رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تدريب بحري مشترك مع القوات الأمريكية والبريطانية.. فهل يمثل تهديدًا لإيران؟

نشر
الأسطول الخامس الأمريكي
الأسطول الخامس الأمريكي

يبدو أن هناك تغيرات تحدث على الساحة الأمريكية في الأونة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بتطوير القدرات العسكرية البحرية والتدريبات التي يقوم بها الأسطول الخامس الأمريكي بالتعاون مع القوات البحرية الأخرى.

فخلال الساعات الماضية، أعلن الأسطول الخامس الأمريكي عن تدريب بحري مشترك مع القوات البحرية البريطانية، في خطوة هامة للغاية؛ نظرًا لأهميتها في تطوير القدرات التكنولوجية للقوات العاملة في المنطقة.

 

ولم تكن أهميتها تكمن في ذلك أيضا بل ربما تكون تحديا للتهديدات التي تشكلها البحرية الإيرانية وإيصال بعض  الرسائل التي من دورها منع الإيرانيين من تكرار المماحكات.

 

قائد العمليات الأمريكية الجديد بالشرق الأوسط


وتأتي هذه الخطوة بعد تعيين قائد جديد للقيادة المركزية بالشرق الأوسط، بقيادة الجنرال مايكل كوريلا، الذي اختاره الرئيس الأميركي جو بايدن، ‏نظرًا إلى خبراته الكبيرة في العمليات القتالية، والمناصب القيادية في الجيش الأمريكي.

وتمثيل القيادة المركزية هي القيادة التي تدير جميع الأنشطة العسكرية الأمريكية، في 21 دولة، من مصر إلى كازاخستان، وزادت نطاقها من خلال إدراج إسرائيل العام الماضي ضمن نطاق مهامها.


من هو الجنرال الأمريكي مايكل كوريلا

وتشير المعلومات عن كوريلا، المنشورة ضمن سيرته الذاتية، على الموقع الرسمي لقيادة القيادة المركزية الأمريكية، إلى خبرات كبيرة في العمليات القتالية، والمناصب القيادية، في الجيش الأمريكي، حيث أنه من ولاية مينيسوتا، وهو ابن سلاح المشاة، بالأكاديمية العسكرية الأمريكية، في ويست بوينت.

وقاد عدداً من الوحدات الخاصة المحمولة جداً، والعمليات المشتركة في عمليات حفظ السلام والعمليات القتالية، وكان يشغل منصب رئيس أركان القيادة المركزية الأمريكية.

كما شارك كوريلا في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، في الغزو الأمريكي لأفغانستان 2001، والغزو الأمريكي للعراق 2003، وكذلك عملية «العزم الصلب» للقتال ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا.

وأمضى كوريلا السنوات من 2004 إلى 2014 في قيادة القوات الخاصة والتقليدية، خلال العمليات ضمن نطاق ومهام القيادة المركزية الأمريكية، في كل من العراق وأفغانستان، وخلال الآونة الأخيرة شغل منصب قائد الفرقة 82 المحمولة جواً، التي تعد من القوات الضاربة الأمريكية التي تمتاز بسمعة كبيرة في العمليات القتالية.

وخلال عملياته في العراق، أصيب كوريلا خلال إحدى العمليات في الموصل، عام 2005، حيث أصيب بطلقات في ذراعه وساقه، ضمن مهامه مع لواء «سترايكر الأول».

ومن ضمن هذه المهام التي قداها الجنرال الجديد مايكل كوريللا، هو العمل على وجود تدريبات للأسطول الأمريكي الخامس بالتعاون مع القوات البحرية البريطانية وستنخرط من خلال هذه التدريبات  ثلاث سفن أمريكية وسفينتان بريطانيتان وثلاث مسيرات بحرية وستجري في المياه الدولية قبالة البحرين.

أهمية التدريب الأمريكي البريطاني

يشكل التدريب الأمريكي البريطاني خطوة لتطوير المراقبة البحرية بجمع قدرات المسيرات مع الذكاء الاصطناعي والسفن الحربية والقيادة على اليابسة وفقا لتصريحات صحفية للقائد البحري تيم هوكينز .

