رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

بعد مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني.. المظاهرات تشتعل من طهران إلى كردستان

نشر
الأمصار

أشعل مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني، الاحتجاجات في مختلف أنحاء إيران، لينذر يثورة جديدة ضد حكم نظام الملالي الذي يسير على كقاليد البلاد منذ الإطاحة بنظام الشاة في سبعينات القرن الماضي.

بدأ طلاب جامعات مختلفة في مدن إيران، اليوم الثلاثاء 20 سبتمبر، مظاهرات مناهضة لنظام الملالي في اليوم الخامس لمقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني. 

تظاهر اليوم طلاب جامعة طهران وجامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة الوطنية المسماة بهشتي وجامعات إيرانية أخرى، وكذلك طلاب جامعة يزد في وسط إيران وجامعة خوارزمي في كرج، ضد نظام الملالي ومقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني. 

في تبريز، مركز محافظة أذربيجان الشرقية في شمال غرب إيران، تظاهر طلاب العلوم الطبية اليوم الثلاثاء، 20 سبتمبر، في اليوم الثالث من الانتفاضة الطلابية دعماً للانتفاضة التي عمت البلاد واحتجاجاً على مقتل مهسا أميني على يد دوريات القتل التابعة للنظام. 

وأما في اصفهان فقد هتف الطلاب عن مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني: “القتل بسبب الوشاح إلى متى هذا الإذلال”. 

كان الطلاب في طهران يهتفون: خامنئي قاتل، وولايته باطلة – تتوالى أعمال القتل واللعن على دورية الإرشاد -التي قتلت الفتاة الإيرانية مهسا أميني-، لا يصلح هذا البلد ما لم يُكفَن الملالي. 

وتظاهر الطلاب صباح الاثنين 19 سبتمبر في العديد من جامعات الدولة، بما في ذلك جامعة طهران، وجامعة شريف، وجامعة أمير كبير، وجامعة العلامة، وإعداد المعلم، وإعداد المدرس، والجامعة الوطنية، وجامعة الفنون، وجامعة أصفهان. 

وكان طلاب جامعة أمير كبير (البوليتكنيك) يهتفون: “سأقتل من قتل أختي“، “الموت للديكتاتور”، و”إيران كلها مضرجة بالدم من كردستان إلى طهران”، و”قمع المرأة من كردستان إلى طهران”.

 وهاجم عناصر الباسيج الطلاب لكنهم واجهوا مجابهة الطلاب لهم بشعار “ارحل يا باسيج”، وقال الطلاب المحتجون في بيان: “مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني  رمز لـ 44 سنة من القمع والوحشية. قتلة مهسا وجميع ضحايا الأربعة عقود الماضية الذين بنوا قصر الظلم على بحر من دماء الشعب، سيتم تسليمهم إلى عدالة الشعب”. 

وأما طلاب جامعة طهران فقد هتفوا: “أيها الباسيجي، تبًّا لخداعك، دماء شبابنا تسيل من براثنك”، “أنت يا جهاز الأمن عامل قتلنا”، “باسم الدين والقانون، تستبيحون إراقة دمائنا” ، “الفقر والفساد والظلم، تبًّا للاستبداد”. وهتف طلاب إعداد المعلم: “كردستان، كردستان، مقبرة الفاشيين”، “التحرير حقنا، قوتنا في وحدتنا”. واحتج طلاب الجامعة الوطنية (ملّي) بشعار “الموت للديكتاتور”، “كل هذه السنوات جريمة، تبا لهذه السلطة” و”1500 شخص قتيل انتفاضتنا في نوفمبر”. 

يوم الاثنين، 19 سبتمبر، في اليوم الرابع من الاحتجاجات على مستوى البلاد، نزل المواطنون والشباب في طهران ومشهد ورشت والأهواز وأصفهان ونيشابور وأراك وكرمانشاه وخرم آباد ومدن أخرى إلى الشوارع بشعارات الموت لخامنئي. 

في طهران، احتج المتظاهرون في شارع كشاورز وشوارع وصال وكاركر وإيطاليا واشتبكوا مع القوات الخاصة، بعد مقتل الفتاة الإيرانية مهسا أميني وهتفوا: “عار علينا عار علينا زعيمنا الوغد”، و”خامنئي قاتل وولايته فاسدة”. وقام المتظاهرون، الذين لعبت فيهم النساء بدور نشط، بإضرام النار أو قلب العديد من سيارات الدوريات والوحدات الخاصة. تم اعتقال عدد من المتظاهرين. استمر الاشتباك وعمليات الكر والفر حتى ساعات متأخرة من الليل. 

في اليوم الرابع للاحتجاجات على مستوى البلاد، قام تجار السوق وأصحاب المحلات في مدن سقز ومهاباد وسنندج واشنوية وبوكان ومريوان وكامياران وباوه وبانه وسردشت وبيرانشهر وأورمية وجوانرود وديواندره بإغلاق متاجرهم رغم تهديدات القوى القمعية، في الوقت الذي كان المواطنون يحتجون في الشوارع في معظم هذه المدن. 

وهاجمت قوات الحرس المتظاهرين بإطلاق النار وإلقاء الغاز المسيل للدموع في ديواندره وسقز وسنندج. وبحسب التقارير الأولية، قُتل وجُرح عدد من المواطنين في هذه المدن. ووقف المتظاهرون بشجاعة برشق عناصر الحرس بالحجارة رافعين شعار “لا تخافوا، نحن كلنا معا” و”سقز ليست وحيدة”. 

في ديواندره، لقّن المواطنون بعض عناصر الحرس المعتدية درسًا بليغًا بحيث لاذ العديد من المعتدين بالفرار. وسُمع صوت إطلاق نار من هذه المدينة لساعات طويلة. وتم اعتقال عدد من الشباب في العديد من مدن كردستان الإيرانية، بما في ذلك سنندج، فضلا عن قيام النظام بقطع أو إبطاء سرعة شبكات الإنترنت بشكل كبير. 

ووجّهت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، تحياتها للمضربين في كردستان إيران والشبان الغيارى في سنندج وديواندره والمدن الأخرى الذين وقفوا في وجه أعمال القمع والقتل التي يمارسها خامنئي ورئيسي وواجهوا القوى القمعية، وقالت إن الانتفاضة والمقاومة والحد الأقصى من الهجوم هو الطريق الوحيد الفاعل لوقف ماكنة القمع والجريمة لنظام ولاية الفقيه وقواه القمعية العاملة ضد النساء والشعب الإيراني. 

 

بينما كشفت  منظمة هنكاو الحقوقيّة، عن إحصائيات يوم أمس من الانتفاضة ضد النظام الإيراني في مدن كردستان 24 مدينة ومحافظة شاركت في الإضراب العام، 13 مدينة شاركت في التظاهرات، 4 شهداء،221 جريحاً: 43 امرأة و24 طفلاً و154 رجلاً،  250 معتقلاً.

بينما يلغ عدد الجرحى والشهداء حسب المدن الكردية:سقز: شهيد و37 جريح (16 امرأة و4 أطفال)،  بانه: 40 جريح (10 نساء و6 أطفال)، مهاباد: 23 جريح (8 نساء و7 أطفال)، ديواندره: شهيد و33 جريح، بوكان: 17 جريح (4 نساء و3 أطفال)،  سنه: 14 جريح (6 نساء)، مريوان: 5 جرحى، ديولان: شهيد و16 جريح،  بيجار: 9 جرحى،  قوروه: 9 جرحى، كامياران: 11 جريح (3 نساء) ، تيكاب: 7 جرحى (3 نساء).