رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

علي الزبيدي يكتب : في الصميم.. الوردي ووعاظ السلاطين

نشر
الأمصار

حضرت مساء أمس عبر تطبيق الزووم جانبا من محاضرة عن الدكتور علي الوردي رائد علم الاجتماع في الوطن  العربي  وكانت مناصفة بين الدكتور محمد عيسى الخاقاني  مؤلف كتاب ١٠٠ عام مع الوردي والأستاذة سيناء الوردي الابنة الوحيدة للدكتور الوردي .
والوردي رحمه الله عانى ما عانى من وعاد السلاطين طيلة حياته واذا كان كتابه وعاد السلاطين قد صدر في طبعته الأولى  عام ١٩٥٤ فإني  أرى أن كتاب الوري هذا يصلح لكل زمان ومكان مادامت طبيعة النفس البشرية في اي مجتمع تتوق إلى الأنانية ولكن هذه الأنانية تختلف من مجتمع لآخر وحسب مستوى النضوج والوعي المعرفي و الإجتماعي   .
لقد أرسى الراحل الوردي  أسس علم الاجتماع الحديث  وتعددت كتبه في هذا المجال حتى بلغت ١٨ كتابا لقد كان الدكتور علي الوردي يستقي دارسة المجتمع العراقي من خلال المعايشة اليومية للناس وتسجيل أدق التفاصيل عن حياة الناس اليومية كما أن الوردي واجه الكثير من الهجمات والحملات التي كان يشنها عليه عدد من الذين يتابعون محاضراته ويحاولون ازدراء طروحاته لكنه كان يمتص  كل الصدمات ويرد عليها بهدوء تام مع إبتسامة ذات مغزى واذا كان الدكتور الوردي رحمه الله قد غادرنا إلى دار الخلود  في ١٣ تموز /يوليو ١٩٩٥ فإن الكثير مما طرحه في مؤلفاته بات ينطبق على ما نراه اليوم وخصوصا في المجتمع العراقي بعد العام ٢٠٠٣  فقد كثر وعاظ السلاطين وارتدوا مختلف الأزياء فبتنا نشاهد ونسمع من المطبلين  للفاسدين وسراق المال العام من يجعل منهم دعاة لبناء وإصلاح المجتمع وهم يعلمون علم اليقين أن هؤلاء هم أس  البلاء للعراق فاليوم نرى الكثير ممن يجمل أعمال أسيادهم المسؤولين ويعنل على تحسين صورهم لدى عامة ألناس وباتت تزدحم شاشات الفضائيات بالكثير من وعاظ السلاطين وهناك من يدبج المقالات الطويلة في الصحف وعلى مواقع التواصل الإجتماعي التي تسبح بأسم هذا المسؤول او ذاك سعيا وراء المغانم والمنافع الشخصية لكن هؤلاء كما وصفهم الوردي رحمه الله اساس خراب  السلطان وهم من يجعلونه يطغى  فزمرة الطبالين هي من تعزف للمسؤول  ما يريد أن يسمعه من مدح واطراء وتبجيل لا يستحقه على حساب مصالح الناس وسلامة قيم المجتمع.
وأعوذ بالله من وعاظ السلاطين  قديما وحديثا.