ويشمل أيضا التدريب  المجسات على المسيرات البحرية من خلال استشعار وتحديد مكان السفن في المياه، فضلا عن إرسال الصور إلى مراكز القيادة على اليابسة وفي البحر على متن السفن المشاركة.

استخدام الطائرات بدون طيار

ومن هذا المنطلق، أجرت البحرية الأمريكية، اليوم الجمعة، تدريبات مشتركة باستخدام طائرة بدون طيار مع المملكة المتحدة البريطانية في الخليج العربي، لاختبار نفس سفن المراقبة غير المأهولة التي استولت عليها إيران مرتين في الأشهر الأخيرة في الشرق الأوسط.

وتأتي التدريبات في الوقت الذي أبلغت فيه البحرية الأمريكية شركات الشحن التجارية في الشرق الأوسط الأوسع أنها ستواصل استخدام الطائرات بدون طيار في المنطقة وحذرت من التدخل في عملياتها.

السفن المستخدمة في التدريبات

وقال تيموثي هوكينز، المتحدث باسم الأسطول الخامس للبحرية في الشرق الأوسط، إن تدريبات شملت سفينتين حربيتين أمريكيتين وبريطانيتين في الخليج العربي ، بالإضافة إلى ثلاث سفن من طراز Saildrone Explorers. 

وتأتي التدريبات على الطائرات بدون طيار والتعهد الأمريكي بمواصلة الإبحار بها  أيضًا مع استمرار التوترات بين الولايات المتحدة وإيران في البحار وسط تعثر المفاوضات بشأن اتفاقها النووي الممزق مع القوى العالمية ومع احتجاجات تجتاح الجمهورية الإسلامية.

التهديد الإيراني

وتأتي هذه الخطوات للحفاظ على آمن المنطقة من التهديدات التي تلاقاها بشكل مستمر وبالأخص من الجانب الإيراني الذي يمثل واحدًا من المخاطر التي تهدد أمن المنطقة بسبب التهريب الإيراني للأسلحة والمخدرات .

فخلال السنتين الماضيتين، تمكنت القوات المشاركة في أمن المنطقة المركزية، خصوصا في خليج عمان وبحر العرب من ضبط كميات هائلة من المخدرات والأسلحة من المرجح أنها من الجانب الإيراني.

حيث أشارت بعض التقديرات إلى أن ثمن هذه الأسلحة والمخدرات الموجهة إلى شواطئ الخليج العربي بات يتخطّى الملياري دولار أمريكي، وتريد القوات الدولية والعربية المشاركة في العمليات البحرية تطوير قدراتها لمنع المزيد من التهريب الإيراني.

مماحكات للمسيرات الأمريكية

ولم تكن فقط هذه المره الأولى للجانب الإيراني بل تعرّضت المسيّرات الأمريكية إلى مماحكات من قبل القوات البحرية الإيرانية، فمنذ أسابيع حاولت قوات تابعة للحرس الثوري الإيراني الاستيلاء على مسيرة في المياه الدولية للخليج العربي، لكنها تخلّت عن المحاولة بعدما سارعت زوارق أميركية إلى المكان.

وبعد ساعات قامت سفن تابعة للبحرية الإيرانية بعملية مماثلة ونجحت برفع مسيرتين أميريكيتين من مياه البحر الأحمر، واحتفظت بهما لساعات طويلة، قبل أن تعيدهما في صباح يوم 2 سبتمبر المنصرم بدون الكاميرات.

التصدي للتجاوزات الإيرانية

وتعمل السلطات الإمريكية وبالأخص منذ تولي الرئيس الأمريكي الحالي چو بايدن منذ عام 2021 على التصدي للتجاوزات الإيرانية، فالتمرين الأميريكي البريطاني، بمشاركة المسيرات البحرية والسفن الحربية التي تحمل قدرات قتالية، تطويراً للقدرات ورسالة إلى الإيرانيين الذين تعمّدوا مماحكة الأميريكيين في الأشهر الأخيرة.

وفي بيان وزّعته العمليات البحرية البريطانية وجّه القائمون على التمرين البحري رسالة مفادها أن المسيرات البحرية هي "ملك للحكومة الأميريكية وستعمل قانونياً في المياه الدولية والممرات البحرية"، أضافت الرسالة "أن أي تدخّل في شؤون المسيرات البحرية سيعتبر خرقاً لأعراف القانون البحري الدولي".