رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

فلسطين.. المالكي: لايوجد شريك سلام حقيقي في إسرائيل لنقوم بعملية تفاوضية

نشر
 وزير الخارجية والمغتربين/
وزير الخارجية والمغتربين/ رياض المالكي

قال وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني، رياض المالكي: “إن هناك معضلة حقيقية نواجهها بأنه لايوجد شريك سلام في إسرائيل فكيف نستطيع التقدم إلى الأمام بدون عملية تفاوضية وكيف نستطيع أن نجلس ونتفاوض مع أنفسنا في ظل غياب شريك سلام إسرائيلي حقيقي نتفاوض معه وهذا موضوع هام”.

جاء ذلك خلال لقاء الوزير المالكي مع 25 من السفراء الأجانب المعتمدين لدولة فلسطين غير المقيمين في مقر سفارة دولة فلسطين بالقاهرة، وبحضور مساعد الوزير للشؤون العربية فايز أبو الرب، ومساعد الوزير للشؤون الاقتصادية والمالية مصطفى البرغوثي، وسفير دولة فلسطين بمصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية دياب اللوح، وعدد من مستشاري السفارة ومندوبية فلسطين بالجامعة العربية.  

وأكد المالكي خلال اللقاء أن هناك تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة في هذه الأيام وهذه الحكومة ستكون مختلفة عن جميع الحكومات السابقة بمعنى ستكون حكومة أكثر فاشية وحقدا وكره للفلسطيني إلى أبعد درجة ومتطرفة فيها عناصر إرهابية مثل "بن غفير" وهو وريث كاهانا ينتمي إلى منظمة كاخ والتي أعلن أنها إرهابية في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار إلى أن بن غفير سيكون جزء من الحكومة الإسرائيلية القادمة وسيتولى الأمن القومي في إسرائيل  وسيكون مسؤول عن الشرطة وحرس الحدود وعن الأمن في القدس وفي الأماكن المقدسة تحديدا المسجد الأقصى والذي كان يدخل الأقصى انتهاكا يوميا كمستوطن أما الآن سيأتي بالسلاح والدبابة ليغير الواقع بالأماكن المقدسة وسوف يسهل دخول المستوطنين للصلاة في المسجد الأقصى المكان الأكثر قدسية للمسلمين في العالم .

الحكومة الإسرائيلية الجديدة

وعن الحكومة، قال المالكي إنه سيقودها هذه المرة شخص متطرف إرهابي ويختبئ خلفها "نتنياهو" من أجل تدمير العودة للمفاوضات وتدمير حل الدولتين وتغير الوضع القائم بالمسجد الأقصى، وإعطاء الضوء الأخضر للجيش والمستوطنين لمزيد من قتل الفلسطينيين، وتشكيل ميليشيات من المستوطنين في نطاق رسمي، والمزيد من إراقة الدماء والقتل والدمار، فعلى المجتمع الدولي أن يكون لديه موقف مسبق وتحذير إسرائيل من تلك الإجراءات، مطالبا السفراء بضرورة إبلاغ دولكم لتوجيه تحذير للحكومة الإسرائيلية القادمة في حال أنها أشركت وزراء مثل "بن غفير وسموتريش" الإرهابيين، لإعادة النظر بطبيعة العلاقة مع تلك الحكومة أو مع هؤلاء الوزراء .

المالكي

وقال إننا سنطلب من الدول العربية بالتوجه لمجلس الأمن من أجل طرح هذا الموضوع بشكل رسمي، لأننا لن نسمح ولن نقبل بأن يتم تغليف الإرهاب بطابع رسمي وأن يتم العمل الإرهابي بشكل رسمي ومقبول داخل إسرائيل فحياة الإنسان الفلسطيني لها قيمة وسوف نعمل جاهدين من أجل حماية تلك الحياة للعيش بكرامة.

