رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم .. إنها البصرة.. وإنه العراق!

نشر
الأمصار

أسبوعان عاشها العراقيون بكل فخر وشموخ وتوجها منتخبنا الوطني بفوزه بكأس بطولة الخليج العربي ال٢٥ لقد قالت البصرة مالم تقله اي مدينة من مدن العالم وهي مثلها مثل كل مدن العراق فكانت البصرة ملؤ السمع والبصر وعلى السنة كل الاشقاء في دول الخليج .
نعم كانت البصرة تعكس الكرم العراقي والطيبة والشموخ والإباء  استقبلت ضيوفها وهي تردد اللازمة البصرية المعروفة  (عين غطة وعين فراش) فحار الواصفون بماذا يصفون ونقلت  عدسات  القنوات الفضائية كل ما يسر العيون وسمعنا من المعلقين الرياضيين كل جميل بحق البصرة واهلها والعراق وشعبه الكريم المعطاء وحقيقة فقد عرف الاشقاء من اعلاميي الخليج بالعراق تاريخا وحضارة بأحسن ما يكون التعريف وقد يعجز الاعلامي العراقي عنه حتى لا يوصف بالمبالغة والتكبر والخيلاء .
ثم نأتي الى الجمهور العراقي الذي اكد انه شعب واحد وعقل وضمير واحد وان حب العراق هو السيد الاول وليس هناك حب اخر ينافسه   ويوازيه فكانت كل مدن العراق من شماله الى جنوبه حاضرة في ملاعب البصرة ولم يكن هناك اي مكان لنعرة طائفية او مناطقية او اثنية فالكل هنا عراقي  وان كان من هذا الطيف او ذاك او من هذه القومية او تلك ولقد صدحت كل الحناجر باسمك يا عراق ومما شدني ان اصوات المعلقين على مباريات المنتخب العراقي تناسوا هوياتهم الفرعية لصالح الهوية الام هوية العراق وحده ولا غيرها فاذهلني بحماسته العالية  ابن الاقليم  بيستون  وهو يعلق على مجريات المباراة وكذلك علي لفته ومحمد ابراهيم الناصر وغيرهم   .
نعم هناك من اعاب على العراقيين فرحهم واعتبره فرحا مبالغا فيه  فأقول ان ما عاناه العراقيون خلال عشرين عاما يكفي ان يهد الجبال الراسيات فقد نالهم القتل والتفجير ومورست عليهم  كل خطط الابادة الجماعية والتفرقة العنصرية والطائفية  لكنهم خرجوا كطائر العنقاء من الرماد ليقولوا  للعالم نحن والفرح توأمان ونحن صناع الحياة اليوم وغدا ففينا اصرار عمقنا التاريخي والانساني والحضاري الممتد لاكثر من سبعة الاف سنة فحن الحرف الاول والقانون الاول والعجلة الاولى نحن أور  وسومر وبابل وأكد وأشور والحضر والكوفة والبصرة وبغداد بكل تاريخها  نحن المتنبي وابي فراس الحمداني والشريف الرضي وعلي بن الجهم نحن صفي الدين الحلي وصولا الى عبد المحسن الكاظمي والجواهري والسياب ونازك وكل الشعراء والادباء والمفكرين .
نعم كانت بنا حاجة للفرح ففرحنا بفوز اسود الرافدين وفرح لفرحنا كل الذين يحبون العراق ويعرفون ماذا يعني العراق 
اخيرا  اقول إنها البصرة وإنه العراق  فلا احد يزايد علينا في الفرح فإنا أهله ونحن من يصنعه.

المقال يعبر عن وجهة نظر كاتبه وليس بالضرورة يعبر عن وجهة نظر الموقع