رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

عبد الرحمن جعفر الكناني يكتب: الإمارات ملتقى العالم في حماية كوكب الأرض COP 28

نشر
الأمصار

العالم لا يتجزأ في مواجهة تحد مشترك يهدد الوجود الإنساني، ينشد الوحدة في دائرة الكون المفتوح بلا حواجز وعراقيل، يحشد قدراته المتكاملة في حالة التأهب القصوى لاحتواء خطر بات يغطي الغلاف الجوي للأرض.
الأمر لم يعد على عاتق دولة عظمى دون غيرها، القدرة في مواجهة التحدي الأكبر قاسم إنساني مشترك، تنمو في ظل إرادة أقوى لا تقصي أحدا ينتزع حضوره الفاعل ببعث رؤيته الحضارية في عالم يتسابق نحو امتلاك مستلزمات وجوده السيادي المتفاعل مع بيئة دولية تتخطى صراعات التباعد في عالم يفرض التقارب في عصر التحدي الكوني الأوحد .
الإمارات المتحدة كسرت كل الحواجز النفسية، وعبرت الحدود وصولا إلى أقاصي الأرض تغرس بذور وجودها المعاصر، قامة تعلو تتكافأ مع قامات علت تحرك قاطرة الكون وترسي قواعد استقراره سياسيا اقتصاديا أمنيا، وهي تمد جغرافية أرضها عاصمة مختصرة لعالم مفتوح بدد الفوارق وطوى كل مسافات التباعد، وعاءا لحضارة كونية تنوعت ثقافاتها على ضفاف الخليج العربي الدافئ .
ما عادت أبواب المدن مغلقة في فضاء مفتوح، يبسط الأرض عالما واحدا، وحدة الكون تتجسد، وتتجسد معها وحدة الإنسان العائد إلى أصل مولده .
مؤتمر الأطراف بشان التغيير المناخي " COP 28 " في دبي يعطر العالم بنسمات الشرق الباعث لقدرة بشرية فرضت حالة الطوارئ في عصر راهن دفاعا عن كوكب يتحصن من متغيرات سوء مناخي يغير قواعد الحياة، معطلا محركات النمو المتقدم في مسارات طموح إنساني يأمل وجودا آمنا.
مهمة عالمية كبرى، تقع على عاتق دولة الإمارات المتحدة التي امتلكت قدرات أدائها بمقاس دقيق، دقة التفاصيل الجزئية لمتغير مناخي في عصر صناعي تخطى حدود الأمان .
العالم لا يفعل ما يكفي لحماية كوكب الأرض .. حقيقة ستدمغ أطراف اتفاقية الأمم المتحدة بشان التغيير المناخي في ​cop 28 ​ ، ما سيجعل قمة دبي تكسب الفارق الأعظم  عن مؤتمرات الأطراف التي سبقتها، فإذا ما كان" cop 27 - مصر" قد أقر الانتقال من مرحلة المفاوضات إلى مرحلة التنفيذ، فان cop28 سيكون من أجل التقييم العالمي الأول حول التقدم الجماعي فيما يخص التخفيف والتكيف في تنفيذ اتفاق باريس للمناخ.
تمويل المناخ كان الموضوع الأساسي في cop 27، حيث وجهت الدول النامية ندائها القوي للدول المتقدمة من اجل الإيفاء بوعودها في تامين الدعم المالي المناسب لتنفيذ خططها المناخية .
إشكاليات كبرى تنتظر cop 28، في أول تقييم عالمي لاتفاق باريس للمناخ، أبرزها :
أولا : دول قلة قدمت خططها لمجابهة المتغيرات المناخية.
ثانيا :تلكؤ الدول المتقدمة في تنفيذ وعودها بتقديم 100 مليار سنويا لدعم الدول الأكثر ضعفا في تنفيذ خطط التخفيف والتكيف المناخي.
ثالثا :تعقيدات المشهد السياسي والاقتصادي العالمي في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا، واضطرار بعض الدول إلى تقليص أهدافها المناخية، والتخلي عن تنفيذ بعض الالتزامات والتعهدات في دعم الخطط اللازمة في مجابهة المتغيرات المناخية.
رئاسة دولة الإمارات لـ cop 28 بدأت تنفيذ رؤيتها في زمن مبكر، ووضعت خلايا العمل خططها وبرامجها لمجابهة الإشكاليات الكبرى، على ضوء نتائج التقييم العالمي الأول بعد الانتقال من مرحلة المفاوضات إلى مرحلة التنفيذ في cop 27، ودفع العالم للوفاء بالتزاماته في العمل المناخي.

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة يعبر عن وجهة نظر الموقع