رئيس مجلس الإدارة
د. رائد العزاوي

مقتل مهسا أميني.. جريمة جديدة في سجل شرطة الأخلاق الإيرانية ضد النساء

نشر
الأمصار

كانت الفتاة مهسا (جينا) أميني، البالغة من العمر 22 عاماً آخر ضحايا شرطة الأخلاق الإيرانية، وهي من أهالي مدينة سقز بمحافظة كردستان، قد سافرت إلى طهران برفقة عائلتها، اعتقلت يوم الثلاثاء 13 سبتمر/ أيلول عند مدخل طريق ”حقاني“ السريع من قبل عناصر دورية الإرشاد وتم نقلها إلى الجهاز القمعي المعروف بـ "الأمن الأخلاقي"، بحسب تقرير أعداه “المقاومة الإيرانية”.

وتعرضت مهسا للضرب المبرح من قبل عناصر  شرطة الأخلاق الإيرانية لاحتجاجها على هذا الاعتقال وبسبب شدة إصاباتها، تم نقلها إلى مستشفى ”كسرى“ في طهران. 

وعقب فحص مهسا، أعلن الأطباء المعالجون أنها أصيبت بنوبة قلبية وموت دماغي في نفس الوقت. ويقال إن موت دماغي لـ مهسا، كان بسبب كسر جمجمتها إثر ضربات شديدة  من قبل عناصر  شرطة الأخلاق الإيرانية على رأسها.

وأمر الجلاد إبراهيم رئيسي وزير الداخلية أحمد وحيدي بمتابعة هذا الحادث والتحقيق فيه خوفًا من رد الفعل الشعبي على هذه الجريمة الوحشية التي أرتكبتها  شرطة الأخلاق الإيرانية.

 

 

 

القتل المؤلم لمهسا أميني، التي فقدت حياتها على يد  شرطة الأخلاق الإيرانية وهي دوريات الإرشاد للنظام الإيراني، انتشرت مشاعر الغضب والاشمئزاز لدى عموم أبناء الشعب الإيراني. احتج أهالي طهران الغاضبون أمام مستشفى كسرى حيث توفيت مهسا. وهتف المتظاهرون: "الموت للديكتاتور"، "الموت لخامنئي"، "كلنا مهسا"، "نتحداكم في القتال"، "من كردستان إلى طهران، اضطهاد المرأة"، "هيهات منا الذلة"، "الموت للظالم" و"دورية الإرشاد دورية القتل" و"خامنئي قاتل وولايته باطلة". واشتبك المواطنون مع حشد من الجلاوزة القمعيين الذين كانوا يحاولون تفريق المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "الموت لخامنئي". واعتقل رجال الأمن المتنكرين بملابس مدنية بعض المتظاهرين. وطالب المتظاهرون المواطنين الأخرين بالانضمام إلى الاحتجاجات بشعارات تدعوهم للانخراط إليهم.

 

احتج كثير من المواطنين في طهران على جريمة الملالي بإطلاق أبواق سياراتهم. وفي بعض أنحاء طهران هتف الأهالي من فوق أسطح المنازل “الموت للديكتاتور”، وقطعت عدد من النساء الطرقات ورددن هتافات "يا داعشي يا عديم الشرف"، وفي بعض المناطق تجمع المواطنون وهتفوا سأقتل الشخص الذي قتل أختي. حول ساحة الأرجنتين في طهران، تجمع الناس ورددوا الموت لخامنئي وأغلقوا شارع الأرجنتين باتجاه شارع ألوند حيث يقع مستشفى كسرى. بسبب تجمع الناس، شهدت ساحة الأرجنتين ومتنزه ساعي حركة مرور كثيفة.

وأعلنت مريم رجوي أمس، وهي تعرب عن تعاطفها العميق مع عائلة مهسا أميني، حدادًا عامًا على القتل الوحشي لهذه الفتاة، ودعت النساء الشجعان في إيران إلى احتجاج وطني ضد هذا النظام الشرير القامع للمرأة. 

وقالت يجب تفكيك دورية الإرشاد القامعة للمرأة وأضافت أن نظام الملالي القامع للنساء يأخذ المزيد من الضحايا كل يوم. سيتم تحطيم اضطهاد الملالي وحراس الجريمة بصمود ومقاومة المرأة الإيرانية. ويجب التصدي لهذا النظام بكل قوة.

يشار إلى أن العديد من الحملات النسائية نظمت في إيران ضد فرض الحجاب الإجباري وطريقة اللباس على النساء على مدى السنوات الماضية.

إلا أن السلطات كانت في كل مرة تقمع تلك الحملات المناهضة للقوانين المتشددة في البلاد، وتعتقل عشرات النساء والناشطات لسنوات.

لكن حملة الغضب الأخيرة هذه تأتي بعدما وقع الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي في 16 أغسطس الماضي (2022) مرسوماً يفرض التشدد في لباس النساء، وينص على فرض عقوبات أقسى على كل من يخرق القانون، سواء علناً في الشوارع أو عبر الإنترنت.

أتى هذا المرسوم بعدما اعتقلت عشرات النساء، بجميع أنحاء البلاد، في 12 يوليو الفائت، إثر إعلان "يوم الحجاب والعفة" الوطني، ومن بينهن الكاتبة والفنانة "سيبيده راشنو" التي تعرضت سابقا للعتقال السياسي أيضا وللضرب والتعذيب أثناء الحجز قبل أن تقدم اعتذارا قسريا على شاشة التلفزيون!