رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تخليدًا لمعركة الإسماعيلية.. مصر تحتفل بعيد الشرطة رقم 71

نشر
الأمصار

تحتفل وزارة الداخلية المصرية، اليوم الاثنين، بمناسبة عيد الشرطة رقم 71، بمقر مجمع الاحتفالات بأكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة.

وحضر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، صباح اليوم، الاحتفال بعيد الشرطة، وعزفت موسيقى الشرطة السلام الجمهوري لدى وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي أكاديمية الشرطة، لحضور حفل عيد الشرطة، وذلك بحضور وزير الداخلية وعدد من الوزراء والشخصيات العامة والرموز الوطنية وقيادات وزارة الداخلية.

ويوافق عيد الشرطة المصرية يوم 25 من شهر يناير من كل عام وهو يوم عطلة رسمية في جمهورية مصر العربية.

ويعد هذا اليوم تخليدَا لذكري مجزرة الإسماعيلية الذى ذهب ضحيتها خمسون شهيدًا وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الإحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة بتسليم سلاحهم وإخلاء مبني المحافظة للإحتلال الإنجليزي.

وبدأت قصة معركة الشرطة فى صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة "البريجادير أكسهام" باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، والذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام.


وكانت هذه الحادثة أهم الأسباب فى اندلاع العصيان لدى قوات الشرطة أو التى كان يطلق عليها بلوكات النظام وقتها، وهو ما جعل إكسهام وقواته يقومان بمحاصرة المدينة وتقسيمها إلى حى العرب وحى الإفرنج، ووضع سلك شائك بين المنطقتين بحيث لا يصل أحد من أبناء المحافظة إلى الحى الراقى مكان إقامة الأجانب.

وجدير بالذكر أن هذه الأسباب ليست فقط ما أدت لاندلاع المعركة بل كانت هناك أسباب أخرى بعد إلغاء معاهدة 36 فى 8 أكتوبر 1951 غضبت بريطانيا غضبا شديدا واعتبرت إلغاء المعاهدة بداية لإشعال الحرب على المصريين ومعه أحكام قبضة المستعمر الإنجليزى على المدن المصرية ومنها مدن القناة والتى كانت مركزا رئيسيا لمعسكرات الإنجليز وبدأت أولى حلقات النضال ضد المستعمر وبدأت المظاهرات العارمة للمطالبة بجلاء الإنجليز.

وفى 16 أكتوبر 1951 بدأت أولى شرارة التمرد ضد وجود المستعمر بحرق النافى وهو مستودع تموين وأغذية بحرية للانجليز كان مقره بميدان عرابى وسط مدينة الإسماعيلية، وتم إحراقه بعد مظاهرات من العمال والطلبة والقضاء علية تماما لترتفع قبضة الإنجليز على أبناء البلد وتزيد الخناق عليهم فقرروا تنظيم جهودهم لمحاربة الانجليز فكانت أحداث 25 يناير 1952.

وبدأت المجزره الوحشية الساعة السابعة صباحا وانطلقت مدافع الميدان من عيار ‏25‏ رطلا ومدافع الدبابات ‏(السنتوريون‏)‏ الضخمة من عيار‏ 100‏ ملليمتر تدك بقنابلها مبنى المحافظة وثكنة بلوكات النظام بلا شفقه أو رحمة وبعد أن تقوضت الجدران وسالت الدماء أنهارا، أمر الجنرال إكسهام بوقف الضرب لمدة قصيرة لكى يعلن على رجال الشرطة المحاصرين فى الداخل إنذاره الأخير وهو التسليم والخروج رافعى الأيدى وبدون أسلحتهم وإلا فإن قواته ستستأنف الضرب بأقصى شدة‏.‏

وتملكت الدهشة القائد البريطانى المتعجرف حينما جاءه الرد من ضابط شاب صغير الرتبة لكنه متأجج الحماسة والوطنية، وهو النقيب مصطفى رفعت، فقد صرخ فى وجهه فى شجاعة وثبات‏: لن تتسلمونا إلا جثثا هامدة. واستأنف البريطانيون المذبحة الشائنة فانطلقت المدافع وزمجرت الدبابات وأخذت القنابل تنهمر على المبانى حتى حولتها إلى أنقاض، بينما تبعثرت فى أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بالدماء‏ الطاهرة. ‏

وفي 25 يناير 1952 أسفرت عملية عسكرية عرفت فيما بعد بموقعة الإسماعيلية قام بها 1500 جندي بريطاني في منطقة قناة السويس لنزع سلاح شرطة الإسماعيلية المساعدة عن الإعلان عن مقتل 42 عنصراً من القوة المصرية وإصابة ثمانية وخمسين آخرين.

