رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

تخوفات أوروبية وتحركات سريعة ردًا على قرار روسيا برفع التعبئة العسكرية

نشر
الأمصار

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، مرسوما بشأن التعبئة الجزئية في البلاد، فيما قال وزير الدفاع سيرغي شويغو أن القرار يستهدف 300 ألف شخص.

وقال "بوتين" في خطاب حول القرار إن المواطنين الموجودين على قائمة الاحتياط هم فقط من يخضعون للتجنيد الإجباري، وخاصة الذين خدموا في الجيش بتخصص عسكري وخبرة قتالية.

فيما ذكرت وسائل إعلام روسية أن جميع جنود التعبئة الجزئية سيخضعون لتدريب إضافي، مع مراعاة تجربة العملية العسكرية الخاصة، قبل إرسالهم إلى الوحدات العسكرية.

وتصاعدت المخاوف الأوروبية من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، التعبئة العامة العسكرية جزئيا في روسيا، ما دفع بعض دول شرق أوروبا للإعلان عن ترقبها للموقف واستعداد قواتها الدفاعية.

وشدد بوتن، على أن بلاده ستدافع عن نفسها في حال إذا واجهت تهديدا من الغرب.

وجاء القرار الروسي عقب سلسلة من الانتصارات حققتها القوات الأوكرانية في خاركيف شمال شرقي أوكرانيا وخيرسون جنوبا، ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقا.

مخاوف أوروبية 

على الفور أعلنت ليتوانيا، رفع مستوى جاهزية قواتها المسلحة للرد السريع، عقب قرار روسيا بشأن رفع التعبئة العسكرية الجزئية.


وأكد وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوسوسكاس، أن القرار لمنع أي استفزازات من الجانب الروسي، خاصة وأن التعبئة العامة العسكرية الروسية ستشمل منطقة كالينينغراد.

كما أوضحت فنلندا، أنها تراقب الموقف عن كثب. وشدد وزير الدفاع أنتي كاكونين، على أن قوات بلاده الدفاعية مستعدة للغاية.

وتوالت ردود الفعل من الجانب الأوروبي، حيث أكدت المفوضية الأوربية، على أن القرار الروسي بشأن الحرب في أوكرانيا هو اتجاه إلى مزيد من التصعيد.


وانتقد نائب المستشار الألماني روبرت هابيك، القرار، واعتبره خطوة خاطئة وسيئة، مؤكدا على استمرار دعم برلين للقوات الأوكرانية، مع دراسة الوضع الآن للرد على قرار بوتن.


فيما اعتبرت وزيرة الخارجية البريطانية جيليان كيغان، أن خطاب بوتن تصعيد مقلق ويجب أخذ التهديدات التي وجهها على محمل الجد.
 

ومن جانبها، قالت سفيرة الولايات المتحدة في أوكرانيا بريدجت برينك، إن قرار روسيا مؤشر ضعف وفشل، مشددة على استمرار دعم بلاده لكييف.

 

حلف شمال الأطلسي 

بدوره، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، إن قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إعلان التعبئة الجزئية واستدعاء الآلاف من القوات الإضافية للحرب في أوكرانيا سيصعد الصراع وإن تهديده باللجوء لأسلحة نووية هي تصريحات "خطيرة ومتهورة".

وأضاف ستولتنبر، أن أول تعبئة في الجيش تقوم بها روسيا منذ الحرب العالمية الثانية ليست مفاجأة لكنها ستصعد من حدة الصراع الذي بدأ بالعملية العسكرية الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط المنصرم.

 

وأضاف ستولتنبرج أن خطوات بوتين أوضحت أن "الحرب لا تسير وفقا لخططه" وأنه من الواضح أن الرئيس الروسي قام "بخطأ كبير في الحسابات".

بدوره، قال متحدث باسم البيت الأبيض إن الولايات المتحدة "تأخذ على محمل الجد" تهديد فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في الحرب في أوكرانيا، معلنا أن عليه أن يتوقع "عواقب وخيمة" إذا لجأ إلى ذلك.

مجلس الأمن

وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، في مقابلة مع شبكة إي بي سي ABC، أنه: "هذا خطاب غير مسؤول من قوة نووية.. نحن نراقب وضعهم الاستراتيجي بأفضل ما نستطيع حتى نتمكن من تغيير موقفنا إذا لزم الأمر. لا شيء يقول حاليًا أن هذا الأمر ضروري".

فيما قال مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن التعبئة الجزئية لجنود احتياط روس تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين ينوي مواصلة "التصعيد" في الحرب على أوكرانيا وأنها تشكل "مؤشر يأس جديدا" لديه.

 

وأوضح بيتر ستانو، الناطق باسم بوريل "الاعلان عن تعبئة جزئية للاحتياط وتأكيد الاستفتاءات (في مناطق محتلة في أوكرانيا) يشكلان إشارة واضحة موجهة إلى الأسرة الدولية خلال أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة على عزمه مواصلة حربه المدمرة التي لها تداعيات سلبية على العالم بأسره".

وتابع ستانو "ستكون لهذه الخطوة تداعيات من جهتنا. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي عقدت اجتماعا تنسيقيا على هامش أعمال الجمعية العامة (للأمم المتحدة) في نيويورك".

وأضاف المتحدث "الأراضي المحتلة هي جزء من أوكرانيا التي لها كل الحق في إعادة فرض سلطتها فيها، والاتحاد الأوروبي مستعد لمواصلة دعمها عسكريا".

وقف النار

فيما دعت الصين الأربعاء إلى "وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور"، قائلة على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانع وينبين في مؤتمره الصحافي الدوري: "ندعو كل الأطراف المعنيين إلى وقف لإطلاق النار عبر الحوار والتشاور، وإيجاد حل يراعي المخاوف الأمنية المشروعة لكل الأطراف في أسرع وقت ممكن".

وقال المتحدث إن الصين تشدد على "وجوب احترام سيادة ووحدة أراضي كل البلدان، والتقيّد بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ومراعاة المخاوف المشروعة لكل البلدان بجدية، ودعم كل الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمات".

وتابع "تدعو الصين الدول المعنية إلى حل خلافاتها بالحوار والتشاور، وتبدي استعدادها للعمل مع المجتمع الدولي لمواصلة أداء دور بناء على صعيد احتواء التصعيد".

 

اعتراف "بالفشل"

ورأى وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن اعلان موسكو يشكل "اعترافا بالفشل".

وأضاف أن تراجع الرئيس الروسي عن "تعهد شخصي بعدم استدعاء جزء من السكان يشكل اعترافا بالفشل" مشيرا إلى أن "أي تهديد أو دعاية لا يمكن أن يخفي حقيقة أن أوكرانيا بصدد كسب الحرب ... و أن روسيا بصدد أن تصبح منبوذة على الساحة الدولية".
 

وأكد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أن أمر التعبئة العسكرية ما هو إلا علامة على ما وصفه بـ"الذعر" الذي يستبد بالكرملين، وينبغي عدم النظر إليه على أنه تهديد مباشر بحرب شاملة مع الغرب.

 

وأضاف أن :"التعبئة والدعوة إلى استفتاءات في دونيتسك كلها علامات على الذعر. خطابه بشأن الأسلحة النووية شيء سمعناه مرات عديدة من قبل (..) أنصح بالتزام الهدوء".

 ورأى نافالني أن الرئيس الروسي وعبر استدعاء 300 ألف من جنود الاحتياط لتعزيز قوات موسكو يريد "تلطيخ (أيدي) مئات آلاف الأشخاص بالدماء".