رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

أدهم إبراهيم يكتب: ظاهرة الترويج للمثلية

نشر
الأمصار

شاهدت مؤخرا مسلسل كوري بعنوان امير القهوة ،  تدور قصته  حول فتاة تنكرت بمزي شاب لتستطيع العمل في مقهى لايستخدم سوى الشباب من اجل استقطاب الفتيات الى المقهى . 
  يقع صاحب المقهى الشاب بحب الفتاة المتقمصة شخصية فتى . ويدور النقاش حول علاقة الحب بالجنس، وكأنه يروج لتقبل مثلي الجنس ، حيث لا يعرف صاحب المقهى في البداية الجنس الحقيقي للفتى العامل عنده . 

 ان ظاهرة الترويج لمثلي الجنسية اخذت تنتشر على نطاق واسع في المجتمعات الغربية بشتى الوسائل بما فيها الافلام والمسلسلات وغيرها من وسائل الاعلام الكثيرة ، ولايعرف الغرض منها ، في وقت ترفضه كثير من المجتمعات ومنها العربية والاسلامية كافة . 
ويشبه المسلمون مثلي الجنسية بقوم لوط الذين نزلت عليهم لعنة الله وغضبه .
وبصورة عامة يصعب الحديث عن الجنس في مجتمعاتنا ، وان الخروج عن القواعد الاساسية المحددة يُعتبر من المحرمات .

علما" ان كثير من الفقهاء المسلمين قد تعرضوا لهذا الموضوع في "مشكل الجنس" ، او الخنثى ، وما يحصل من التباس في التعامل مع  هذه الحالات . 
فالخنثى شكلين . الاول من كان الغالب عليه علامات الذكورة، فيعامل معاملة الذكور في أمور عبادته وغيرها، ويجوز علاجه طبيا
مما يزيل الاشتباه في ذكورته . 
والثاني من كان الغالب عليه علامات الأنوثة، فيعلم أنه أنثى فيعامل معاملة الإناث في أمور العبادة وغيرها، ويجوز علاجه طبيا ايضا مما يزيل الاشتباه في أنوثته .

ان المبالغة في نشر السوك الشاذ للمثليين في المجتمعات الغربية قد يشجع بعض الناس على السلوك غير السوي ، الذي يخرب المجتمعات القائمة على المعايير الطبيعية ، وليس هنالك من مسوغات لتعميم حالات شاذة واعتبارها من الامور العادية او المسلم بها حتى يمكن نشرها وتعميمها ، فمثل هذا التعميم  مخالف للطبيعة ولفطرة الانسان ، فالعوق الجسمي او النفسي او الجنسي يبقى عوقا محدودا ، ولايمكن اعتباره ظاهرة عامة تدعو الى الاتساع والنشر ، اواتخاذها قدوة . 
فالطبيعة لاتتوافق مع الشذوذ رغم وجوده ، وتبقى هذه الحالات محصورة بين العلاج الطبي او النفسي او الاجتماعي .

 أن دفع قضية المثلية الجنسية إلى الافق العالمي ، ونشرها بهذا الشكل المبالغ فيه تدعو الى الريبة ، وهي مازالت مصدر جدل واسع في  البلدان الغربية نفسها ، وتؤدي في النهاية إلى إلحاق الضرر بالمجتمعات أكبر من نفعها .

وبدلا من التركيز على نقاط خلافية لاتخدم الانسانية ، كان الاولى اتباع نهج مفيد يعطي امتيازًا للثقافة العامة وتقوية  الديمقراطية ، وتعزيز سيادة القانون ومؤسسات المجتمع المدني ، بدل الاقتصار على حقوق المثليين ، وكأنها الشغل الشاغل للشعوب في وقت تعاني البشرية من كثرة الحروب والنزاعات وشيوع الفقر والامية .