بينما فقد الإنگليز ثلاثة قتلى وثلاثة عشر جريحًا، وهذه الأرقام التي تمثل إصابات محتملة ولكن ليست مؤكدة، أعلنت السلطات البريطانية حينها تلك الأرقام وأكدت على ضرورة تصفية قوة الشرطة المساعدة المصرية بالإسماعيلية.

شهداء العدوان والمصابين.

قال البريطانيون أنهم يحتجزون 800 مصري أسير في أخطر حادث خلال ثلاثة أشهر من التوتر الإنگليزي المصري. كما أعلن البريطانيون أنه خلال الأشهر الأخيرة، أثبتت هذه المجموعة من الرجال، التي يبلغ عدد حوالي 1.000 ومسلحين بالبنادق بدلاً من العصي، في انتهاك لاتفاق بين السلطات البريطانية والمصرية، مرارًا وتكرارًا أنها "غير منضبطة وغير مسؤولة" و"تمت إدانتهم" وتم أخذها فعليًا، وذلك ضمن حرب العصابات ضد القوات البريطانية، وذلك كونهم مطورتين في أنشطة قنص وشغب بعلم السلطات المصررية.

لذا يعد الخامس والعشرون من يناير ذكرى غالية في سجل الوطنية المصرية تحتفل مصر فيه بـعيد الشرطة في كل عام، تكريما وعرفانا لأبطال الشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم فداء للوطن وبخاصة شهداء موقعة الإسماعيلية، وتكريما لدور وزارة الداخلية ورجال الشرطة في حفظ الأمن والاستقرار والتصدي للخارجين على القانون من العناصر الإجرامية وحماية مقدرات الوطن وسلامة مواطنيه، وهو نفس الصمود والبسالة التي تبذلها الشرطة المصرية التي تسطر كل يوم الكثير والكثير من البطولات من أجل ا أمن وأمان مصر.

وتشهد وزارة الداخلية التطوير والتحديث المستمر وفقاً لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، لا سيما في المواقع الشرطية الخدمية التي تتعامل مع المواطن بشكل مستمر، خاصة "الأحوال المدنية والجوازات والمرور وتصاريح العمل والأدلة الجنائية"، حيث حرصت وزارة الداخلية خلال الفترة الماضية على تطوير مواقعها الخدمية، والإعلان عن خدمات جديدة وحديثة الهدف منها تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين والحصول على كافة الوثائق والأوراق بسهولة ويسر في أقل وقت زمني ممكن، كما شهدت طفرة قوية في تطوير خدمات وزارة الداخلية المتنوعة في مختلف المجالات والقطاعات «الأحوال المدنية، المرور، مكافحة الجريمة» واستخدامها للتكنولوجيا المعلوماتية والتقنيات الحديثة في الكشف عن الجريمة، فضلا عن المبادرات الإنسانية التي تقدمها الوزارة لتخفيف أعباء المواطنين والاحتفاء بهم، وتقديم يد العون لهم في مختلف المجالات، وذلك جعل المواطنين يدركون أن رسالة الأمن هي الحفاظ على النظام والأمن العام والآداب.

كما جسدت وزارة الداخلية شعار «الشرطة في خدمة الشعب»، بعدما عملت هذه القطاعات على تطوير الخدمات للمواطنين، وجعلهم قادرين على الحصول على كافة الوثائق في أقل وقت زمني ممكن، دون عناء يذكر، حتى بات المواطنون يستطيعون الحصول على الوثائق المطلوبة من المنزل، وتم تحريك قوافل للشوارع لاستخراج الوثائق، والاعتماد على الرقمنة للتسهيل على المواطنين، وتناولت الوزارة على الصفحة الرئيسية لها، قائمة الخدمات التي تقدمها إلكترونيا.

