رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

روسيا وأوكرانيا: تقديرات أمريكية بمقتل 200 ألف عسكري من الطرفين في الحرب

نشر
 الجنود الأوكرانيين
الجنود الأوكرانيين

أعلن رئيس مجلس قيادة الأركان في الجيش الأمريكي، أن نحو 100 ألف جندي روسي، وعدداً مماثلاً من الجنود الأوكرانيين، قتلوا أو أصيبوا منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وقال الجنرال مارك ميلي، وهو الضابط الأعلى رتبة في جيش الولايات المتحدة، أن التقديرات تشير إلى مقتل 40 ألف مدني في النزاع المسلح.

وتعدّ هذه الأرقام أعلى تقديرات تصدر عن مسؤول غربي حول الحرب حتى الآن.

وتحدث الجنرال الأمريكي عن وجود مؤشرات على استعداد كييف للعودة إلى المحادثات مع موسكو، ما قد يفتح "نافذةً" على المفاوضات، بحسب تعبيره.

وخلال الأيام الماضية، لمحت أوكرانيا إلى استعدادها لإجراء محادثات مع موسكو، بعدما تخلى الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي، عن مطلبه، بأن يتنحى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل استئناف المفاوضات.

ولكن الجنرال ميلي قال، متحدثاً من نيويورك، إن نجاح أي مفاوضات مشروط بأن تعترف روسيا وأوكرانيا معاً، بأنه "لا مجال لتحقيق النصر بالأساليب العسكرية، وعليه فإنه يتوجب اللجوء إلى أساليب أخرى".

الخسائر البشرية

وأضاف ميلي، الذي يشغل منصب كبير المستشارين العسكريين في إدارة الرئيس بايدن، أن حجم الخسائر البشرية قد يقنع كلا الطرفين بضرورة إجراء مفاوضات، في أشهر الشتاء المقبلة، عندما يهدأ القتال بسبب البرودة القاسية.

وقال الجنرال: "نتحدث عن أكثر من 100 ألف جندي بين قتيل وجريح في الجانب الروسي، ومثلهم في الجانب الأوكراني".

وتتكتم كل من أوكرانيا وروسيا بشدّة عن عدد القتلى الذين سقطوا في صفوف قواتهما العسكرية.

وأعلنت موسكو في سبتمبر/ أيلول مقتل 5937 من جنودها منذ بدء الحرب، ونفى وزير الدفاع سيرغي شويغو التقارير التي تحدثت عن أعداد أكبر.

ومن الواضح أن تقديرات ميلي عالية جداً، مقارنة بالـ15 ألف جندي سوفييتي الذين قتلوا خلال حرب أفغانستان، بين عامي 1979 و1989.

وامتنعت أوكرانيا عن إعلان عدد خسائرها البشرية، ولكن قائد أركان القوات المسلحة، فاليري زالوزنيي، قال في أغسطس/ آب إن 9 ألاف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، حتى الآن.

وقالت الأمم المتحدة إنها لا تعدّ التقديرات الصادرة، عن الأطراف المنخرطة في الصراع، تقديرات موثوقة.

وقال ميلي إن "المعاناة الإنسانية كبيرة"، مشيراً إلى نزوح ما بين 15 إلى 30 مليون شخص، منذ أن شنت روسيا عملية الاجتياح يوم 24 فبراير/ شباط.

وأحصت الأمم المتحدة 7.8 مليون لاجئ أوكراني في أوروبا، بما فيها روسيا. ولكن الأرقام لا تشمل الذين نزحوا عن ديارهم ولا يزالون في أوكرانيا.

وأعلنت روسيا الأربعاء سحب قواتها من مدينة خيرسون الرئيسية، جنوبي البلاد، وهي المدينة الكبيرة الوحيدة، التي سقطت في يد القوات الروسية.

ويرى الجنرال ميلي أن "المؤشرات" تدل على بدء عملية الانسحاب، ولكنه نبه إلى أن روسيا جمعت نحو 20 إلى 30 ألفاً من قواتها في المدينة، وعليه فإن الانسحاب قد يستغرق عدة أسابيع.

وقال: "أعلنوا أنهم سينسحبون، وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك، من أجل الحفاظ على أرواح جنودهم، وإعادة بناء دفاعاتهم، جنوبي النهر، ولكن علينا أن ننتظر ما سيحدث على الأرض".

ويأتي إعلان الانسحاب من خيرسون بعدما أصدر الرئيس بوتين قراراً بتعبئة نحو 300 ألفاً من جنود الاحتياط، للقتال في أوكرانيا في سبتمبر/ أيلول.

ويرى الخبراء العسكريون في الغرب وفي أوكرانيا أن اللجوء إلى التعبئة دليل على أن القوات الروسية يعاني كثيرا في ساحات القتال في أوكرانيا.