سياحة تونس: مهرجان المولد النبوي بالقيروان من أهم الاحتفالات بالعالم الإسلامي
اعتبر وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين، أن مهرجان الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف بمدينة القيروان هذا العام يعد من أهم الاحتفالات في العالم الإسلامي، التي تقام بهذه المناسبة.
وقال بلحسين - في تصريح صحفي مساء اليوم السبت خلال تفقده المعرض الوطني للصناعات التقليدية بمتحف الزربية في القيروان - إن "القيروان تحتضن مقومات حضارية ومعالم دينية ومزارات روحانية فريدة من نوعها، ولذلك يجب العمل على توظيفها بشكل أمثل من أجل جذب السياحة إليها، وأن القيروان أصبحت محط أنظار العالم، خاصة بعد أن أصبح الاحتفال بالمولد النبوي مهرجانا دوليا، وشهد حضور وفود من عدة دول عربية وإسلامية".
وأشاد الوزير بالمعرض الوطني للصناعات التقليدية، الذي شارك فيه 115 حرفيا من مختلف مناطق الجمهورية التونسية، من بينهم عدد كبير من صغار الشباب للتعريف بمنتجاتهم وتسويقها، ومنها منتجات النحاس والحايك والزربية والنسيج التقليدي والملابس التقليدية.
وقام وزير السياحة - كذلك - بزيارة معرض "تراث مدينتي" للصناعات والأكلات التقليدية، وتفقد الطريق السياحي "معلم الفسقية"، وإطلع على أهم مكوناته، كما شهد فعاليات عرض "الحضرة" بساحة أولاد فرحان، والعرض الدولي المشترك من دول الجزائر وليبيا وإندونيسيا وسوريا.
وكان وزير السياحة قد بدأ زيارته إلى ولاية القيروان أمس، حيث شارك في احتفال ديني رسمي أقيم بمسجد عقبة بن نافع، رافقه خلاله وزير الشؤون الدينية الدكتور إبراهيم الشائبي، ووالي القيروان محمد رقيبة.
مناسبة اجتماعية ودينية
يحيي التونسيون احتفالهم بالمولد النبوي الشريف هذا العام، والذي يمثل مناسبة دينية واجتماعية ترتبط بعادات وتقاليد الكثير من التونسيين .
فعلى وقع الدفوف وحلقات الذكر والقصائد النبوية، تستأنس الروح التونسية بمولد خير الأنام سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، لتفوح من المساجد الكبرى الروائح الذكية والأصوات الندية متغنية بمدح خير البرية، لتتداخل معها مواكب صوفية تصدح بالأناشيد والقصائد الدينية .
ففي مدينة القيروان عاصمة الاحتفال، تجمع ما يقرب من مليون زائر من مختلف المدن التونسية وبعض الدول العربية والإفريقية، خاصة بعد إعلان القائمين على المهرجان الدولي للمولد النبوي الشريف بالقيروان، عن إطلاق النسخة الدولية من المهرجان للمرة الأولى هذا العام، والذي يستمر حتى يوم غد "الأحد"، تحت شعار "القيروان عاصمة المولد" .
وإلى جانب الحضور الشعبي بالقيروان جاء الحضور الرسمي، حيث حرص وزير السياحة محمد المعز بلحسين، ووزير الشؤون الدينية إبراهيم الشائبي، على حضور فعاليات المولد، مرتدين الجلباب التونسي المميز في مثل هذه الاحتفالات الدينية، بمسجد "عقبة بن نافع" بالمدينة، والذي يعد أحد أقدم المعالم الإسلامية في تونس وشمال أفريقيا .
وشهد الوزيران عدة مسابقات في حفظ وتلاوة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وقاما بتكريم الفائزين اليوم "السبت"، كما شاركا في ندوة بعنوان "تكريس قيم الرحمة في السيرة النبوية" للشيخ إسكندر العلاني، والاستماع إلى عدد من الابتهالات والأذكار والأدعية، وتفقد المعرض الوطني للصناعات التقليدية الذي يقام بمناسبة الاحتفال بالمولد بالقيروان .
أجواء الفرحة باحتفالات المولد التي تشهدها "القيروان" بمعالمها التاريخية، كانت حاضرة في معظم المدن التونسية، ففي جولة لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس في عدد من الشوارع والأسواق بالعاصمة، التقى عددا من المواطنين، الذين أجمعوا أن مظاهر الاحتفال هذا العام تحتلف عن الأعوام السابقة، فللمرة الأولى تشهد الشوارع التونسية زحاما شديدا من قبل الأسر والعائلات منذ جائحة كورونا .