وفي إطار توجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، لأجهزة الدولة باتخاذ كافة الإجراءات للتخفيف عن كاهل المواطنين وتوفير السلع الأساسية والغذائية بأسعار مناسبة، أطلقت وزارة الداخلية مبادرة «كلنا واحد» بالتعاون مع عدد من السلاسل التجارية الكبرى، لعرض السلع الأساسية ذات الجودة العالية بأسعار مخفَّضة عن مثيلاتها بالأسواق، وتستهدف المبادرة توفير السلع بأسعار مناسبة وتحقيق توازن بالسوق المحلي وضبط الأسواق، وذلك للتخفيف عن كاهل المواطنين ومواجهة الغلاء والقضاء على الاحتكار.

كما تحرص وزارة الداخلية على رسم البسمة على وجوه أسر الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوطن، من خلال اصطحاب أبنائهم للمدارس في بداية العام الدراسي، وتكريم المتفوقين خلال احتفالات كبرى، وتسليمهم شهادات تقدير وكؤوس التفوق الدراسي للأول في كل مرحلة تعليمية، بحضور عدد من قيادات الوزارة وعدد من الفنانين والإعلاميين والرياضيين، وتقديم أخلص معاني التقدير والاعتزاز لجميع أسر وأبناء شهدائنا الأبطال من رجال الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم لتتواصل ملحمة العطاء في سبيل رفعة الوطن وأمن المواطن، وكان لتلك الاحتفاليات بالغ الأثر في نفوس أسر وأبناء الشهداء الذين أعربوا عن فخرهم واعتزازهم بذلك التكريم الذى يُعد امتداد لتكريم آبائهم.

كما كان لذوي الاحتياجات الخاصة اهتمام بالغ من قبل وزارة الداخلية، لذلك خصصت لهم أماكن بالمواقع الشرطية الخدمية، والاحتفال بيومهم العالمي، كما أنها توجه بزيارات إلى عدد من «دور رعاية الأطفال الأيتام، ذوى الإعاقة»، وإهداء الأطفال نزلاء الدور هدايا عينية، بالإضافة إلى تنظيم احتفاليات بالتنسيق مع قطاع الأمن وقطاع الرعاية الاجتماعية وعدد من مديريات الأمن بمقرات أندية الشرطة على مستوى الجمهورية لعدد من الأشخاص من ذوى الإعاقة وتقديم هدايا رمزية لهم لمشاركتهم الاحتفال بتلك المناسبة، وتوجيه قطاعي «الأحوال المدنية - الوثائق» باستخراج «الأوراق الثبوتية - وثائق السفر - تصاريح العمل»، للأشخاص ذوى الإعاقة بالمجان، واستقبل قطاع الخدمات الطبية الأشخاص ذوى الإعاقة لتوقيع الكشف الطبي عليهم بمختلف مستشفيات الشرطة على مستوى الجمهورية وصرف العقاقير الطبية لهم بالمجان لفترات محدودة.

الأحتفالات بعيد الشرطة

ومع اقتراب احتفالات عيد الشرطة، جهزت وزارة الداخلية شعارا جديدا لعيدها الحادي والسبعين، كما أنتجت الوزارة عدة فيديوهات وأغانى وطنية احتفالا بعيد الشرطة، الذى يوافق ذكرى معركة عظيمة دارت بين أفراد الشرطة المصرية والجيش الإنجليزى ضرب فيه الضباط المصريون أروع وأسمى معانى الشجاعة والوفاء والوطنية، فقد أنتج قطاع الاعلام والعلاقات بوزارة الداخلية فيلما بعنوان "عيون وطن" يحكى بطولات رجال الداخلية احتفالا بعيد الشرطة، كذلك انتاج أوبريت بعنوان العهد الذى يحكى بطولات رجال الداخلية احتفالا بعيد الشرطة، وفيلم حماية الذي يرصد جهود عملية اقتحام بؤرة اجرامية واوبريت هنا مصر وفيلم المهمة كما تعد وزارة الداخلية العديد من الاحتفالات مع المواطنين الخميس القادم بمناسبة تلك الذكرى الخالدة.