رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم.. على قدر أهل العزم

نشر
الأمصار

قديمًا قالت العرب أن الكرم يعني الشجاعة ولم يجد العرب شجاعًا إلا وكان كريمًا جوادًا ولذلك قال شاعرهم أيضًا والجود بالنفس أقصى غاية الجود.

 

لكن المتنبي بما عرف عنه من حكمة وتفاخر وشجاعة قال وتكبر في عين الصغير صغارها بما يؤكد أن الصغير يرى كل صغيرة عظمية وان تناهت في الصغر فهي غريزة إذن في نفس الصغار وعقولهم وفي مجتمعنا اليوم وفي الحياة العامة هناك من الأمثلة الكثير يمكن القياس عليها في تصرف الصغار وما يقابله من تصرف الكبار وهنا لا اريد الخوض في تفاصيل ما أصبح مفهوما ومعروفا من عامة الناس فالكرم والشجاعة والمرجلة صفات لا تجتمع في نفس لئيم يرى في نفسه الكبر وهو صغير فتكون سلوكياته انعكاسا لذلك الشعور بالدونية وعقدة النقص التي تبقى تلازم أصحاب النفوس الصغيرة ولذلك فقد دأبت العرب ان لا تولي مقاليد أمور الناس الا لكبار النفوس واعزة القوم جاها ونسبا وأرومة وذلك كي لا تنعكس تصرفات الشعور بالدونية وعقدة النقص على الناس فيما إذا تولاها احد من هؤلاء المأزومين في نفوسهم لكن الواقع اليوم يتحدث عن غير ذلك فالكثير من هؤلاء قد تبوأوا مواقع متقدمة في المجتمع والحياة العامة واصبحت مصائر الناس بين أيديهم فماذا نتوقع من سلوكيات و نتائج على الأرض؟

 

في الطرف الآخر من الحياة تجد كبار النفوس وقد تدلك اعمالهم الطيبة وسيرتهم الحميدة عليهم فهم نموذج في الأمانة والنزاهة والشرف وصدق الحديث وكأنهم من غير عالمنا لما أصاب عالمنا اليوم من تداعيات وامراض الكذب واكل السحت الحرام وعدم نظافة ذات اليد .فكبار النفوس كالشمس تعطي الدفء والضوء وهي مترفعة في كبد السماء وهي عصية على الابتذال فليس بمقدور الصغار مجاراتها والوصول اليها فلا تتوقعوا من الصغير إلا ما هو صغير مثله هي معادلة صدقتها التجربة عبر الازمنة الطويلة ولهذا يردد الناس الامثال التي تحمل اوجه المدح وكذلك تلك التي تذم وكل حالة على حدة واخيرا اقول كما قالت العرب (اذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام).