رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

د. عبد الحفيظ محبوب يكتب: هل يعيد الزلزال سوريا إلى الجامعة العربية ؟

نشر
الأمصار

سلطت تداعيات الزلازل الكارثية التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا وراح ضحيتها أكثر من 41 ألف ضحية الضوء مجددا على نقاط الخلل في تلك المناطق، حيث توجد حكومتان وعشرات المنظمات المدنية التي تعمل من دون تنسيق بجانب ضعف الإمكانات، حيث تضرر نحو 2000 مبنى سكني في سوريا من بينها نحو 500 درمت بالكامل، مع نقص المعدات وندرة الوقود يحدان من فاعلية الدفاع المدني في الإنقاذ، فيما أهالي المنطقة المتضررة يساعدون في إزالة الأنقاض بجهودهم الشخصية.
لا زالت إيران ترقص على جراح الأزمة السورية، وقبل مجيء الرئيس بشار الأسد إلى حلب ب48 ساعة زارها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني مقدما رسالة إلى أن إيران قد وضعت يدها على تلك المدينة، بل لقد انقلب الحال، فأصبحت إيران وروسيا يستجيران اليوم بنظام بشار الأسد كي لا يتخلى عنهما، فبعدما رسمت روسيا التطبيع بين أنقرة ودمشق دون طهران، هرعت طهران إلى روسيا منزعجة عن أسباب استبعادها فتم إضافتها، طبعا تود إيران أن تستمر سوريا مستبعدة عن مقعدها في الجامعة العربية كما استبعد مقعدها في قمة الجزائر كان انتكاسة لداعمي تعويم الأسد، لكنه كان شرطا بوقف تموضع إيران في سوريا.
هناك حراك سوري سعودي ووصول وزير السياحة السوري في المشاركة في اجتماع منظمة السياحة العالمية للشرق الأوسط في 25/5/2021 استقبله وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وهي تعتبر الزيارة الأولى لوزير في نظام الأسد إلى السعودية بعد انقطاعها عقب اندلاع الثورة السورية العام 2011 إلى جانب زيارات أخرى تبعتها خصوصا بعدما أعلن نظام بشار الأسد حسب صحيفة الشرق في 28/1/2023 وجه تعليماته بوقف منح عقود تملك في البوكمال والميادين لإيرانيين، ما يعني أن نظام بشار الأسد ينهي حلم إيران بالوصول للبحر المتوسط من طهران يمر بالأراضي العراقية وصولا للبوكمال والميادين ثم يتوزع الطريق في دير الزور إلى طريق يتجه شمال غربي سوريا والآخر يتجه نحو جنوبها الغربي حتى يصل البحر المتوسط ويلتقي في بيروت حيث الضاحية الجنوبية.
ما جعل هذا القرار يعصف بالعلاقات السورية الإيرانية وعزوف إيران عن تقديم النفط بمقابل مقدم، وتأجلت زيارة رئيسي إلى دمشق المقررة في ديسمبر 2022، وتأزمت العلاقة بين الجانبين خصوصا بعدما طالبت إيران بتموضوعات عسكرية في سوريا بجانب تنازلات نفطية، ومعاملة الإيرانيين معاملة السوريين.
لن تترك السعودية سوريا فريسة سهلة لإيران، ما جعل وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان يصرح أن على دول المنطقة أن تعمل معا لإيجاد حل سياسي للحرب المستمرة منذ 12 عاما أثناء لقائه المبعوث إلى سوريا غير بيدرسون في 18/1/2023 على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي 2023 في مدينة دافوس السويسرية.
طبعا ترى السعودية لم شمل العرب ولا تريد أن ترى أي دولة عربية تغيب عن القمة العربية المقبلة في الرياض في 2023، وترى أن الهبة العربية لإغاثة سوريا جسر لعودتها إلى الجامعة العربية والمحيط العربي، فدبلوماسية الكوارث والأزمات فرصة لإعادة سوريا إلى المحيط العربي، بسبب أن السعودية تركز على المواطن السوري وليس فقط على المعارضة أو الأزمة، ولن تستمر السعودية استثناء عن دولة الإمارات والبحرين وسلطنة عمان وبقية الدول العربية الأخرى.
وقد تمكنت شاحنات الإغاثة في الجانب السوري تحمل على متنها 104 أطنان من المواد الغذائية والإيوائية حتى 13 فبراير 2023 لتوزيعها على ضحايا الزلزال، في الوقت الذي تواصل الحملة الشعبية السعودية التي أطلقها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية استقبال مساهمات السعوديين وتبرعاتهم التي ناهزت حتى الأحد 11/ فبراير نحو 300 مليون ريال، وسخرت السعودية كل إمكاناتها وقدراتها وخبراتها في المجال الإنساني والإغاثي في دعم وإغاثة في دعم وإغاثة المتضررين جراء الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا، وتم تسيير جسر جوي مباشر إلى تركيا وسوريا يحمل أطنانا من المساعدات وفرق الإنقاذ والطوارئ والفرق الطبية لتقديم المساعدة بشكل فوري، وكان لافتا استئجار السعودية عملاق طائرات الشحن على مستوى العالم ( أنتونوف 124 ) وكذلك طائرة ( 124 An ) في نقل المعدات الثقيلة والخفيفة التي رافقت فرق البحث والإنقاذ التابعة للدفاع المدني السعودي.

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة يعبر عن وجهة نظر الموقع.