المالكي يطالب بإعتراف جميع الدول بدولة فلسطين

كما طالب وزير الخارجية والمغتربين بضرورة إعتراف جميع الدول بدولة فلسطين لأنه لايجوز أن يكون هناك دولة مترددة حتى الآن، فلابد من تغيير قواعد اللعبة في هذه المرحلة الحساسة ويجب إرسال رسائل واضحة لإسرائيل تتضمن رفضها الجلوس والتفاوص مع الفلسطينيين، وضرورة إنتقال دولة فلسطين من دولة غير عضو بصفة مراقب بالأمم المتحدة لتصبح دولة كاملة العضوية شأنها شأن كل الدول الأخرى.

وشدد المالكي، على ضرورة ترجمة الإلتزام بحل الدولتين إلى آليات عمل فلا يكفي أن نقول إننا نحن مع حل الدولتين، فلابد أن نقول كيف نحن مع حل الدولتين، وماذا يجب أن نعمل وماهي الآليات المطلوبة لترجمتها على الأرض عمليا  فالالتزام بالصمت يعطي إسرائيل الموافقة للعمل على تغيير الواقع على الأرض وفرض حقائق جديدة لتمنع إقامة دولة فلسطينية وتجسيدها بمفهوم حل الدولتين، فلابد من وقف الإجراءات أحادية الجانب فورا والتي تنتهك بها القانون الدولي وتمنع تجسيد حل الدولتين.

وقال: "يرفضون قرارات الأمم المتحدة جميعها ويرفضون مبدأ حل الدولتين والسؤال الذي يراودنا دائما ماذا نستطيع أن نعمل أمام تلك الحقيقة فإننا نعتقد أن الخروج من هذا المأزق هو "تغيير قواعد اللعبة"، فلا نستطيع الإستمرار في مثل هذا الوضع إلى ما لا نهاية فالشعب الفلسطيني لا يستطيع أن ينتظر حتى يولد شريك في إسرائيل ولا نستطيع أن ننتظر حتى يغير المجتمع الدولي من رأيه أو تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن دعمها وحمايتها لإسرائيل، أو أن يتحول المجتمع الدولي ويفكر في يوم ما بفرض عقوبات على إسرائيل كما يفرضها على دول أخرى".

وأكد المالكي، إنه يجب التفكير بفرض عقوبات على إسرائيل لخرقها القانون الدولي وضرورة فرض قرار مجلس أمن جديد فهي ليس دولة فوق القانون، فإذا إسرائيل خرقت القانون يجب أن تحاسب، واذا انتهكت القانون الدولي يجب أن تعاقب، فمجلس الأمن مطالب بفرض قرار يعيد معالجة القضية الفلسطينية بشكل كامل لأن القرارات السابقة عجز عن ترجمتها .

اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

وأشار المالكي إلى أن اليوم يصادف 29 من نوفمبر وهو اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني لكي يظهر العالم أجمع إهتمام غير عادي بالقضية الفلسطينية ويتم عقد اللقاءات والندوات الخاصة بالقضية في تذكير العالم بأن مأساة الشعب الفلسطيني لازالت مستمرة وهناك حاجة لإعطاء إهتمام وتركيز أكبر لمعالجة هذه القضية والوصول إلى حل دائم.

وفي الختام قال المالكي نأمل أن يكون هذا اللقاء هو بداية لعلاقة مستدامة من خلالها نعمل على عقد لقاءات دورية لكي نطلعكم في صورة تطورات القضية الفلسطينية وما نعمل عليه كقيادة فلسطينية على المستويات المختلفة

ومن جانبه قال السفير اللوح، إن هذا اللقاء هو الأول من نوعه حيث سنعمل أن يتكرر بين فترة وأخرى لتعزيز التنسيق وتوطيد العلاقات بين دولة فلسطين والدول الشقيقة والصديقة وتبادل الخبرات والمنافع المتبادلة والتشاور السياسي لمصالحنا المشتركة.  

واضاف اللوح أن اللقاء يهدف لوضع السفراء في آخر المستجدات السياسية في فلسطين وما تمارسه سلطات الإحتلال من ممارسات عنصرية إسرائيلية بحق شعبنا من قطعان المستوطنين الإرهابية المدعومة من جيش الاحتلال وشرطته، بالإضافة إلى الحراك الدبلوماسي والقانوني لنيل حقوقنا المشروعة.