رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بوتين يهدد باستخدام "الثالوث النووي" برًا وبحرًا وجوًا

نشر
الأمصار

أكَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنَّ بلاده مستمرة في تطوير "الثالوث النووي"، وذلك في أحدث إشارة من بوتين على الجاهزية النووية لبلاده التي تخوض منذ ما يقارب العام حرباً واسعة النطاق في أوكرانيا.

تمتلك روسيا ما يقرب من 5977 رأساً نووياً، منها 1588 رأساً تم نشرها بصورة نشطة، وذلك بحسب "مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار".

وترتبط هذه الترسانة النووية التي تعد الأضخم في العالم بمفهوم "الثالوث النووي" الذي يشير في الجملة إلى طرق إطلاق الأسلحة النووية من الترسانة الاستراتيجية.

 

الثالوث النووي

 يعتمد الثالوث النووي على أسلحة ردعية من طراز صواريخ بعيدة المدى ذكية وعالية الدقة، تحمل رؤوسا نووية مهمتها الردع الاستراتيجي الشامل.

ويعتبر الثالوث النووي أحد الطرق المعتمدة في الأسلحة النووية نحو أهداف محددة مسبقة، ووسيلة لتوجيه هجوم نووي من البر والبحر والجو على مراحل مختلفة.

على المستوى الجوي، تمتلك روسيا نحو 68 قاذفة قنابل ثقيلة في أسطولها الجوي النووي. وتتألف هذه القاذفات من فئتين: الأولى "توبوليف تي يو-160" المعروفة بـ"بلاك جاك"، والثانية "توبوليف -85 إم إس (بير إتش)".

وتشكل هذه الفئة الأخيرة غالبية الأسطول الروسي، علماً بأنه يمكن لكل واحدة من هذه القاذفات حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً من طراز "إيه إس-15"، أو ما يقرب من 700 رأس نووي، وفقاً لما ذكره "مركز الحد من التسلح وعدم الانتشار"، والذي يقع مقره في واشنطن.

كما تعمل روسيا حالياً على تجهيز أسطولها بصواريخ كروز النووية، وذلك في إطار عملية تحديث شاملة.

وتشمل القدرات الجوية لروسيا أيضاً في هذا المجال نوعاً آخر وهو الصواريخ الباليستية التي تطورها الصين لإطلاقها من الجو.

الهجوم البري

وعلى المستوى البري، تشكل أساس قوات الصواريخ الاستراتيجية، وتتكون من منصات ثابتة وأخرى ذاتية الحركة.

فالثابتة تشمل صواريخ سارمات التي تعمل بالوقود السائل وتسمى بـ"الشيطان" وبوسعها بلوغ أي نقطة على سطح الأرض، إلى جانب "ياريس" السوفياتية.

أما ذاتية الحركة فهي صواريخ توبول وتوبول إم، التي تعمل بالوقود الصلب، ويفوق مداها الـ8 آلاف كيلومتر.

وتشير التقديرات إلى أنَّ لدى روسيا ما يقرب من 306 صواريخ باليستية عابرة للقارات تحمل ما يصل إلى 1185 رأساً نووياً، وفقاً لما ذكره مركز الحد من التسلح.

ويبرز من بين هذه الصواريخ الباليستية العابرة للقارات صواريخ "توبول إم" وصواريخ "إس إس-27 يارس"، وكلاهما قادر على حمل رؤوس حربية نوعية متعددة.

الهجوم البحري 

وعلى المستوى البحري، تتكوَّن القوة النووية العملياتية لروسيا من 11 غواصة صاروخية باليستية تعمل بالطاقة النووية، وذلك بحسب ما ذكره مركز "الحد من التسلح".

وتتألَّف هذه الغواصات من ثلاث فئات، بما في ذلك فئتا "دلتا" و"بوري" الناشطتان حالياً، والقادرتان على حمل ما يصل إلى 16 صاروخاً من الصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات، من طرازي "إس إس-إن-23 سكيف"، و"بولافا إس إس -إن-32". ويمكن لهذه الصواريخ إيصال ما يقارب 624 رأساً نووياً.

وتعمل روسيا حالياً على بناء ما يصل إلى 10 غواصات نووية إضافية ومحسَّنة من فئة "بوري"، ومن المتوقع أن تكتمل جميعها بحلول عام 2027.

وتشمل: صاروخ بولافا الذي يعمل بالوقود الصلب، وصاروخ كاليبر المجنح الذي يمكن تزويده برؤوس نووية.

تحمل هذه الصواريخ سفن وغواصات نووية استراتيجية، غواصات نووية متعددة المهام من مشروع ياسين وياسين إم ، غواصات مشروع بوريه، غواصة بوسيدون المسيرة النووية الحديثة.

وتمتلك الغواصات أهمية كبيرة في ثالوث الردع النووي، لأنه يمكن الاعتماد عليها في الرد بضربات انتقامية ضد العدو إذا تمكن من تنفيذ هجوم نووي مباغت ضد أي هدف تابع للدولة.

ويمثل هذا النوع أخطر أسلحة ثالوث الردع النووي، لأن الغواصات التي تحمله يمكنها التخفي في أعماق البحار لأشهر قبل أن تطلق صواريخها باتجاه هدف ما في أي مكان حول العالم دون أن تتمكن وسائل التتبع الخاصة بالعدو من رصدها.

وتستخدم الدول التي تمتلك "ثالوث الردع النووي" غواصات تعمل بالطاقة النووية ويتم تزويدها بصواريخ باليستية عابرة للقارات مصممة للانطلاق من البحر.

الغواصات النووية 

تملك 9 فقط دول على مستوى العالم أسلحة نووية، ولكن عدد الدول التي تمتلك الغواصات النووية حتى الآن هي 6 دول فقط هي روسيا والولايات المتحدة الأميركية والصين وبريطانيا وفرنسا والهند.

تمتلك روسيا 26 غواصة أخرى تعمل بالطاقة النووية، منها 9 غواصات تحمل صواريخ كروز تقليدية مختلفة.

وتزود روسيا غواصاتها بصواريخ نووية عابرة للقارات يمكن لأحدها أن يحرق مدينة بأكملها، تعمل روسيا بشكل دائم على تطوير طوربيدات جديدة للقوات الروسية يمكنها أن تلحق دمارا هائلا بشواطئ العدو ومنشآته الساحلية.

كما تمتلك روسيا كذلك أنواعاً من السفن الحربية المزودة بصواريخ نووية مثل الطراد الثقيل "بطرس الأكبر"، إضافة إلى تطويرها لصواريخ فرط صوتية يمكن تزويدها برؤوس نووية.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تعهّد خلال اجتماع موسع لقيادات وزارة الدفاع، بتحسين الاستعداد القتالي لـ"الثالوث النووي"، مؤكدا أنه ضمن أسس الحفاظ على سيادة روسيا ووحدة أراضيها، وذلك على وقع التوتر الشديد بين بلاده والغرب والذي خلفته العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ولطالما أنذر باحتمال اندلاع حرب نووية.

وأعلن بوتين أن الأسطول الروسي سيمتلك في مطلع يناير، صاروخاً جديداً "فرط صوتي"، مشدداً على ضرورة أن تنتبه روسيا لأهمية الطائرات المسيرة في الصراع المستمر منذ 10 أشهر، قائلاً إن قذائف "سارمات" الروسية الأسرع من الصوت التي يطلق عليها "الشيطان 2"، ستكون جاهزة للانتشار في المستقبل القريب.