رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أجواء مضطربة وأزمات اقتصادية.. نيجيريا تنتخب رئيسًا جديدًا

نشر
الأمصار

بدأ الناخبون في نيجيريا، اليوم السبت، التصويت في انتخابات لانتخاب خليفة للرئيس محمد بخاري الذى أمضى ثماني سنوات، وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب الدستور لكنه لم يتمكن من الوفاء بتعهداته بإعادة النظام والأمن إلى ربوع نيجيريا.

وعلى الرغم من استمراره لمدة ثماني سنوات في الحكم، الأ أنه لم يترشح الرئيس الحالي محمد بخاري مره أخرى للانتخابات الرئيسية، حيث شهدت نيجيريا في عصره تفاقما لانعدام الأمن والفقر .


وللمرة الأولى منذ عودة النظام الديموقراطي في 1999، قد تشهد نيجيريا دورتين انتخابيتين بعدما طعنت شعبية حاكم سابق لإحدى الولايات في هيمنة الحزبين الرئيسيين


ويستعد الرئيس النيجيري المقبل، أن يتحمل دولة لأكبر اقتصاد في القارة الأفريقية وأكبر دولة نفطية فيها سيرث سلسلة من المشاكل، من أعمال العنف الإجرامي والمسلح في الشمال والوسط إلى الاضطرابات الانفصالية في الجنوب الشرقي والتضخم الجامح والفقر المستشري.


الناخبين المرشحين

ويختار التاخبين من بين 3 مرشحين من كبار الساسة في البلاد وهم: عتيق الله أبوبكر، نائب رئيس البلاد السابق عن حزب الشعب الديمقراطي، وبولا تينبو، رئيس البرلمان السابق عن حزب كل شعب نيجيريا، وبيتر اوبى، زعيم تيارات الجنوب النيجيري الغني بالنفط وهو قيادي عمالي يتزعم حزب العمال الوطني النيجيري.

المرشح الأوفر حظا

ويعد عتيق الله أبوبكر، الذي سبق وشغل منصب رئيس نيجيريا في الفترة من 1999 وحتى 2007 من الوجوه التي تتعالى عليها رهانات المراقبين للفوز بمنصب الرئيس القادم للبلاد .

بعد أن حاول "عتيق الله"، وهو طبيب بيطرى فى الأساس 6 مرات سابقة الوصول لكرسي الرئاسة في نيجيريا وفشل ويقول بعضهم إنه ربما تكون محاولته السابعة هذا الهام مُكللة بالنجاح، ووفقا للمؤشرات هو المرشح الأوفر حظا الوحيد المنحدر من الشمال، ويأمل بأن يحصد العديد من الأصوات.

أما المرشح الثاني، بولا تينبو، يلقب تينوبو (70 عاما)، الذي كان حاكم لاغوس بين 1999 و2007، بـ"العراب" أو "صانع الملوك" بسبب نفوذه الهائل داخل السلطة، وخلال حملته الانتخابية، لم ينفكّ الرجل الذي يدين بالإسلام والمنتمي لشعب اليوروبا (من مجموعة عرقية ذات أغلبية في الجنوب الغربي)، عن التشديد على أنه الوحيد القادر على إصلاح نيجيريا، مشيدا بسجل إنجازاته في لاغوس.
والمرشح الثالث هو بيتر اوبى، هو زعيم تيارات الجنوب النيجيري الغني بالنفط وهو قيادي عمالي يتزعم حزب العمال الوطني النيجيري.


عدد الناخبين المقرر الإدلاء بأصواتهم

ودعي أكثر من 87 مليون ناخب إلى الإدلاء بأصواتهم في 176 ألف مركز تصويت لانتخاب رئيس خلفا لبخاري من بين 18 مرشحًا بالإضافة إلى نواب وأعضاء في مجلس الشيوخ.

ولم يسحب حوالى ستة ملايين ناخب من أصل 93 مليونا مسجلين بطاقاتهم الانتخابية، وبالتالي لن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع.

وافتتحت مراكز الاقتراع أبوابها اليوم السبت عند الساعة 08,30 (07,30 ت غ)، لكن في عدد كبير من الأماكن مثل لاغوس (جنوب غرب) وبورت هاركور (جنوب شرق) وكانو (شمال) لم تكن المعدات جاهزة وأعداد الناخبين المتوافدين متفاوتة كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس.

ويفترض أن ينتهي التصويت عند الساعة 14,30 (13,30 ت غ)، على أن يُسمح للناخبين الواقفين في صف الانتظار للإدلاء بأصواتهم، التصويت بعد الموعد النهائي.

مخاوفات لفشل الانتخابات


وتأمل مفوضية الانتخابات أن يسمح تحديد هوية الناخبين عن طريق التعرف على الوجه وبالوسائل الرقمية، بالحد من عمليات التزوير التي شابت الانتخابات السابقة، والأمر نفسه ينطبق على النقل الإلكتروني للنتائج.

ولكن استخدام التقنيات الجديدة غير المسبوق على المستوى الوطني يثير أيضًا مخاوف من فشل.

والنقطة المجهولة الثانية هي نسبة المشاركة التي كانت ضعيفة في الانتخابات السابقة (33 بالمئة في 2019) ، فارتفاع عدد الناخبين المسجلين الجدد - عشرة ملايين 76 بالمئة منهم دون سن ال34 - إلى تغيير الوضع.

وقالت مجموعة الأزمات الدولية إن غياب الأمن بشكل عام "قد يُسبب اضطرابا في الاقتراع"،  وقد تم نشر نحو 400 ألف عنصر من قوات الأمن.

ونيجيريا لديها تاريخ طويل من التزوير والعنف الانتخابي لكن انتخاباتها باتت أكثر نزاهة على نحو تدريجي في الدورات الأخيرة، وتعهد مرشحو الرئاسة والأحزاب الرئيسية  بدعم عملية سلمية وشفافة.

الفوز في الانتخابات

 

ومن أجل الفوز في الانتخابات، يجب أن يفوز مرشح بأغلبية الأصوات وبـ25% على الأقل من الأصوات في ثلثَي المحافظات البالغ عددها 36.

وعادة ما تكون نسبة المشاركة في الانتخابات أعلى في الشمال، ما يجذب المرشحين إلى هذه المنطقة.

موعد فرز الأصوات

وسيبدأ فرز الأصوات فور إغلاق مراكز الاقتراع وسيتم نشر النتائج خارج مراكز الاقتراع. ومن المتوقع صدور النتائج النهائية من الولايات الست والثلاثين والعاصمة الاتحادية أبوجا في غضون خمسة أيام من التصويت، ويفترض أن تعلن نتائج الانتخابات خلال 14 يوما من الاقتراع

ثالث دولة من حيث عدد السكان

وتعد هذه الانتخابات حاسمة لدولة نيجيريا، فمن المتوقع أن تصبح نيجيريا البالغ عدد سكانها 216 مليون نسمة، في 2050 ثالث أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم، بينما تواجه منطقة غرب إفريقيا خطر تراجع حادّ للديموقراطية وانتشار أعمال العنف الجهادية.

وأصبحت نيجيريا قوة ثقافية عالمية بفضل قطاع نوليوود، الصناعة السينمائية النيجيرية القوية جدًا، وموسيقى "أفروبيت" التي اجتاحت الكوكب مع فنانين مثل بورنا بوي وويز كيد.