دولار عبر شاحنات ضخمة، من خلال معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر.

وجاء إرسال القافلة الطبية لغزة بعد نحو شهر من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بتوقيع اتفاقية تعاون مع منظمة الصحة العالمية، لدعم مستشفى المقاصد الذي يعد أكبر مستشفى أهلي خيري تعليمي في القدس الشرقية بـ25 مليون دولار، تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

وبلغ إجمالي المساعدات الإماراتية لفلسطين خلال الفترة من 2010 حتى مطلع عام 2021، 1.14 مليار دولار أمريكي، منها 254 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى "الأونروا".

وتعد دولة الإمارات من أكبر الجهات المانحة للأونروا في تمويل مختلف القطاعات بالأراضي الفلسطينية

أوكرانيا.. مساعدات ومبادرات

ومن فلسطين إلى أوكرانيا، تمتد جسور الإنسانية الإماراتية لدعم ضحايا الصراعات والحروب.

ففي 10 مارس/ آذار الجاري، أرسلت الإمارات طائرة تحمل على متنها 14 طناً من المساعدات الإغاثية، وتشمل بطانيات ومستلزمات شخصية، ومصابيح إضاءة لمساعدة المتضررين في أوكرانيا لمواجهة ظروف الشتاء القاسي.

ومنذ بداية الحرب قبل نحو عام، قدمت دولة الإمارات إمدادات إغاثية عاجلة للمتضررين في أوكرانيا.

 وفي أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، تم الإعلان عن تقديم 100 مليون دولار أمريكي إلى المدنيين الأوكرانيين.

كما دشنت دولة الإمارات جسرا جويا تضمن إرسال 11 طائرة تحمل نحو 550 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية، و2520 مولداً كهربائياً، و6 سيارات إسعاف، منها طائرتان من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إلى المدنيين داخل أوكرانيا، فضلا عن تسييرها طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل بولندا ومولدوفا وبلغاريا.

وجاء وصول طائرة المساعدات بعد 3 أيام من استقبال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أولينا زيلينسكا زوجة الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، رئيسة مؤسسة أولينا زيلينسكا للمنظمات الخيرية.

واطلع  خلال اللقاء على تداعيات الأزمة الأوكرانية على المستوى الإنساني وخاصة على الأطفال.

ووجه رئيس الإمارات، بتقديم أربعة ملايين دولار مخصصة لرعاية الأطفال المتضررين من الأزمة لصالح أحد المشاريع التي تعمل عليها المؤسسة تحت مسمى " بيوت الايتام العائلية "، حيث ستسهم في بناء 10 مبان ستحتضن نحو 100 طفل.

وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات لن تدخر جهداً في العمل على التخفيف من الآثار الإنسانية لهذه الأزمة على جميع المستويات، والإسهام الفاعل في أي جهد دولي أو إقليمي يستهدف احتواء هذه الآثار، من منطلق قيمها الأخلاقية ونهجها الإنساني الراسخ على الساحة الدولية.

من جانبها أعربت أولينا زيلينسكا، عن شكرها للشيخ محمد بن زايد آل نهيان لدعمه ومواقفه الإنسانية خلال الأزمة منذ بدايتها، والمساعدات التي قدمتها الدولة إلى اللاجئين الأوكرانيين في الدول المجاورة

وجنبا إلى جنب مع دعمها اللاجئين الأوكرانيين، واصلت دولت الإمارات جهودها لدعم لاجئي الروهينجا.

ففي نهاية فبراير/ شباط الماضي، أنجزت مبادرة "مليار وجبة"، حملة الدعم الغذائي الأكبر من نوعها في المنطقة والتي تغطي 50 دولة في أربع قارات، توزيع 5.4 ملايين وجبة في مخيمات لاجئي الروهينجا بمنطقة كوكس بازار في بنجلاديش، وذلك بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

وبفعل الشراكة بين "مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية"، التي تنظم مبادرة "مليار وجبة" وبرنامج الأغذية العالمي بقدرته العالمية على الوصول إلى مخيمات اللاجئين، تم توزيع الدعم الغذائي بشكل مباشر ومنظّم للمستفيدين بصيغة قسائم ذكية فورية للأفراد والأسر تمكّنهم من الحصول على احتياجاتهم الأساسية من منافذ ومتاجر قريبة منهم ومعتمدة من البرنامج الأممي.

وتقدم مبادرة "مليار وجبة" الدعم الغذائي للمستفيدين في أماكن تواجدهم في 50 دولة حول العالم، وذلك بالتنسيق مع الشركاء في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وشبكة بنوك الطعام الإقليمية، ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية، وبنك الإمارات للطعام، وعدد من مؤسسات العمل الخيري والإنساني في الدول التي تشملها.

وتعنى حملة “مليار وجبة” بالدرجة الأولى بالفئات الأقل حظاً من اللاجئين والنازحين والأسر المتعففة والمتضررين من الكوارث والنزاعات والأزمات.

دعم الصومال.. تضامن إنساني

ومن دعم ضحايا الحروب والصراعات إلى مواصلة دعم المتضررين من الجفاف في الصومال، تكمل الإمارات مسيرتها الإنسانية.

وضمن أحدث جهودها في هذا الصدد، سلمت سفارة دولة الإمارات لدى مقديشو ، أمس الخميس، شحنة مساعدات مقدمة من مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية إلى الحكومة الصومالية.

ومن المقرر توزيع الشحنة  التي تتكون من 193 طناً من المواد والإمدادات الإغاثية، على الأسر الفقيرة والمحتاجة والنازحين في العاصمة الصومالية مقديشو مع التركيز على مخيمات النازحين في محيطها.

ويأتي تسليم هذه الشحنة ضمن البرامج التي تنفذها المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لإغاثة المتأثرين من الجفاف الشديد الذي ضرب الصومال على نطاق واسع وتقديم المساعدات لهم حيث أرسلت في السابق عدة بواخر محملة بالمواد الغذائية المتنوعة إلى الصومال، وصلت إلى موانئ مقديشو وكيسمايو (إقليم جوبالاند) وبوصاصو (إقليم بونتلاند) وبربرة (إقليم صوماليلاند).

وعبّر المسؤولون الصوماليون الذين حضروا حفل تسليم الشحنة عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على الدعم المستمر للشعب الصومالي لمواجهة الجفاف وشح المياه عبر تقديم المساعدات الإغاثية.

وباشرت دولة الإمارات مساعدة الصومال منذ بداية الأزمة الإنسانية الحالية التي أحدثتها كارثة الجفاف، بعد شح الأمطار خلال المواسم الأربعة الماضية.

 كما تواصل دعم وإغاثة المتضررين في المناطق المنكوبة، في وقت يتوقع فيه وصول سفينة مساعدات أخرى تسيّرها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تحمل آلاف الأطنان من المواد الإغاثية.

تركيا وسوريا.. ملحمة إنسانية

يأتي هذا فيما تتواصل جهود دولة الإمارات لدعم ومساعدة تركيا وسوريا، للتخفيف من آثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلدين، في 6 فبراير/شباط الماضي، مجسدة أسمى صور التضامن والأخوة الإنسانية.

جهود رسمت ملحمة إغاثية إنسانية، قادها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وجعلت البلاد في صدارة دول العالم الداعمة للشعبين التركي والسوري، بحجم تبرعات هو الأضخم حتى الآن، إذ تجاوز 150 مليون دولار.

الإمارات والإنسانية

جهود  تأتي ضمن دبلوماسية العطاء الإماراتية واستراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها الإمارات وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز.

كما تأتي تلك الجهود سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات، في العطاء ومواصلة أعمال الخير، وحرصاً على استدامة هذه الأعمال التي كان يحرص على ديمومتها.

وسيراً على درب المؤسس، يواصل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مسيرة الخير، لتحصد الدولة لسنوات عدة المركز الأول عالمياً كأكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية نسبة إلى دخلها القومي.

مساعدات ومبادرات تتوج إنجازات إنسانية امتدت على مدار 51 عاماً منذ تأسيس دولة الإمارات، ونجحت في أن تصنع فارقا في مجال العمل الإنساني، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع بتتويج الإمارات عاصمة عالمية لعمل الخير.

وبلغة الأرقام، بلغ حجم المساعدات الإماراتية الخارجية منذ التأسيس أكثر من 320 مليار درهم شملت 201 دولة.