رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

احتجاجات طهران.. شاب إيراني يكشف تفاصيل صادمة عن اعتقاله

نشر
الأمصار

نشرت الرسالة الصادمة لمتظاهر شاب بعد إطلاق سراحه في احتجاجات الشعب الإيراني، "أعرف أن ما أكتبه يشبه القصص الموجودة في الكتب، لكنني اختبرتها بنفسي".
ذكر أحد أعضاء وحدات المقاومة  في احتجاجات الشعب الإيراني، بعد إطلاق سراحه من المعتقل، بعض الجرائم التي ارتكبت بحقه وضد شبان آخرين معتقلين أثناء اعتقاله في رسالة أرسلها. 
وكشفت المقاومة الإيرانية في تقرير لها عن  أجزاءً من رسالة هذا الشاب المنتفض في  احتجاجات الشعب الإيراني هنا: 
"كنا وسط حشد كبير وكنا نردد الشعارات، ألقوا الغاز المسيل للدموع وتفرق الحشد. كانوا قد وضعوا بالفعل قوات بالزي الرسمي في الأزقة حتى يتمكنوا من مهاجمة الناس عندما يفرون في الأزقة واعتقالهم.

 

الأمصار


 وأكد الشاب المشارك في احتجاجات الشعب الإيراني دخلت أنا وعدد قليل من الآخرين في زقاق وعندما وصلنا إلى نهاية الزقاق، أطلقت علينا بعض قوات الشبيحة (الملابس المدنية) الرصاص من البنادق، كانت بندقية صيد وأصابتني عدة رصاصات في رجلي وسقطت، ولحسن الحظ تمكن الآخرون من الفرار، وتم اعتقالي فقط.
ضربوني وأخذوني إلى جانب الزقاق وبعد بضع دقائق جاءت سيارة بيضاء وأخذتني بعيدًا. داخل السيارة، ركلوني ولكموني بشدة لدرجة أنني كنت أتمنى أن نصل إلى أي مكان يريدون نقلنا إليه على وجه السرعة!، لكني لم أكن أعلم أن هذه الضربات مزحة مقارنة بما سيفعلونه بي!
 

واستكمل  الشاب المشارك في احتجاجات الشعب الإيراني كنت معصوب العينين ولم أكن أعرف إلى أين نحن ذاهبون. بعد حوالي 15 دقيقة وصلنا، أخذوني إلى غرفة كان فيها عدة أشخاص آخرين، بعضهم فقد الكثير من الدم لدرجة أنهم أغمي عليهم، ولم يعتنوا بهم، وكان من الواضح أنهم يرغبون في موتهم وألا يتكلفوا عناء الاعتناء بهم، كانت ظروف بعض السجناء سيئة للغاية لدرجة أنني نسيت تمامًا آلام الرصاص واللكمات والركلات التي تلقيتها، أردت أن أذهب وأطرق الباب حتى يأتي أحدهم للمساعدة، أوقفني أحد السجناء وقال إن كل سجين طرق الباب نُقلوه وتعرض للضرب.
كانت الظروف سيئة للغاية لدرجة أنني لا أعرف كيف أصفها! لكن رؤية السجناء يعتنون ببعضهم البعض جعلني أشعر بالسعادة لدرجة أنني بكيت.
بدأ أحد السجناء، الذي سُحق إصبع قدمه ببوط عسكري، في العناية بقدمي، أعلم أنها تشبه القصص الموجودة في الكتب، لكنني جربتها بنفسي، ودون إعطائنا الطعام والماء والاعتناء بنا، تركونا هناك ليوم كامل ولم يأت أحد ليرى ما إذا كنا أمواتًا أم أحياء، كنا جميعًا نائمين عندما جاءوا وأخذوا 3 من السجناء، بعد بضع دقائق عادوا مرة أخرى وأخذوا عدة آخرين، بمن فيهم أنا.

.


أخذوني إلى حجرة الاستجواب ووضعوني على كرسي، وبعد بضع دقائق جاء رجل طويل ومعه بعض الأوراق البيضاء في يده، وقال، اكتب من أين تلقيت على الأوامر، ومن الذي يرسل لكم الأوامر والرسائل، اكتب أسماء وعناوين بقية أصدقائك هنا، وإذا جئت بعد ساعة ولم تكن قد كتبت هذه الأمور التي أقولها، فسأجلب لك المتاعب لدرجة أن عائلتك لن تتمكن من التعرف عليك!
لم أكن أعرف ماذا أكتب، ذهبت إلى الشارع بمفردي ولم يكن معي حتى مقص أظافر، كتبت أنه ليس لدي أي علاقة مع أي شخص، وقد ناديت في الشارع ببضع شعارات ولم أركل حتى سلة القمامة، فقد استغرق الأمر نصف ساعة تقريبًا وعاد ونظر إلى ورقتي، وقد قال بغضب أبشع الشتائم بحق أختي وأمي ثم غادر الغرفة ودخل شخصان الغرفة وضرباني بكل ما أوتوا من قوة.
بعد ضربي، وضعوني على الكرسي مرة أخرى وعاد المحقق وهددني بأنه إذا لم تخبرني باسمك وعنوانك ومع من تتواصل، فسوف تتعرض للضرب حتى تموت أخيرًا!، وكنت أعلم أنني إذا كتبت ما يريدون، فسأضطر إلى قضاء بضع سنوات في السجن، لذلك تحملت الضرب واحدًا تلو الآخر، حتى تعبوا ونقلوني إلى زنزانة مليئة بالسجناء.
ما فعلوه بي وما فعلوه بالآخرين، بعض الناس لم يستطع تحمله وكتبوا أشياء لهم ليشعروا بالرضا ويتوقفوا عن الضرب.
ظننت أن الأمر انتهى وعلينا انتظارهم لإرسالنا إلى السجن ثم رفع قضية بحقنا والذهاب إلى المحكمة، لكنهم احتجزونا لمدة أربع ليال ولم يتركونا ننام.
ما إن نمنا حتى دخلوا ولم يسمحوا لنا بالنوم مستخدمين أبشع الشتائم واللكمات والركلات، وبعد أربعة أيام تم نقلنا.
وقد تعرضنا للإذلال والضرب لدرجة أننا كنا سعداء بدخول السجن أخيرًا!.
كانت أيام صعبة، لكنني لم أشعر أبدًا بالأسف لأنني ناضلت من أجل حرية بلدي، وسأواصل النضال حتى لو علمت أن هذه العذاب سيتكرر مرة أخرى.